إعلان إنشاء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في لندن 250 مندوبا من 14 دولة شاركوا بندوة تأييدا للحق بارتداء الحجاب

أعلنت هيئة المسلمين في بريطانيا إنشاء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ، وذلك خلال لقاء لرجال دين ومثقفين مسلمين نظم أمس الأحد في لندن. وأفاد موقع الانترنت التابع لهيئة المسلمين في بريطانيا أن هذا الاتحاد الجديد "غير حكومي ومخصص لتنظيم مواقف العلماء البارزين حول مسائل تعني المسلمين ".

وسيأخذ الاتحاد من دبلن مقرا له وسيرئسه الشيخ القرضاوي، ومن الأعضاء الآخرين في الاتحاد، الإيراني آية الله محمد تسخيري ومفتي سلطنة عمان أحمد بن أحمد الخليلي وغيرهم. وفي البيان الذي أعلن عن إنشاء الاتحاد، قال القرضاوي إن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين سيكون "منفتحا على الأديان والثقافات الاخرى لأنه يؤمن بحزم بأهمية إعطاء دفع للحوار مع الآخرين".

وذكر أن الاتحاد سيشكل "هيكلية مستقلة مخصصة للحفاظ على الهوية الاسلامية ولإنشاء جسر بين الشعوب وقادتهم في الدول الاسلامية".

وقد شن نشطون حملة أمس للدفاع عن حق النساء المسلمات في أوروبا في ارتداء الحجاب الذي يثير جدلا في أنحاء أوروبا يجسد الانقسام بشأن اندماج المسلمين في المجتمع الاوروبي.

واحتشد نحو 250 مندوبا من 14 دولة في مبنى بلدية لندن تحت لواء جماعة ضغط مؤيدة للحجاب لشن حملة احتجاج على ما يعتبرونه انتهاكا لحقوق الانسان. وكان من أبرز الشخصيات التي أيدت حملتهم الداعية الاسلامي فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي الذي دعا فرنسا لالغاء حظر على الحجاب في المدارس من المقرر أن يبدأ العمل به في شهر سبتمبر أيلول المقبل .

قال القرضاوي في المؤتمر إن الحظر ينمي عقلية الانعزال ويثير حفيظة المسلمين. ووصفه بأنه ردة عن الحضارة ومناف لحرية العقيدة والحرية الشخصية. وتقدم يهود بريطانيون بشكوى رسمية إلى الشرطة متهمين الشيخ الذي بارك بعض التفجيرات الانتحارية باثارة الكراهية العنصرية. وقررت سلطات الادعاء الحكومية حفظ القضية. وطوق المؤتمر نشطون مدافعون عن حقوق الشواذ يتهمون الشيخ بمعاداة الشواذ جنسيا ويقولون انه ينتهك حقوق المرأة. كما أدان رئيس بلدية لندن كين ليفنجستون خلال المؤتمر الاجراء الفرنسي الخاص بمنع الحجاب قائلا (الحظر الفرنسي هو أكثر المقترحات التي نظرها أي برلمان أوروبي رجعية منذ الحرب العالمية الثانية..انه يمثل خطوة باتجاه التعصب الديني الذي أقسمنا في أوروبا على ألا نعود اليه مرة أخرى بعد أن عاينا الاثار المدمرة لجرائم النازية).

لكن المسألة ليست قاصرة على فرنسا. اذ يتجه العديد من الولايات الالمانية إلى منع المدرسات من ارتداء الحجاب. وقالت عبير فرعون منسقة الحركة المؤيدة للحجاب أن هناك اتجاها مقلقا أخذ في النمو عبر أوروبا من فرنسا وألمانيا إلى بلجيكا. وقالت »تزعم حكومات بعض هذه الدول أنها تحمي المسلمات من إجبارهن على ارتداء الحجاب«
وأضافت »انهم يظنون أننا ضعيفات خاضعات لسيطرة أزواجنا وابائنا. أؤكد لكم أننا لسنا كذلك. فالنساء المسلمات متحررات وعلى درجة عالية من التعليم«.

وأيدت كلماتها سارة جوزيف البريطانية التي اعتنقت الإسلام والتي تصر على أن الحجاب رمز للاختيار. وقالت »الحجاب مجرد غطاء للرأس وليس قيدا وسلاسل«.

إلى ذلك، قال فضيلة الشيخ القرضاوي في حديث لصحيفة الغارديان الصادرة أمس أنه لا يعتبر نفسه متطرفا بل يؤكد أنه قد «اسيء فهمه».. وقد تعرض القرضاوي للانتقاد خصوصا لشرحه ما ورد في القرآن بشأن ضرب الرجال لزوجاتهم عندما قال إن ذلك يجوز "شرط تجنب الوجه والأجزاء الحساسة من الجسم". لكن فضيلته أوضح للصحيفة "إن ضرب الزوجة ليس ضروريا ولا مستحبا" مشيرا إلى أن تعليقاته في هذا الصدد كانت تهدف الى إعادة توصيات القرآن إلى سياقها ورفض ما تم تداوله من تأويلات متطرفة. وفي حين اتهمه منتقدوه بالدفاع عن إعدام مثلي الجنس أكد القرضاوي للصحيفة "ليس للمسلمين أي حق في إنزال عقوبة بمثلي الجنس أو إساءة معاملتهم".

وأوضح "اعتقد إن الشذوذ الجنسي لا يجوز في الاسلام كما هو الحال في الدين المسيحي" مؤكدا أن على المسلمين احترام قوانين البلدان التي يعيشون فيها. وأكد فضيلته من جهة اخرى أنه يعتقد أن العمليات الانتحارية التي ينفذها الفلسطينيون في إسرائيل تعتبر "سلاح الضعيف". واوضح أمس الأول لاذاعة بي.بي.سي أن "الله عادل وفي حكمته اللامتناهية اعطى الضعفاء ما لا يملكه الأقوياء وهي القدرة على تحويل أجسادهم إلى قنابل كما يفعله الفلسطينيون".