د. سعيد حارب*
استطاع الشيخ القرضاوي أن يجعل من السلوك التربوي سلوكًا مرتبطًا بالحكم الشرعي الإسلامي، فعلى المستوى الشخصي لم يُعرف ولم يُسمع عنه سوء اختلاف مع العلماء أو الآخرين أو الحط من مكانتهم أو التشكيك أو التكفير، لا مع عامة المسلمين ولا مع خاصتهم، حتى حين يبلغ خلافه حدته؛ فإن الخلاف يكون مع الفكر أو السلوك أو الموقف لا مع الأشخاص والهيئات، وذلك واضح من خلال كتبه وردوده على أسئلة المستفيدين في وسائل الإعلام، الذين يُعرِّض بعضهم بالحكام أو العلماء..
فقد كان الدكتور القرضاوي يتجنب الدخول في ذلك بل يرفضه؛ لأن قضيته أو خلافه لا مع الأفراد وإنما مع الأفكار.
وقد حظي هذا الموقف منه باحترام الجميع حتى من أولئك الذين اختلفوا معه فكريًا لكنهم يحترمونه ويقدرونه، فكثيرًا ما دُعي إلى مؤتمرات الاتجاهات الفكرية المختلفة معه لكنه في كل مرة يزداد احترامًا وتقديرًا لديهم.
......
* نائب رئيس جامعة الإمارات
- المصدر: «يوسف القرضاوي.. كلمات في تكريمه وبحوث في فكره وفقهه».