ندد الاتحاد العالمي لعلماء لمسلمين بشدة بالعمل الإجرامي للحوثيين وقوات صالح بإطلاق صاروخ في اتجاه مكة المكرمة، واعتبر ذلك استهدافا لقلوب الأمة كلها.

 

وعبر الاتحاد في بيان عن التضامن مع المملكة العربية السعودية، في دفاعها عن المشاعر المقدسة.

 

وطالب الاتحاد الأمة الإسلامية بالاتفاق على مشروع واحد، كما دعا كل الهيئات العربية والإسلامية المعنية أن تتحمل كامل مسؤولياتها في هذا الظرف الشديد الخطورة على الإسلام.

 

نص البيان:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد 

فقد صدم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مع جماهير الأمة الإسلامية بالخبر الذي تناقلته وسائل الإعلام من استهداف مكة المكرمة، التي جعلها الله حرما آمنا، ومثابة للناس وأمنا، وحرم الله تعالى فيها القتال، وسماها أم القرى، بصاروخ باليستي، من قبل قوات صالح والحوثيين في اليمن.

 

 وقد أقسم الله تعالى بمكة المكرمة، فقال تعالى {وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ} (التين:3)، بل جعل الله تعالى فيها أول بيت، فقال تعالى {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ}  (آل عمران: 96)، فقد روى البخاري ومسلم، عن أبي ذر قال: "سألت رسول الله  صلى الله عليه وسلم عن أول بيت وضع في الأرض؟ قال: المسجد الحرام. قلت: ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى...".

 

 ويقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، في حرمة مكة المكرمة وحرمة الاعتداء عليها:(إن مكة حرمها الله، ولم يحرمها الناس، فلا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك فيها دما، ولا يعضد بها شجرة، فإن أحد ترخص لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها فقولوا: إن الله قد أذن لرسوله ولم يأذن لكم، وإنما أذن لرسوله فيها ساعة من نهار، ثم عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس، وليبلغ الشاهد الغائب)، رواه البخاري ومسلم.

 

واليوم مع الأسف الشديد يحاول الحوثيون وقوات صالح انتهاك حرمتها، ولن ينجحوا بإذن الله تعالى، وسيكون مصير كل معتد على مكة المكرمة مصير أبرهة الحبشي الذي سجل الله تعالى قصتهم في القرآن الكريم: {ألَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ*أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ*وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ*تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ*فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُول} (الفيل: 5) وكيف لمسلم يزعم أنه رضي بالله ربا وبالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا، أن يستهدف قبلته بصاروخ آثم؟!

 

وأمام هذا الوضع المؤلم، يرى الاتحاد ويؤكد على ما يأتي:

 

1- يدين الاتحاد هذا الاستهداف الخطير الذي يعده بمثابة استهداف قلوب الأمة كلها، وقبلتهم في الصلوات، ومكان طوافهم في الحج والعمرة، فقد آذوا بذلك جميع المؤمنين، نسأل الله تعالى أن يجزيهم بما يستحقون، وأن يحمي حرمه ومقدساته من كل سوء.

 

2- يتضامن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مع المملكة العربية السعودية، في دفاعها عن المشاعر المقدسة، ويثمن انتباه قواتها لاعتراض هذا الصاروخ، ويدعو لمزيد من الانتباه والحيطة والحذر.

 

3-  يطالب الاتحاد الأمة الإسلامية بالاتفاق على مشروع واحد، فإلى متى يختلفون ويتمزقون؟ وإلى متى لا يعتبرون ولا يتعظون؟

وقد قال الله تعالى: {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (الأنفال: 46).

 

4- ندعو جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، وكل الهيئات العربية والإسلامية المعنية أن تتحمل كامل مسؤولياتها في هذا الظرف الشديد الخطورة على الإسلام، ونطالب الدول العربية والإسلامية جميعا بالتصدي لتلك الاعتداءات، التي تطال الأماكن المقدسة، وأن تبدأ بخطوات جادة لنزع فتيل الفرقة والتنازع والتناحر الذي يستهدف ما تبقى من قوة وشوكة الأمة الإسلامية.

 

نسأل الله تعالى أن يحفظ المملكة العربية السعودية بلاد المسلمين من كل مكروه، وأن يجعلها آمتنة مطمئنة، وسائر بلاد المسلمين.

{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} (يوسف:21)

 

الأمين العام                                                رئيس الاتحاد

أ.د علي القره داغي                                   أ.د يوسف القرضاوي