الإسلام والعلمانية وجها لوجه
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد …
في صيف سنة 1985م، كنت في مدينة "بون" في ألمانيا الغربية للعلاج من ألم أصاب العمود الفقري، وكانت تأتيني ما بين حين وآخر، بعض الصحف العربية، ومنها صحيفة الأهرام القاهرية، وفي أحد الأيام، قرأت فيها مقالا للدكتور فؤاد زكريا، يذكر فيها ضرورة الحوار مع الدعاة إلى تحكيم الشريعة الإسلامية، نظرا لخطورة الموضوع، واتساع القاعدة، التي تنادى به، وعدم قيام حوار من هذا النوع، رغم أهميته لحاضر الأمة ومستقبلها.
وكان أول ما لفت نظري، أنه جعل عنوان هذا الموضوع الكبير العميق، "المسألة الدينية في مصر المعاصرة"! والكتاب ـ كما يقولون ـ يقرأ من عنوانه، ففهمت أن هذه مكانة الدين في نفس الكاتب. الدين الذي هو روح الحياة، وحياة الروح، وجوهر الوجود الإنساني كله، لا يعدو أن يكون في تفكير كاتبنا غير مسألة من مسائل الحياة، التي تشغل الناس فترة من الزمن، مثل: تداخل خطوط التليفونات، أو انقطاع المياه عن الأدوار العليا في النهار، أو ارتفاع سعر الدولار في السوق السوداء، ونحو ذلك ..
ثم لاحظت أنه يسميها "الدينية"، وليست "الإسلامية". فالكتاب العلمانيون حريصون كل الحرص على إبعاد كلمة "الإسلام" من قاموسهم، ما استطاعوا، واستخدام كلمة "الدين"، وذلك لتثبيت المعنى الدخيل المستورد، وهو التفريق الحازم بين ما هو دين، وما ليس بدين، من شئون الحياة المختلفة، وهو معنى غريب على الفكر الإسلامي، والحياة الإسلامية.
ومع هذا، غضضت الطرف عن العنوان، وبدأت أقرأ المقال الأول، وأنا أقول في نفسي: هذه بداية طيبة، فما أحوج أبناء مصر، وأبناء العروبة، وأبناء الإسلام، إلى أن يتحاوروا بالفكر، بدل أن يتقاذفوا بالتهم، أو يتقاتلوا بالسلاح .
ولكن ما انتهى د. فؤاد زكريا من مقالاته، ومن التعقيب ـ بعد ذلك ـ على منتقديه، حتى شعرت بأن ظني قد خاب في جدية دعوة الدكتور للحوار، مع التيار الإسلامي، وذلك لجملة أسباب:
1. أن الكاتب لم يكن يحمل قلما للحوار، بل سيفا للهجوم، واستغل المساحة الكبيرة، المعطاة له في الصحيفة، للتشكيك في المسلمات الأولية عند الأمة الإسلامية، طوال أربعة عشر قرنا من الزمان، حتى اجترأ على التشكيك في أن الشريعة من عند الله! وزعم أن كل ما هو إلهي، ينقلب بشريا صرفا، بمجرد تفسيره وتطبيقه، ومعنى هذا أنه لا فائدة، ولا مبرر أن ينزل الله للناس كتابا، أو يلزمهم بشريعة، يبعث بها رسولا.
2. أنه لم يحاول أن يتنازل عن شيء من أفكاره، ليقترب من دعاة الإسلام، بل كان أكبر همه أن يتنازلوا هم عن أفكارهم، بل عن عقيدتهم وشريعتهم ومنطلقاتهم الأساسية ليقتربوا منه، وليت شعري كيف يتم حوار على هذه الصورة.
إن القرآن ذكر في جدال أهل الكتاب أدبين رئيسيين:
الأول: أن يكون بالتي هي أحسن، فلو كان هناك أسلوبان، أحدهما: حسن، والآخر: أحسن منه، لوجب أن نستعمل الذي هو أحسن.
الثاني: التذكير بنقاط الاتفاق، التي من شأنها أن تجمع، ولا تفرق.
وفي هذا يقول الله تعالى: {وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (سورة العنكبوت: 46).
هذه هي طريقة القرآن في الحوار، أما طريقة د. زكريا، فإنها تهدم ولا تبني، وتفرق ولا تجمع، وتباعد ولا تقرب.
1. أن الكاتب كان يلوي أعناق الحقائق ليا، ويتعسف في التفسير والتعليل، ولو كانت الحقائق ـ أمامه ـ في وضوح الشمس في ضحى صيف القاهرة، وكلامه عن الشريعة الإسلامية، وعن الصحوة الإسلامية ينطق بذلك بجلاء.
2. أنه حين رد عليه بعض المعلقين، قطع أوصال تعليقاتهم، وانتقى منها ما حلا له، فأبقاه، وحذف ما شاء، وقطع كلمات ناقديه عن سباقها وسياقها، ومنهم علماء ومستشارون وأساتذة جامعات.
كما أن صحيفة الأهرام، لم تكن منصفة في الحكم بين طرفي الحوار، فأعطت كل الحرية للدكتور فؤاد زكريا، ولم تعط لناقديه مثل ما أعطت له، بل حولت ردودهم وانتقاداتهم إلى الكاتب نفسه، يأخذ منها ويدع، على طريقة (لا تقربوا الصلاة) حتى أن الداعية الإسلامي الكبير الشيخ محمد الغزالي بعث بمقالتين إلى "الأهرام" حول الموضوع، فلم تنشر أيا منهما، ولم تشر إليه، وغطت ذلك بأن دعته إلى المشاركة في ندوة أدارتها الأهرام داخلها، يتكلم فيها الشيخ نصف ساعة، ثم يلخص ما قاله في سطرين أو ثلاثة!
وهذا ما جعلني أعلق على دعوة الحوار، التي أعلنها د. زكريا، أنها أشبه بسباق، يعدو فيه حصان واحد! وقد تبين لي ـ فيما بعد ـ أن هذه المقالات، التي جمعها صاحبها وأودعها ضمن كتاب له، خطط لها العلمانيون ضد الشريعة الإسلامية ودعاتها، فقد صدرت لهم عدة كتب، تهاجم الشريعة وفقهاءها قديما، والداعين إليها حديثا.
كما فسحت لهم صحف معروفة صدورها، ليكتبوا في هذا الاتجاه ما شاءت لهم أهواؤهم، فضلا عن مجلاتهم الخاصة، التي تعبر عن اتجاههم بصراحة، حيث لم يسمح التيار الإسلامي، الذي يعبر عن القاعدة العريضة للأمة، أن تكون له مجلة تتحدث باسمه.
وقد أشار إلى هذه المؤامرة المدبرة الكاتب المسلم اليقظ الأستاذ فهمي هويدي في مقالاته، التي تنشر في "الأهرام"، وفي عدد من الصحف العربية في الأردن والخليج، ونبه إلى أن هناك "تنظيمات متطرفة" للعلمانيين، ينبغي أن تدان، كما دينت تنظيمات دينية متطرفة، مثل التكفير والهجرة، وقال: إن الفرق بين الاثنين هو: أن الأولين "الدينيين" شباب مندفع، سلك طريقه على سبيل الخطأ، وأن الآخرين شيوخ مجربون ـ بعضهم محترفون ـ اتخذوا مواقعهم عمدا، ومع سبق الإصرار والترصد.
قال: وليس في الأمر مبالغة، فنحن نستطيع أن نرصد ـ خلال العاملين الأخيرين، على سبيل المثال ـ فريقا من هؤلاء، فرغ جهده، ونذر نفسه، للنيل من الشريعة، وتسفيه التجربة الإسلامية، وتحقير التاريخ الإسلامي ورموزه "أهرام 2/9/1986م".
ولما دعت اللجنة الثقافية في نقابة الأطباء بالقاهرة إلى عقد ندوة، يتحاور فيها الإسلاميون والعلمانيون، دعتني مع فضيلة أستاذنا الشيخ الغزالي لتمثيل الجانب الإسلامي، كما دعت عددا من دعاة العلمانية منهم: د. فرج فودة، ود. وحيد رأفت، ود. فؤاد زكريا، واعتذر أكثرهم، ولم يحضر منهم إلا الأخير، وقد رحبت بهذا الحوار، وهذه الندوة، حيث يلتقي الطرفان وجها لوجه، لمناقشة قضية، هي أخطر قضايا الساعة.
وفي اليوم المحدد للندوة، شهدت قاعة "دار الحكمة" جمهورا، قل أن يتوافر لمحاضرة أو ندوة، ضاقت به الدار وما حولها، وجلس الناس على الأرض، وصعدوا إلى السطوح، ووقفوا في الشارع، وانصرف الكثيرون، حيث لم يجدوا لهم شبرا من الأرض.
كانت الندوة أشبه باستفتاء شعبي على "الإسلام والعلمانية"، أيهما يختاره الشعب، وقال د. فؤاد زكريا، في بداية حديثه: إن العنوان يوحي بأن الإسلام في مواجهة العلمانية، وهذا يعني أن المعركة محسومة من أول الأمر لصالح الإسلام، وهو اعتراف صريح منه، بأنه عند المفاضلة بين الإسلام وغيره، فإن الكفة الراجحة ـ دائما ـ تكون هي كفة الإسلام.
تكلم شيخنا الغزالي، ثم تكلم د. فؤاد زكريا، ثم تكلمت، ثم طلب الدكتور أن يعقب على كلامي، فأعطيت له الفرصة كاملة، فتكلم وأطال، وهو الوحيد الذي تكلم مرتين، برغم أن أكثر من في القاعة كانوا متضجرين من كلامه. وكان المفترض أن أرد على تعقيبه، لأنه يتعلق بكلامي، ولكن الوقت كان قد طال، فتركنا الحكم للجمهور، وهو قد حكم ـ فعلا ـ بما لم يرض د. فؤاد وجماعته.
ثم تكلم الكاتب المسلم الغيور، الأستاذ عادل حسين، رئيس تحرير جريدة الشعب، حيث صحح بعض ما ذكره عنه د. زكريا، وألقى الضوء على بعض النقاط المهمة، وتكلمت إحدى الحاضرات من مؤيدات العلمانية، كلاما، فيه كثير من التجني والإسفاف والخروج عن أدب الحوار، وثار عليها الجمهور، ولكن المشرفين على الندوة: د. عصام العريان، ومن معه، كانوا في غاية الحزم والحكمة، وحسن التنظيم، فاستطاعوا أن يلزموا الجمهور باحترام النظام.
وفي الختام عقب على الندوة، بكلمة معبرة جامعة، المستشار الجليل الأستاذ طارق البشري، وعقبها انصرف الحضور، بسلام.
كانت هذه الندوة ندوة تاريخية مشهودة، تحدثت عنها جميع الصحف: القومية، والحزبية، والإسلامية .. اليومية، والأسبوعية، والشهرية، كل من وجهة نظره، ولخصها البعض تلخيصا حسنا، وتعمد بعضها أن يشوهها تشويها، مثل صحيفة "الأهالي" و"الوفد"، مما اضطر جريدة "الشعب" أن ترد عليهما، واضعة للأمور في نصابها.
ولكن أعجب تعقيب على الندوة، كان هو الذي صدر عن أحد أطرافها، وهو د. فؤاد زكريا، الذي كتب في مجلة "المصور" عن الندوة، كلاما خلا من العلمية والإنصاف. اتهم فيه الجمهور، الذي شهد الندوة، وجلهم ـ إن لم يكن كلهم ـ من الشباب الجامعي المستنير، وفيهم كثير من الصفوة المثقفين، بل اتهم شيخنا الغزالي، واتهمني، بأننا كنا نخاطب العواطف، أكثر مما نخاطب العقول، وهو كلام باطل مخالف لواقع الندوة تماما، كما يشهد كل من حضرها، وفيهم كثير من رجال العلم والتربية وأساتذة الجامعات والقانون والقضاء.
وقد لاحظ الكثيرون، ممن قرأ كلام الدكتور زكريا، أنه صب جام سخطه وغيظه علي أنا خاصة. وما كان لي من ذنب لدى د. فؤاد زكريا، إلا أني تكلمت بعده، فأتيت على شبهاته من القواعد، وأن الجماهير قابلت كلامه بالامتعاض، والاستهجان، وقابلت كلامي بالتجاوب والاستحسان.
والحق أن هذا لم يكن لضعفه ولا لقوتي، بل لضعف الباطل الذي نصب نفسه للمحاماة عنه، ولقوة الحق الذي كرمني الله بالدفاع عنه. إن من سوء حظه أنه يدافع عن قضية خاسرة، يدافع عن "العلمانية" في مجتمع يؤمن بالإسلام.
وقد اتهم الدكتور الإسلاميين بأنهم بكروا وملئوا مقاعد قاعة دار الحكمة. وهو يتوهم ـ أو يوهم ـ أن هذا كان بتخطيط وترتيب واتفاق! ويعلم الله أن شيئا من هذا لم يحدث، كل ما في الأمر أن الناس دعوا إلى ندوة في قضية تشغلهم فأجابوا.
وهب أن الندوة كانت في قاعة المحاضرات الكبرى بجامعة القاهرة، بل هبها كانت في "استاد" القاهرة الدولي، وفتح الباب على مصراعيه للحضور، فأي الفريقين سيكون أكثر عددا، وأعز نفرا؟! إن أنصار الإسلام ـ ولا ريب ـ سيكونون هم الأكثرية العظمى. وستكون قلوب الجماهير الحاضرة وعقولها وآذانها مع التيار الإسلامي ودعاته. وهذا ما لا يجهله د. فؤاد زكريا، بل هو ما اعترف به بصريح العبارة، وتمحل أن يجد له تبريرا، فلم يوفق. أما ما قاله عني: أني استطعت أن أستحوذ على الجماهير بالتأثير العاطفي، فإن الذين شهدوا الندوة يعلمون علم اليقين أني كنت في المقام الأول عقلانيا وموضوعيا ومنطقيا إلى أبعد حد. ومن شاء فليحتكم إلى شريط الندوة المسجل بالصوت والصورة.
كما زعم أني كنت أرفع صوتي وأخفضه، للتأثير على عواطف الجمهور. وأنا ـ بحمد الله ـ أرفع صوتي دائما ولا أخفضه. وأسأله تعالى أن يجعل صوتي دائما عاليا، وأن يجعل علوه بالحق وللحق. إن الدكتور الفيلسوف مغيظ محنق، لعدم تجاوب الجمهور معه، لأنه يؤذن في "مالطة" ـ كما يقولون. وأؤكد للدكتور أنه سيظل يؤذن في مالطة، إن جاز لنا أن نعبر عما يقوله بالأذان، لأنه ضد الأذان على خط مستقيم، ولكنهم يقولون: "الأمثال لا تغير".
أجل، سيظل الدكتور بعيدا عن عقول الجماهير، وقلوبهم معا، لأنه يحدثهم بمفاهيم مستجلبة من ديار أخرى، ومن قوم آخرين، فهم لها رافضون وعنها معرضون، لأنها مناقضة لدينهم وشريعتهم، وقيمهم وتاريخهم، وواقعهم.
ومن هنا اتجه تفكيري إلى أن أرد على دعاوى د. فؤاد زكريا خاصة، وعلى العلمانيين عامة، في كتاب يقرأ، لا في محاضرة تسمع، بعيدا عن تأثير قوة الصوت، وتشجيع الجمهور، وسيعلم الدكتور أننا ـ دائما ـ أصحاب الحجة الأقوى، والمنطق الأسد، سواء حاضرنا أم كتبنا، لأننا نعبر عن الحق، الذي قامت به السموات والأرض، والحق أحق أن يتبع، وأولى أن يستمع، والباطل مهما انتفش واستطال، فهو لابد زائل {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا}.
وإنما اخترت د. فؤاد زكريا، للرد عليه من بين دعاة العلمانية في مصر، لأنه نشر مقالاته، في أوسع الصحف انتشارا، ولأنه الوحيد الذي اشترك ممثلا للجانب العلماني في الندوة التاريخية في دار الحكمة، ولأنه أكثر العلمانيين إبانة في فكرته، وأقدرهم على إيراد الشبهات، وسوقها في صورة البراهين، وأجرؤهم على مناقشة القضايا من جذورها، وإن كانت مجافية لأوضح المسلمات الدينية. فإذا هدمنا كل ما استند إليه، وما نمقه وزوقه من مقولات، فقد سقط كل العلمانيين، وسقطت مقولاتهم، وذهب زبدهم جفاء، وبقي ما ينفع الناس.
وقد أدرت الحوار في هذا الكتاب، حول جملة أمور أساسية:
1. تحديد المواقع أو الهويات لكل من الطرفين المتحاورين، من أول الأمر، وأين يقف كل منهما؟
2. تحديد المفاهيم الرئيسة في الحوار، وخصوصا المفهومين الكبيرين: الإسلام والعلمانية.
3. تحديد المعايير التي يجب أن يرجع إليها عند الخلاف، ويرتضيها الطرفان حكما بينهما.
4. تحرير موضع النزاع بين الفريقين، بحيث يعرف المتفق عليه، والمختلف فيه.
5. تتبع الشبهات المهمة، التي أثارها د. فؤاد زكريا خاصة، والعلمانيون عامة، لتفنيدها، والرد عليها، وخصوصا فيما يتعلق بمعركة التحرر الحقيقي للعالم الإسلامي اليوم، وهو التحرر من كل ألوان الاستعمار، وفي مقدمته الاستعمار الثقافي والتشريعي، لهذا خصصنا معركة تطبيق الشريعة بمزيد من الحديث.
كذلك أفردنا حديثنا عن "الصحوة الإسلامية" وموقف الاستعمار والصهيونية منها، ورد مزاعم الدكتور حولها، وتركت أشياء أخرى مهمة في الرد على العلمانيين، سيتضمنها ـ إن شاء الله ـ الجزء الثالث من سلسلة "حتمية الحل الإسلامي" وهو قريب الصدور، بتوفيق الله.
أسأل الله أن ينفع بهذا الكتاب، مؤلفه، وقارئه، وناشره، وموزعه، وطابعه، وكل من أسهم فيه، وأن يكون شعاعا على الطريق، يهدي ويضيء، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.
يوسف القرضاوي