الحمد لله رب العالمين القائل: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}، والقائل: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}، والصلاة والسلام على نبينا محمد القائل: «إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالمًا اتخذ الناس رُؤُوساً جُهَّالًا فسُئِلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا» (متفق عليه). أما بعد:
فقد تلقت هيئة علماء اليمن ببالغ الحزن والأسى نبأ وفاة الإمام العلامة الفقيه المجتهد، أحد أعلام الإسلام في عصرنا، صاحب الفضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي، رحمة الله تغشاه وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة، وبرحيله تفقد أمتنا الإسلامية عالم من خيرة علمائها، وهب حياته مبينًا لأحكام الإسلام، وكانت له إسهاماته المشهودة في الفتوى ونشر العلوم الشرعية وتعليمها، وقد انتفع بعلمه خلق كثير في أصقاع الأرض، عُرف باتباع السنة، والاجتهاد، ونبذ التعصب والتقليد، وتمیز بالترجيح بين أقوال المذاهب، واختيار الأقرب إلى الدليل.
وتجاه هذا المصاب الجلل فإن هيئة علماء اليمن تتقدم بأحر التعازي وأخلص مشاعر المواساة لأسرة الفقيد وطلابه ومحبيه خاصة، ولأمتنا الإسلامية عامة، وتسأل الله تعالى أن يخلف على الجميع بأحسن خلف، وأن يرحمه ويغفر له ويتقبله في عباده الصالحين، ولله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله دارًا خيرًا من داره، وارفع درجته في عليين مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا.
صادر عن هيئة علماء اليمن بتاريخ 30 صفر 1444هـ