واجبنا نحو القرآن الكريم
"واجبنا نحو القرآن الكريم" هو كتيب يعرض لإحدى محاضرات فضيلة الشيخ رحمه الله.. يقول في مستهلها:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه، {رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا} (الكهف:10).
{رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ} (آل عمران:8).
اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علما.
نحمدك الله على كل حال، ونعوذ بالله من حال أهل النار.
خير ما أحييكم به أيها الأخوة الكرام: تحية الإسلام، وتحية الإسلام السلام، فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته. «وبعد»
القرآن - الذي أنزله الله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم - أعظم نعم الله على الأمة. وبإنزاله كمل الدين وتمت النعمة، كما قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا} (المائدة:3)، فهو الكتاب الخالد الذي: {لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} (فصلت:42)، وهو: {كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} (هود:1).
نحن المسلمين وحدنا نملك كلمات الله الخالدة الباقية، التي لم يعترها تحريف ولا تبديل. أما الكتب السماوية التي أنزلها الله على رسله السابقين قبل محمد صلى الله عليه وسلم، فقد أصابها التحريف اللفظي والمعنوي، ولم تبق سالمة مصفاة؛ لأن الله لم يحفظها، وإنما استحفظ عليها أهلها، ولم يتكفل بحفظها؛ لأنها كانت كتبًا موقوتة لقوم مخصوصين في مرحلة معينة.
فلما جاءت رسالة الإسلام العامة الخالدة؛ أنزل الله لأهلها وللبشرية كلها كتابًا خالدًا، لا يعتريه تحريف ولا تبديل؛ لأن الله تعالى تكفل بحفظه بنفسه، ولم يستحفظه أحدًا من خلقه، قال عز من قائل: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (الحجر:9).
ولذلك لا نجد كتابًا سماويًا بقي كما أنزله الله تعالى إلا القرآن الكريم، فهو الكتاب الذي بقي كما أُنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، فنحن نقرؤه كما كان يقرؤه رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن هذا القرآن حُفظ من جميع جوانبه.