بسم الله الرحمن الرحيم

تقرير عن زيارة وفد الهلال الأحمر القطري لفضيلة الأستاذ الدكتور يوسف القرضاوي

فضيلة الأستاذ الدكتور / يوسف القرضاوي حفظة الله

السلام وعليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد، فإنه في يوم الاثنين الثامن عشر من رمضان لعام 1425 هـ الموافق الأول من نوفمبر لعام 2004 م تشرف وفد الهلال جمعية الهلال الأحمر القطري بزيارة فضيلتكم للسلام عليكم والاستفادة من بحر علمكم الزاخر.

وقد كان الوفد مشكلا من الدكتور محمد غانم العلي المعاضيد الأمين العام للجمعية وعضوية كل من الدكتور خالد دياب رئيس قسم الإغاثة الخارجية والدكتور عصام عبده مسؤول الوحدة الإعلامية.

وبادئ ذي بدء نتقدم بجزيل شكرنا وامتناننا لفضيلتكم على ما قد أكرمتمونا به من وقت وحسن استقبال رغم مشاغلكم الكثيرة لما تحملونه من هموم الأمة فجزاكم الله عنا وعن المسلمين كل الخير.

نتشرف بأن نرفق طي هذا الكتاب بعض الإيضاحات حول جمعية الهلال الأحمر القطري والتي ستجدونها ضمن المرفقات.

وإنا إذ نتقدم لفضيلتكم بجزيل الشكر على ذلك الاهتمام الذي أوليتمونا به نطمح في كرم فضيلتكم في التفضل بكتابه الفتاوى حول الموضوعات التي تفضلتم بإلقاء الضوء عليها، كي يتسنا لنا البدء في طباعتها وتعميمها لنشر هذا العلم القيم بين الناس والتي كانت على النحو التالي:

1. استفتاء فضيلتكم حول جواز صرف جزء من زكاة المال لتدريب أطباء فلسطين والعراق على بعض التخصصات الطبية النادرة حيث أجبتم فضيلتكم بجواز ذلك لأنه لن يعود بنفع شخصي على فرد بذاته بل سيعود بالنفع على عموم المسلمين في المنطقة التي يوجد بها ذلك الطبيب وخصوصا أنها مناطق يعتدى فيها على المسلمين ولذا فالإنفاق على هؤلاء الأطباء يعد من باب (في سبيل الله ) الذي هو أحد مصاريف الزكاة.

2. موضوع زكاة الفطر حيث أشرتم فضيلتكم إلى أنه وبعملية حسابية بسيطة يوجد حوال 1300 مليون مسلم على وجه الأرض يخرج منهم على سبيل المثال نحو ألف مليون زكاة فطر، وهنا تفضلتم بطرح فكرتكم الجديرة بالتنفيذ وهي لو أن هناك جهة ما تتبنى جمع هذه الزكوات فتنفق نصفها مثلا على المسلمين في حينه ثم توفر البقية للوفاء بالمتطلبات الإغاثية في أحوال النكبات والكوارث.

3. ثم طرح موضوع استصدار فتوى مفصلة وأخرى مختصرة حول التدخين تتفضلون فيها بتوضيح رأي الدين في قضية التدخين ثم تتولى جمعية الهلال الأحمر القطري نشرها عبر القنوات الإعلامية المختلفة وكذلك طبع أعداد كبيرة منها على شكل بوسترات وملصقات بأحجام مختلفة للتوزيع في كل مكان، وكذلك تعميمها على أرجاء العالم الإسلامي من خلال جمعيات الهلال الأحمر في الدول الإسلامية.

إن مثل مثل هذه الأمور السابق ذكرها تكتسب قوة ومصداقية إضافية إذا ما وجد القارئ اسم فضيلتكم على الفتاوى الخاصة بها فالله نسأل أن يحفظكم لأمة الإسلام وأن يعينكم على كل خير.

** وقد طرح وفد الجمعية على فضيلتكم فكرة عقد ندوات مصغرة وحلقات نقاش خاصة للمهتمين والقائمين على العمل الإغاثي والخيري في دولة قطر، ومن الممكن أن ندعو الجهات المماثلة في الدول الأخرى، حيث تتفضلون فيها بتبصير القائمين على العمل الإغاثي بضرورة اتساع الرؤية وتحقيق النظرة الشمولية لمبدأ توزيع المساعدات الخيرية وصرف التبرعات إلى بعض المشاريع المثمرة ذات النفع المستقبلي في المرحلة القادمة مثل بناء المدارس والمستشفيات في بلاد المهجر ومناطق الصراعات والمناطق الواقعة تحت الاحتلال، وضرورة الارتقاء بالمفهوم الإغاثي إلى درجة أعلى من التي عليها الآن مع عدم إهمال العمل القائم الآن على أرض الواقع.

** كما تم عرض فكرة نشر هذه الاقتراحات عبر القنوات الفضائية من خلال برنامج الشريع والحياة على سبيل المثال حيث يمكن للجمهور أن يتقبل المفاهيم الشمولية للتبرع والإغاثة إذا ما قام عالم جليل كفضيلة الأستاذ الدكتور القرضاوي بشرحها وحث عموم المسلمين والمتبرعين على الخروج بمفهوم مبدأ العمل الخيري من النظرة المحدودة إلى النظرة الشمولية الواسعة والرؤية المستقبلية لاحتياجات العالم الإسلامي في المرحلة القادمة .

** ونحن في جمعية الهلال الأحمر القطري على أتم الاستعداد لتسخير كل الإمكانات المتوفرة لدينا لنشر الفكرة عبر جميع فروع الهلال الأحمر في سائر العالم الإسلامي من خلال قنوات اتصال الجمعية مع الفروع الأخرى.

** كما تفضلتم بالموافقة على نشر ردكم في الصحف وغيرها على الاستفتاء الذي أرسلته الجمعية إلى سماحتكم حول نشر صور التعذيب ومشاهد هدم المنازل وغير ذلك مما تقوم به قوات الاحتلال في العراق والجيش الإسرائيلي في مدن فلسطين المحتلة .

** وإنا ليحدونا الأمل الكبير في تفضلكم بإلقاء بعض الندوات المتخصصة التي سيعقدها الهلال الأحمر والتي سيدعى فيها بعض المعنيين بحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني لوضع التصور الإسلامي والعربي في قضايا الكرامة الإنسانية وحقوق الإنسان كي يستطيع الهلال الأحمر القطري وسائر جمعيات الهلال بالعالم الإسلامي أن يشاركوا مشاركة إيجابية وفاعلة في صياغة اللوائح المزمع إقرارها والاتفاقات المزمع عقدها خلال الفترة الراهنة والأعوام القليلة القادمة حول قضايا حقوق الإنسان وصيانة الكرامة الإنسانية، والهدف من ذلك بالطبع أن يكون الفكر الحضاري الإسلامي والعربي متواجد بقوة لحظة صياغة مثل ثلك الإتفاقات الدولية وأن يكون للوجود العربي والإسلامي تأثير قوي بدلا من أن تصاغ تلك القوانين ثم تفرض في حال غفلة من الدول العربية والإسلامية.

** ولما لمسناه من كرم ضيافتكم ورعايتكم لنا فإننا نأمل في أن تجد موسوعة الكرامة الانسانية التي تقوم وحدة البحوث بالهلال الأحمر القطري بإعدادها في الوقت الراهن نصيبا يسيرا من وقت فضيلتكم الغالي لإلقاء نظرة عليها تبدون فيها ملاحظاتكم وتوجيهاتكم وتصويباتكم التي تنير لنا الطريق.

** وفي النهاية فمهما جرى القلم بالكلمات فلن يستطيع أن يعبر عما يجيش في صدورنا من مشاعر الامتنان لفضيلتكم على ما أوليتمونا به من رعاية خاصة تركت الأثر الإيجابي العميق ليس في نفوس من تشرفوا بالسلام على فضيلتكم فحسب وإنما في نفوس كل العاملين في جمعية الهلال الأحمر القطري، ونحن في مزيد الشوق لانتظار تفضل سماحتكم بالرد على هذا الكتاب، والله الموفق.

بارك الله في جهودكم ونفع الله بكم أمة محمد صلى الله علية وسلم وحفظكم الله ورعاكم وسدد خطاكم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

د.محمد الغانم العلي المعاضيد

الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر القطري