بعد أن مكثنا أيامًا في السجن الحربي لا أذكر عددها، ولكنها ليست كثيرة، نودي علينا للذهاب إلى المحكمة، فحُشرنا في "لوريات عسكرية" ونزلنا منها محلوقة رؤوسنا جميعًا بالموسى، وكان المحاكَمون في هذا اليوم من إخوان المحلة، وإخوان بسيون، وإخوان بين السرايات بالقاهرة، وكانت الأعداد كبيرة، والمحاكمات سريعة، قد لا تستغرق محاكمة الفرد أكثر من ثلاث دقائق أو خمس على الأكثر. وربما كانت محاكمتي من أطول المحاكمات نسبيًا، لما جرى فيها من نقاش لم يكن معتادًا، وإن كانت لم تلبث أكثر من دقائق معدودات. تلا ممثل الادعاء التهمة الموجهة إليّ وإلينا جميعا، هي:

1ـ الاشتراك مع آخرين في اتفاق جنائي لقلب نظام الحكم عن طريق إحداث فتنة دامية، والقيام باغتيالات واسعة النطاق وارتكاب عمليات تدمير بالغة الخطورة للمرافق العامة، وتخريب شامل في جميع أنحاء البلاد، تمهيدًا لاستيلاء الجماعة التي ينتمي إليها على مقاليد الحكم بالقوة.

2ـ والاشتراك في جهاز سري مسلح مناهض للدولة ومخالف لقوانينها؛ بهدف قلب نظام الحكم بالقوة. قال ممثل الادعاء كلامًا كثيرًا يطلب فيه لي ولإخواني أقصى العقوبات، وقال عني أكثر مما قال عن غيري من المتهمين، وإني كنت أهيئ الإخوان لعلميات الاغتيال والتخريب، وأعدّهم لليوم الموعود، وأعدهم على ذلك بجنة الفردوس، إلى آخر ما قال مما لم أعد أذكره.

وقال رئيس المحكمة: مذنب أو غير مذنب؟

قلت: غير مذنب

سألني رئيس المحكمة، وقد نسيت اسمه: ألم تكن عضوًا في الجهاز السري للإخوان؟

قلت: أنا من الإخوان منذ سنة 1943م أخطب وأحاضر وأدرس، وأنظم القصائد، وأجوب البلاد، في وضح النهار، وتحت الأسماع والأبصار.

قال: حضرتك "حتخطب" لي خطبة؟

قلت: لا، ولكني أشرح لسيادتك أن عملي في الإخوان عمل علني بطبيعته.

قال: ولكن عبد الحميد الرفاعي رئيس الجهاز في المحلة قال: إنك عضو في الجهاز، وإن رئيس الجهاز في الغربية قال له: إنك الموجه الروحي للجهاز في الغربية.

قلت له: يا سيادة الرئيس، أنا الموجه الروحي للإخوان كلهم في الغربية، ولكني لم أبايع أحدًا للانضمام إلى الجهاز السري.

قال: هل تعرف يوسف طلعت؟

قلت: ومن في الإخوان لا يعرف يوسف طلعت؟ لقد عرفته في المعتقل سنة 1949م في جبل الطور.

قال: وهل عملت معه بعد أن تولى رئاسة الجهاز السري؟

قلت: لا. لا معه ولا مع غيره.

وصدر الحكم علي بالسجن عشر سنوات مع إيقاف التنفيذ. وكان الذي يأخذ حكمًا مع إيقاف التنفيذ، أو الذي يأخذ حكمًا بالبراءة؛ يبقى في السجن، لا يغادره، حتى سُئل أحد الإخوة الظرفاء بعد الحكم: بماذا حُكم عليك؟ فأجاب: براءة مع إيقاف التنفيذ!

بل هذا شأن الذين لم يُقدَّموا إلى المحاكمة أصلًا. بل هو شأن أناس أُخذوا خطأ، وليس له أي صلة بالإخوان من قريب ولا من بعيد، ولكنهم حُشروا في زمرتهم فجرى عليهم ما جرى على الإخوان. وكثير منهم خرج من السجن وقد أصبح من الإخوان.

البسيوني يحاكمنا مرة أخرى

وعدنا إلى السجن، ودخلنا زنازيننا، وأخلدنا إلى النوم قليلًا، وإذا بالزنازين تُفتح علينا فجأة، وقلنا: يا ستار استر، اللهم إنا نعوذ بك من شر هذه الليلة، وشر ما فيها. فتْح الزنازين في هذا الوقت قبل منتصف الليل لا يكون إلا لشر.

وما هي إلا ثوانٍ حتى نودي علينا بالنزول إلى صحن السجن، فوجدنا قائد السجن حمزة البسيوني ينتظرنا في ساحة السجن، وحوله زبانيته وعساكره، وعلى رأسهم "صول" السجن أمين السيد، وصدر إلينا الأمر أن نركض ونعدو بأسرع ما يمكننا في صورة دائرة أو حلقة مفرغة في ساحة السجن، والعساكر بالكرابيج من حولنا يضربوننا لنسرع أكثر وأكثر. وإذا سقط أحد منا انهالوا عليه بالكرابيج حتى يقوم، ولا أدري كم مضى علينا من الوقت، ونحن نلهث تحت السياط؟

ولكني كنت شابًا قوي الجسم، في الثامنة والعشرين من عمري، فلم يزعجني هذا الركض كثيرًا، فقد كنا نمارس المشي والجري من قبل، ولكن قلبي كان يتقطع إشفاقًا على إخوة لي بعضهم كبار في السن، أو بعضهم يشكون من السمنة وثقل الجسم، مثل الأخ محمد كمال إبراهيم من إخوان زفتى، ممن لا يستطيعون مواصلة هذا العَدْو، ولا سيما بعد أن طالت مدته، فكانوا يخرون من الإعياء، وعساكر البسيوني لا يرحمونهم، ولا يشفقون عليهم، بل يزيدونهم عذابًا على عذابهم بمضاعفة الضرب عليهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

ثم أوقف هذا الطابور، وهم يسمونه "طابور تكدير" وأُمرنا أن نقف صفوفًا؛ لنأخذ حظوظنا مما يقسمه أو "يصرفه" لنا القائد البسيوني من الكرابيج، فمنا من كان حظه "عشرة كرابيج" وهذا نصيب الأغلبية، ومنا من نصيبه خمسون كرباجًا، منهم الأخ خليل دبايح من "بين السرايات"، والفقير إليه تعالى، وأصحاب العشرة عليهم أن يقعدوا في الأرض ويمدوا أرجلهم ليضربهم الجنود، واحدًا بعد الآخر. أما أصحاب الخمسين، فتنصب لهم "الفلكة" وتُقيَّد فيها أرجلهم، ويُجلدون بإشراف حمزة نفسه.

وقد جاء دوري، ووضُعت في الفلكة، واستمر الضارب يضرب، ولا أدري هل أكمل الخمسين أو وقف دونها، ولا أذكر أنها آلمتني كثيرًا، إلا أني رأيت الدم يسيل من ساقي بغزارة. ووقف حمزة يخطب فينا - نحن الذين حوكمنا في ذلك اليوم من إخوان الغربية وبين السرايات، والذين سيحاكَمون غدًا - فقد أحضرهم حمزة ليشهدوا بأعينهم ما نزل بنا؛ ليتخذوا منا عبرة.

يقول البسيوني: تريدون أن تجعلوا من أنفسكم أبطالًا بالإنكار أمام المحكمة. أنا سأحاكمكم هنا، وأصدر عليكم ما شئت من أحكام، حتى الإعدام، ولن يحاسبني أحد. أنا هنا القانون، لا قانون غيري!

ثم التفت إليَّ وقال: حضرتك رايح تخطب لي أمام المحكمة وتنكر ما نسب إليك؟

قلت: من حق كل إنسان أن يدافع عن نفسه.

قال: فاخطب لنا الآن خطبة من خطبك التي كنت تخطبها في المحلة أو في الأزهر.

قلت: المجال ليس مجال خطابة.

قال: اختر لك واحدة من اثنتين: إما أن تخطب لنا خطبة، وإما أن تغني لنا أغنية!!

قلت: لست من أهل الغناء حتى أغني.

قال: فأسمعنا خطبة من خطبك.

قلت: لا بأس، وماذا تملك إذا سُلِّط عليك متكبر جبار، مطبوع على قلبه، لا يخشى خالقًا، ولا يرحم مخلوقًا، جنوده من حوله مطيعون له كأدوات في يديه، وأنت أسير عنده، وهو يقول عن نفسه: أنا القانون. وهو كذلك فعلًا، فلا رقابة عليه، ولا أحد يحاسبه، وكم من شاب قضى نحبه في زنازين التعذيب، وشُطب من سجلات السجن، ولم يسائله أحد. فهل تملك أمام جبروته وتألهه إلا أن تؤمر فتطيع؟!

لهذا لم أملك حين أصر أن أخطب أو أغني؛ إلا أن أختار الخطبة. وحمدت الله تعالى وأثنيت عليه، وصليت على نبيه ثم قلت مخاطبًا الإخوان الموجودين في ساحة السجن، وبالقرب منا إخوان داخل الزنازين يسمعون ما يجري:

قال العباس بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه لم ينزل بلاء إلا بذنب، ولم يُرفع إلا بتوبة. وإن أحوج ما يكون المؤمن إلى التوبة والاستغفار إذا نزلت به الشدة، وحل به الكرب، فعليه أن يقول ما قاله أبوه آدم وأمه حواء: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (الأعراف: آية 23)، وقد قص علينا القرآن قصة نبي الله يونس ذي النون، حين التقمه الحوت، فنادى في الظلمات: ظلمة البحر، وظلمة الليل، وظلمة بطن الحوت: {أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} (الأنبياء: آية 87)، قال تعالى: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} (الأنبياء: آية 88)، وقال صلى الله عليه وسلم: "دعوة أخي ذي النون، ما دعا بها مكروب إلا فرج الله عنه: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين".
فتضمنت هذه الكلمة: التوحيد بقوله: "لا إله إلا أنت"، والتنزيه عن كل نقص بقوله: "سبحانك"، والاعتراف بالذنب بقوله: "إني كنت من الظالمين". ولا أدري أكان البسيوني يسمع ما أقول أم لا؟ وإذا سمع هل فهم أم لا؟ على كل حال لقد أرضى غروره بإرغامي على الخطابة وربما فهم من كلمتي أنها اعتراف منا نحن الإخوان بأننا كنا من الظالمين، فسكت عني.

وعدنا إلى زنازيننا بجراحاتنا، وحاول إخواني أن يخففوا عني ما نزل بي من ضراء وآلام، وقلت لهم: أنا والله في غاية السكينة والطمأنينة القلبية، ولا أشعر بأي ألم، ولا أقول إلا ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد جرحت إصبعه: وهل أنت إلا إصبع دميت، وفي سبيل الله ما لقيت! ولكني أشفقت على كثير من إخواننا الضعفاء والشيوخ والمرضى الذين أرهقهم هذا التكدير. أدعو الله تعالى أن يشد أزرهم، وييسر أمرهم، ويقوي عضدهم، ويجعل ذلك في ميزانهم.

وقد صورت ما جرى لنا بعد المحاكمة في ملحمتي "النونية" في فقرة بلغت ثلاثين بيتًا، وفيها قلت :

أنا إن نسيت فلست أنسى ليلة  ** في ساحة الحربي ذات شجون

عدنا المساء من المحاكمة التي  **  كانت فصول فكاهة ومجون

ما كاد يعرونا الكرى حتى دعا  **  داعي الردى وكفاك صوت أمين

فتجمع "الإخوان" ممن حوكموا  **  ذا اليوم من طنطا إلى بسيون

أما الأولى سيحاكمون فأحضروا  **  ليروا يقينًا ليس بالمظنون

وإذا بقائدنا المظفر حمزة  **  في عسكر شاكي السلاح حصين

حشد الجنود وصفها بمهارة  **  وكأنه عمرو بأجنادين

و أحاطنا ببنادق و مدافع  **  فغرت لنا فاهًا كفي التنين

طابور تكدير ثقيل مرهق  **  في وقت أحلام وآن سكون

تعدو كما تعدو الظباء يسوقنا  **  لهب السياط شكت من التسخين

و مضت علينا ساعتان و كلنا  **  عرق تصبب مثل فيض عيون

من خر إغماء يفق عَجِلًا على  **  ضربات سوط للعذاب مهين

و من ارتمى في الأرض من شيخوخة  **  أو علة.. داسوه دوس الطين

لم يكف حمزة كل ما نؤنا به  **  من فرط إعياء ومن توهين

فأتى يوزِّع بالمفرق دفعة  **  بالسوط من عشرين للخمسين

كل ينال نصيبه بنزاهة  **  في العد والإتقان والتحسين

و إذا نسيت فلست أنسى خطبة  **  ما زال صوت خطيبها يشجيني

إذ قال حمزة-و هو منتفخ- فلم  **  يترك لفرعون ولا قارون

أين الألى اصطنعوا البطولة و ادعوا  ** أني أعذبهم هنا بسجوني

أظننتمو هذا يخفف عنكمو؟  **  كلا، فأمركم انتهى، وسلوني؟

أم تحسبون كلام ألف منكمو  **  عنكم وعن تعذيبكم يثنيني؟

إني هنا القانون، أعلى سلطة  ** من ذا يحاسب سلطة القانون؟

متفرد في الحكم دون معقب  **  من ذا يخالفني ومن يعصيني؟

فإذا أردت وهبتكم حرية  **  أو شئت ذقتم من عذابي الهون

من منكموا سامحته فبرحمتي  **  وإذا أبيت فذاك طوع يميني

ومن ابتغى موتًا فها عندي له  **  موت بلا غسل ولا تكفين

يا فارس الوادي و قائد سجنه  **  أبنو الكنانة أم بنو صهيون؟

هلا ذهبت الى الحدود حميتها  **  وأريتنا أفكار نابليون؟

اذهب لغزة يا همام و أنسنا  **  بجهادك الدامي صلاح الدين

أفضدنا كبش النطاح.. ونعجة  **  في الحرب جماء بغير قرون؟

وقفة مع جريمتي التي حوكمت عليها

وكان للسجن الحربي طبيب يفترض أن يأتي كل يوم ليشرف على صحة المساجين، يعالج مرضاهم، ويداوي جرحاهم، ويجبر كسراهم. ولكنه لم يكن يأتي كل يوم، كما هو المعتاد والمطلوب، وخصوصًا مع كثرة الجرحى والمصابين من جراء التعذيب، ولكن إهمال المصابين والمجروحين كان من جملة التعذيب المفروض علينا.  

وهذا جعل الجرح في ساقي اليمنى يشتد ويتفاقم ويتقيح، وينذر بعواقب خطيرة، وأخيرًا وصلت إلى طبيب السجن، وأعطاني بعض المراهم والبودرة ونحوها مما ساعد على التئام الجرح، وكنت أراجع الطبيب كل عدة أيام، وأغيِّر على الجرح، حتى التأم، والحمد لله، وإن بقيت آثاره معي بعد ذلك غائرة، وظل موضعه حساسًا لأي لمسة أو حركة غير محسوبة، فسرعان ما تؤثر فيه، وربما سال منه شيء من الدم. والحمد لله على كل حال.

ومما أذكره في تلك الأيام: أني كنت يومًا مع مجموعة كبيرة من الإخوة ننتظر الطبيب لنراجعه، في طابور طويل، وكنا نزلنا من زنازيننا قبل العصر، وأوشكت الشمس أن تغرب ولم يجئ دورنا، وخفنا على العصر أن يضيع، فقلت للإخوة: ننتهز هذه الفرصة ونصلي العصر في جماعة، وكنا ننتظر في أحد العنابر، وصليت إمامًا بالإخوة، ورآنا أحد العساكر القساة المشهورين بالجبروت وشدة الأذى، واسمه "دياب" فلما نظر إلينا من النافذة قال: "يا أولاد الكلب، أنتم قلبتموها جامع"!

وانتظرنا دياب حتى خرجنا من الصلاة، ويعتبر هذا فضلًا منه، حيث لم يجبرنا على الخروج من الصلاة، ثم أمرنا نحن المصلين أن نصطف صفين، كل صف في مقابل الآخر، وكل معتقل في مواجهة معتقل آخر. وقال: سأصفِّر بصفارتي ليضرب كل معتقل صاحبه على وجهه، ثم أصفر أخرى، ليرد عليه من يقابله بمثلها. وكانت لعبة مسلية لهذا الذئب أو الدياب، أن يتفرج علينا، ونحن يصفع بعضنا بعضًا، ومن رآه تهاون في أداء واجبه زاده نكالًا وعذابًا. كل هذا لأننا صلينا جماعة، وما كان لنا أن نصلي، فلسنا في جامع!

ولا أدري هل سنَّ هذا "الدياب" هذا السنة السيئة في السجن: أن يضرب الإخوان بعضهم بعضًا، وهو أمر يسوء كل مؤمن، ويحِزّ في نفسه، أن يمد يده إلى أخيه بالأذى، وهو الذي يفترض فيه أن يرد عنه الأذى. أو أن هذا "الدياب" قد تعلم ذلك من أساتذته في التعذيب من قبل؟

كانت تهمتي التي قُدِّمت بها للمحاكمة تتمثل في جريمتين:

الأولى: أنه اشترك مع آخرين في إعداد خطة تقوم على تخريب البلاد، واغتيال العباد، وقائمة طويلة من التهديم والتقتيل والإفساد.

والثانية: أنه اشترك مع آخرين في إنشاء جهاز سري مسلح مخالف لقوانين الدولة.

أما الجريمة الأولى فلا علم لي بها، ولا أعرف عنها شيئًا من أي مصدر، ولا أعلم ـ وما علمت بعد ذلك ـ أن أحدًا في الإخوان قد أعد مثل هذه الجريمة الكبرى من التخريب والاغتيالات والإفساد في الأرض. وأعتقد أن الأستاذ الهضيبي ـ وقد أصبح المهيمن على شؤون الجماعة، بعد عزل السندي ومجموعته ـ لا يوافق على مثل هذه الأعمال، وهو رجل صدق واستقامة، لا يعرف العوج ولا الالتواء، وقد عمل طول عمره قاضيًا حتى وصل إلى أعلى درجات القضاء، محافظًا على النظام والقانون، فلا يستجيز ضميره مثل هذه الأعمال؟

على أية حال هذه الجريمة التي اتُهمت بها مع كثيرين من إخواني، لم يكن لي فيها ناقة ولا جمل، ولا شاة ولا دجاجة ولا حتى بيضة!