استنكر العلامة الدكتور يوسف القرضاوي الظلم الذي تتعرض له السنة في العراق من قتل وتشريد واتهامات باطلة، على يد حكومة المالكي، محذرا إياه وكل من يؤيده ويتبعه، بأنهم بما يفعلون إنما يحاربون الأمة الإسلامية كلها.

وقال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في خطبة الجمعة من مسجد عمر بن الخطاب بالدوحة، متوجها إلى حكومة المالكي، إن أمة الإسلام أكثر من 90% منها من أهل السنة، وأنها لن تصبر عليكم إذا أصررتم على استبعاد أهل السنة من الحياة السياسية في العراق لتأكلوا كل شيء وحدكم، وتأخذوا كل شيء لكم. ودعا فضيلته المسلمين إلى الوقوف في وجه ما يجري في العراق.

وقال الشيخ القرضاوي إن أهل السنة في العراق يعانون أشد المعاناة من الطائفة الشيعية، حيث سلم الأمريكان العراق للمالكي وأمثاله الذين يتحكمون فيه تحكما طائفيا، فبعد أن كان العراق للعراقيين جميعا أصبح العراق للطائفة الشيعية فقط، وأصبح المالكي هو الحكم الذي يتحكم في أهل العراق، في يده الجيش والشرطة والمال والسلاح وكل شيء، وإيران تحمي ظهره، وإخواننا السنة صبروا على ذلك كثيرا، وقد حاول المالكي تشويه أهل السنة وضيق على نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي حتى اضطره للخروج من العراق.

وأضاف أن المالكي وإيران وحزب الله، وراء ما يجري في سوريا، وإن كنا نؤكد أن كل الشيعة ليسوا على نهج إيران وحزب الله حاليا، فالرئيس خاتمي الذي زرته أيام حكمه وزارني في بيتي لديه رؤية متفتحة للأمة الإسلامية جمعاء، ولا ينظر إليها نظرة طائفية ضيقة، ويجعل طائفته فوق الأمة.

مؤتمر حوار الأديان

وذكر الشيخ القرضاوي إن رفضه المشاركة في مؤتمر الدوحة لحوار الأديان، الذي عقد مؤخرا، يرجع إلى مشاركة اليهود الذين ظلموا الأمة الإسلامية والعربية ظلما بينا؛ سفكوا دماءها وشردوا أبناءها واغتصبوا أرضها، مشيرا إلى قوله تعالى "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم".

وتساءل: كيف نقبل الحوار مع من يريدون هدم المسجد الأقصى المبارك، ويصنعون ما يصنعون لتغيير معالم القدس حتى تصبح بين أيديهم، فهؤلاء لا يمكن الحوار معهم، وأنا أشكر الدكتور محمد المسفر على مقاله بجريدة الشرق القطرية الذي أكد فيه أن الحوار مع اليهود لم يجد نفعا، وأؤكد أنني لا يمكن أن أكون مع مؤتمر يضم اليهود الظالمين، ولا يمكن أن أضع يدي في يد ملوثة بالدماء، يد قاتلة، باطشة ظالمة.

ودار موضوع الخطبة عن الشباب في القرآن الكريم-وهي الخطبة الثالثة في هذا الإطار- حيث تحدث فضيلته عن الأنبياء الشباب مثل سيدنا إبراهيم وسيدنا أيوب عليهما السلام، كما تحدث عن فتية أهل الكهف وقصتهم العجيبة.

ــــــــ

* استمع وشاهد الخطبة