أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
{يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي}.
إن الشيخ العلامة يوسف القرضاوي رحمه الله کان إمامًا ومجددًا في ھذا العصر، فتبوأ مكانة متميزة بين علماء الأمة.
آثاره وتركته العلمیة والتجدیدیة لم تقتصر على قُطر بعينه أو طائفة دون أخری، بل کانت عالمية شاملة متكاملة.
اليوم ونحن نعزي أنفسنا في هذه الخسارة وهذا المصاب الجلل الذي منيت به الأمة الإسلامية بأكملها، وهي لا شك ولا ريب خسارة شخصية لي ولكم جميعًا.
كان رحمه الله أبًا روحيًا وكرزمة منقطعة النظير للحركات الإسلامية، وكان مركزه بالدوحة بمثابة نقطة لقاء والتقاء جامعة لا مفرقة للجميع، والحمد لله لا يزال هذا المنبر يمارس دوره كما أحب وارتضى رحمه الله.
شخصية العلامة يوسف القرضاوي رحمه الله كانت عبقريّة، قلّما نجد نظيرًا لها في هذا العصر، كان قائدًا شجاعًا ومقدامًا، ومواقفه عهدناها قوية وعادلة في جميع قضايا الأمه وشؤونها.
كان رحمه الله لا يخشى في الله لومة لائم، غير مبال بتداعيات مواقفه هذه، من سجن ونفي من وطنه، والحرب الإعلامية المسعورة لفكره الوسطي المتميز، وبالرغم مما عاشه من معاناة وتجرعه لصنوف العذاب؛ فإن صموده وثباته على مواقفه لم تتراجع.
لنا ولجميع منتسبي الجماعة الإسلامية الباكستانية علاقة وجدانية وروحية أخرى بالشيخ الفقيد رحمه الله، عندما تقدم لإمامة صلاة الجنازة لمؤسس الجماعة الإسلامية، الإمام أبو الأعلى المودودي رحمه الله؛ لهي إشارة جامعة لقاسم مشترك بين القامتين والفكرين المتلازمين الثابتين بإذن الله تعالى فى الشبه القارة والعالم العربي.
كما كان حاضرًا وفاعلًا لمرات عدة في مختلف النشاطات والفعاليات والتجمعات السنوية للجماعة الإسلامية في باكستان.
اليوم، وأنا أمثّل قيادة الجماعة هنا، ونشطاء وأعضاء الجماعة الإسلامية باكستان، أصالة عن نفسي ونيابة عن الجماعة؛ أتشرف بالمشاركة في تقديم واجب العزاء، داعين المولى الكريم رب العرش العظيم أن يرحم شيخنا الدكتور يوسف القرضاوي، وأن يسكنه الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولائك رفيقًا.
وإنا لله وإنا إليه راجعون
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
آصف لقمان قاضي
مدير الشؤون الخارجية للجماعة الإسلامية باكستان