السلام عليكم ورحمة الله: اختلفت مع بعض زملائي في العمل: هل نفل الصدقة أفضل أم نفل الحج والعمرة، وتمسك كل منا بأدلة عقلية وواقعية. ولم نصل إلى حل حاسم؛ فما رأي الدين في ذلك؟ جزاكم الله خيراً
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد ...
فالراجح في هذه المسألة أن الأمر يتوقف على ظروف كل شخص ومدى عطائه ومدى حاجة المسلمين إلى المال الذي يدفعه المسلم في التطوع بالحج والعمرة فإذا كان المسلمون الآن يحتاجون للمال في داخل البلاد وخارجها فالأولي أن يتصدق بهذا المال من يريد نفل الحج والعمرة بماله لإنفاقها على الجوعى واليتامى والجهاد في سبيل الله وغير ذلك .
ويقول الدكتور يوسف عبد الله القرضاوي حفظه الله:
فلا شك أن التصدق بمبلغ ما، ينفق في الحج نافلة في سبيل الله هو أفضل وأولى، بل أراه في بعض الأحيان واجبًًا وفريضة، فإن إطعام الجائعين، ومعالجة المرضى، وإغاثة الملهوفين وإيواء المشردين، ومساعدة المجاهدين.. هذه كلها فرائض إسلامية، فهي مقدمة على نافلة الحج، وقد قرَّر علماؤنا أن الله لا يقبل النافلة حتى تؤدى الفريضة، وقالوا: من شغله الفرض عن النفل فهو معذور، ومن شغله النفل عن الفرض فهو مغرور؛ ولهذا.. أنصح كل مسلم يريد أن يحج تطوعًا الحجة الثانية أو السابعة أو العاشرة أو العشرين أو أكثر من ذلك أو أقل من حج التطوع.. أنصحه أن يدفع المبالغ التي رصدها للحج في هذه المصارف المذكورة أداء للواجب ومعونة للإخوة المسلمين، ومساعدة أيضا في تيسير الحج على الآخرين، وتخفيف الزحام على الآخرين، وإنما لكل امرئ ما نوى
والله أعلم.
- المصدر: إسلام أون لاين (2004)