رسالة تعزية بوفاة الإمام الدكتور يوسف القرضاوي رحمه الله
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره تلقیت کا تلقى إخواني في الجامعة الأهلية دار العلوم معين الإسلام هات هزاري نبأ وفاة الإمام المجدد الداعية العبقري الدكتور يوسف القرضاوي - رحمه الله - يوم الاثنين 29/2/1444هـ الموافق 26/9/2022م. بعد عمر مديد قضاه في خدمة الإسلام والمسلمين.
وفي هذا اليوم تخیم غمامة حزن ثقيلة في سماء الأمة الإسلامية، فقد فقدت الأمة الإسلامية بوفاته داعية مخلصًا، مناضلًا بارزًا، رمزًا علميًا كبيرًا، فقيهًا ومحدثًا، كاتبًا مرموقًا، وقائدًا محنكًا كان يتمتع ببصيرة نافذة وسداد في الرأي وحكمة بالغة، مما كان له أكبر الأثر في تحقيق القفزات المتميزة والإنجازات الهائلة في نشر العلوم الشرعية من مختلف فنونها ونواحيها، وفي التصدي لأعداء الإسلام والأمة ومؤامراتهم بكل أشكالها قولًا وكتابة وبكافة السبل المتاحة، وقد بذل كل غال ونفيس في سبيله، وقدم أروع الأمثلة من التضحيات قلما توجد عند غيره، حتى أُجبر على ترك أهله ووطنه، إلى أن توفاه الله تعالى في الغربة.
ولا شك في أن الإمام يوسف القرضاوي رحمه الله نموذج فذ من النماذج النادرة التي عرفها تاريخ الإسلام الطويل منذ أرسل الله سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم برسالته الخالدة، فهو واحد من هؤلاء العلماء الربانيين المجددين والدعاة المصلحين الذين هيأهم الله جل وعلا للدفاع عن الإسلام وعن هذه الأمة؛ فصححوا مسيرتها، وغيروا أعرافها، وطبعوها بطابع الحق، وأعادوها إلى الصراط المستقيم.
إنه كان بحق ممن يبرزون فوق الأحداث، ولا يخضعون لرغبة الحكام وإرادة الأنظمة، ولا لمقررات الوراثة، ولا يستمدون مقدرتهم من بيئة أو أسرة، وإنما هم صبغة الله ومظهر إرادته البالغة، لهم ذكاء غاية في الذكاء، ولهم عزيمة آية في الصدق والمثابرة والتفاني، وكأنما قد جمع لهم علم الأولين والآخرين.
وكان صاحب فروسية بميدان عز فيه الفرسان، وأحد أقمار كوكبنا الفقهي الذي کرس حياته كلها في خدمة الإسلام مدافعًا عن الإسلام ومناصرًا لقضاياه، وترك تراثًا علميًا ضخمًا يتمثل في عشرات الكتب في الحديث والفقه والأدب وغير ذلك.
وكانت له صلة قوية بشيخنا العلامة أحمد شفیع رئيس الجامعة السابق، والأمير الأول لحركة حفاظت إسلام (حفظ الإسلام) بنغلاديش، والعلامة جنيد البابونغري رحمهما الله عميد شؤون التعليم بالجامعة، والأمير الثاني للحركة، وقد زار جامعتنا عدة مرات، وألقى فيها الدروس والمحاضرات العلمية القيمة استفاد منها أساتذة الجامعة وطلابها.
رحم الله شيخنا ورفع درجاته في أعلى عليين مع النبيين والصديقين، وحسن أولئك رفيقًا، إنه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير.
کتبه:
أخوكم في الله / محمد يحيى
رئيس الجامعة الأهلية دار العلوم معين الإسلام هات هزاري شيتاغونغ
ونائب أمير حركة حفاظت إسلام (حفظ الإسلام) بنغلاديش