السؤال: تزوجت من فتاة، ولم أكن أعرف عنها شيئًا، ولكن عرفت أن أهلها أناس طيبون، ولكن بعد دخولي بها وجدتها قد مسها إنسان غيري، واعترفت لي بأنها وقعت في الخطأ, وقالت لي: أرجوك أن تسترني ليسترك الله، فإن أهلي لو سمعوا بذلك فسيقتلونني، وأنا متزوج منها منذ أربعة أشهر، ولم أقترب منها في الفراش حتى الآن؛ لأني كرهتها، وأنا مصمم أن أطلقها، أرجو أن تفيدوني ماذا أفعل؟ مع العلم أن زواجي بها كلَّفني أموالا كثيرة.  

جواب فضيلة الشيخ:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه، وبعد:

أقول للأخ: إذا وجد من هذه الفتاة الصدق والتوبة، وعرف صدق عزمها على أن لا تعود للمعصية أبدًا، يقبل منها، ويستر عليها، وخصوصًا أن بعض الفتيات قد يغرِّر بها بعض الشباب من شياطين الإنس، حتى تسقط في الفخ, وبعد أن تسقط في الفخ يتركها، وتأتيني رسائل كثيرة من هذا النوع، فلعلها زلة قدم ولن تعود إليها، خاصة أن أهلها أناس طيبون، والأصل أن تكون الثمرة من جنس الشجرة.

فإذا كانت الفتاة قد أظهرت الندم على ما فات، أرجو من الأخ أن يقبل هذا الندم، والله تعالى يقبل توبة من تاب، الله تعالى يقول: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة:222]. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "التائب من الذنب، كمن لا ذنب له"(1).  فإذا كانت قد تابت فليقبل توبتها، ويسامحها، وسيثاب على ذلك ثوابًا عظيمًا، النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "ومن ستر مسلمًا، ستره الله يوم القيامة"(2).

وهذا ستر عظيم؛ لأنها فعلًا قد تتعرض للقتل، وهو قتل بغير حق؛ لأن الفتاة في الإسلام إذا أذنبت وهي بكر واعترفت، أو شهد عليها شهود أربعة، تجلد مائة جلدة, لا تقتل، ففضحه لأمرها سيؤدي إلى جريمة عظيمة، ولهذا أنصح الأخ الكريم أن يقبل منها ما اعترفت به، وينصحها أن تستقيم، وهو مأجور على هذا إن شاء الله أجرًا عظيمًا.

................

(1) رواه ابن ماجه في الزهد (4250)، والطبراني (10/150)، البيهقي في الشهادات (10/154)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3008)، عن ابن مسعود.

(2) متفق عليه: رواه البخاري في المظالم (2442)، ومسلم في البر والصلة (2580)، عن عبد الله بن عمر.