قال العلامة الدكتور يوسف القرضاوي إن الإسلام اعتبر عمر الأم كله أياما لها ومن حق الأم أن نجعل كل أيامها فرحا وسرورا، لافتا إلى أن موقف الإسلام من الأب والأم هو الموقف العظيم. واستعرض أهم مواقف الأمومة العظيمة في القرآن الكريم.

وقال فضيلته في خطبة الجمعة من مسجد عمر بن الخطاب بالدوحة إن الحديث عن هذا الموضوع جاء بمناسبة ما يحتفل به الناس مما يسمونه يوم الأم، والذي اخترعوه ليتذكروا فيه الأم، وذلك لأن العالم الغربي نسى الأم والأب والأسرة وعاش كل إنسان وحيدا مهتما بحياته الخاصة، مشيرا إلى أنهم قد اخترعوا هذا اليوم ليكون موعدا يأتي فيه الإبن لزيارة أمه أو يرسل لها هدية إذا لم يستطع الحضور لزيارتها.

وقال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين "نحن نرى أن موقف الإسلام هو الموقف العظيم فهو يهتم بالأب والأم ويذكر لهما فضلهما على أبنائهما ويوصى الأبناء ببرهما وطاعتهما والتودد لهما وجعل فى مرضاتهما جنه الله والفوز يوم الحساب".

وأكد أن الإسلام اهتم بالآباء والأمهات، خاصة الأب الأول والأم الأولى، وهما آدم وحواء رضى الله عنهما، مستشهدا ببعض القصص القرآني الذي جاء ليصف الأمومة العظيمة في العصور المختلفة قبل نزول القرآن.
الأمهات العظيمات

وقال الشيخ القرضاوي إن الإسلام يذكر بالأمهات العظيمات في مواضع عدة من القرآن، منها أم موسى عليه السلام التي ألهمها الله أن تضعه في صندوق وتلقيه في اليم خوفا من فرعون، لافتا إلى أن المرأة كان لها دور كبير في حياه موسى عليه السلام وذلك من خلال أمه وأخته وامرأة فرعون وكان لهن السبب فيما وصل إليه من مكانه كبيرة.

وذكر أن من الأمهات العظيمات أيضا أم المسيح عيسى وجدته، وهما "امرأة عمران" و"مريم ابنة عمران"؛ فامرأة عمران من إيمانها القوى بالله نذرت ما فى بطنها محررا ليكون خادما لله تعالى، أما مريم بنت عمران فقد اختارها الله لأن تنجب المسيح عيسى بن مريم.

وبين أن القرآن جعل هذه الأمثلة من الأمهات لتكون مثالا ننظر إليه ونقتبس النور منه، نجعله في حياتنا عظة وعبرة، لافتا إلى أن الله سبحانه وتعالى هيأ ايضا بعض الرجال ليكونوا عظة وقدوة للناس كما يتضح من مواضع عدة في القرآن الكريم.

وأشار إلى أنه كما للأبناء دورا في رعاية والديهما والاهتمام بهما فإن على الآباء أيضا مسؤولية في تربية أبنائهم، لافتا إلى الدعوة الصالحة التي جاء بها القرآن "اجعلنا للمتقين اماما"، ومنوها بأن هذه هي نعم الدعوة للآباء الذين يكونون لأبنائهم خير الناصحين وخير المعلمين، فالأب الواعي هو الذي يعلم أبناءه الأدب ومكارم الأخلاق، ويربيهم على أصول التعامل مع أمه وإخواته وأقاربه وجيرانه وأصدقائه وأساتذته.

وشدد القرضاوي على أن الأب والأم الصالحين عليهم مسئولية مشتركة في تربية وتنشئة الأبناء، وإذا تخليا عن دورهما فإن الأجيال القادمة سوف تفقد المواريث الأخلاقية الهامة التي هي سمة أساسية من سمات الحضارة والتاريخ الإسلامي.