د. عصام العريان |
في أول رد فعل له على الأزمة التي تشهدها جماعة الإخوان المسلمين على خلفية إشكالية تصعيد عصام العريان، مسئول الملف السياسي لعضوية مكتب إرشاد الجماعة، اعتبر الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن عدم تصعيد العريان "خيانة للدعوة والجماعة والأمة كلها"...
في أول رد فعل له على الأزمة التي تشهدها جماعة الإخوان المسلمين على خلفية إشكالية تصعيد عصام العريان، مسئول الملف السياسي لعضوية مكتب إرشاد الجماعة، اعتبر الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن عدم تصعيد العريان "خيانة للدعوة والجماعة والأمة كلها".
ورأى أن مثل هذا الاستبعاد "لن يبقي بالجماعة إلا المتردية والنطيحة وما أكل السبع".
وكانت أنباء قد ترددت قبل أيام عن استقالة المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، محمد مهدي عاكف، على خلفية رفض بعض أعضاء مكتب إرشاد الجماعة اقتراح عاكف بتصعيد العريان لعضوية مكتب الإرشاد، قبل أن ينفي عاكف رسميا نبأ استقالته دون أن ينفي وجود خلافات داخل مكتب إرشاد الجماعة حول اقتراحه بتصعيد العريان.
ونسبت صحيفة "الشروق" المصرية المستقلة الصادرة السبت 24-10-2009 إلى القرضاوي قوله -تعقيبا على الأزمة الحالية داخل جماعة الإخوان-: إن إبعاد شخصيات مثل عصام العريان تعد "خيانة للدعوة والجماعة والأمة كلها، فبخسارة هذه العناصر القوية لن يبقى في الجماعة إلا المتردية والنطيحة وما أكل السبع".
وتساءل القرضاوي مستنكرا: "كيف يُبعد العريان عن مكتب الإرشاد، وكيف يُرفض، ولا يؤخذ برأي المرشد عندما يصر على تصعيده؟"، مضيفا أن "العريان وعبد المنعم أبو الفتوح (عضو مكتب الإرشاد بالجماعة والأمين العام لاتحاد الأطباء العرب المعتقل حاليا) من المرجوين داخل الجماعة"، بحسب الصحيفة.
ورأى القرضاوي -الذي يعتبره أعضاء الجماعة المرجعية الروحية لهم رغم عدم صلته بهم تنظيميا حاليا- أن العريان "أفقه الموجودين من الناحية الشرعية، حيث درس في كلية الشريعة وهو في السجن، وحصل على درجة عالية، وسياسيا هو أفهمهم في السياسية، فكان متحدثا باسم الجماعة ومحاورا لها ولا يستطيع أحد أن يشكك في هذا".
"أكثر من ابتلي"
وأضاف: "ومن ناحية الابتلاء، فهو أكثر من ابتلى، حيث حوكم وابتلي أكثر من مرة، ومن ناحية القبول العام، هو رجل مقبول؛ فعندما رشح نفسه لانتخابات مجلس الشعب (البرلمان) في دائرته حاز أعلى الأصوات".
ودلل القرضاوي على القبول الكبير الذي يتمتع به العريان لدى الرأي العام المصري والعربي والإسلامي، بالقول: "انتخب منسقا عاما للمؤتمر القومي الإسلامي لمدة عامين بالإجماع". وأضاف لو تم استفتاء داخل مجتمع الإخوان فسيحصل العريان على 99.5%"، معربا عن استنكاره لرفض البعض تصعيده بالقول: "لا أدري بأي وجه يقف ضده هؤلاء ويعارضون رأي المرشد".
وكان د. محمد حبيب، النائب الأول للمرشد، قد أقر مؤخرا بوجود خلافات بين المرشد وأعضاء مكتب الإرشاد حول تصعيد د. العريان إلى مكتب الإرشاد، قائلا: "هذه ليست المرة الأولى التي ينفعل فيها، وليست المرة الأولى التي يحدث فيها احتكاك قوي وعنيف بين مكتب الإرشاد والأستاذ المرشد".
ورفض أعضاء المكتب -بحسب مصادر داخل الجماعة- اقتراح عاكف بتصعيد د. العريان لعضوية المكتب مكان محمد هلال عضو المكتب الذي وافته المنية يوم 21-9-2009، خاصة أن العريان كان قد حصل على أعلى الأصوات بين مرشحي الجماعة الخاسرين في الانتخابات "التكميلية" التي تمت بين أعضاء مجلس شورى الجماعة العام الماضي.
وأوصى رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بتصعيد الأقوياء والأمناء على مصلحة الجماعة والوطن، وتساءل: "هل يجوز أن نبقي على العاجز؟.. هذه مصيبة"، مضيفا: "أرجو أن تستبدلهم الجماعة إن كان لها شيء من الحياة والوعي".
وتابع: "أعتقد أن الجماعة لابد أن تفيء لرشدها وتصحح هذا الخطأ وإلا فستكون مرفوضة من القاعدة الشعبية العامة".
وأكد القرضاوي أن عاكف غير راضٍ عما حدث، وقال: "أتمنى أن تعود الجماعة وتختار الأصوب وأظن أن العريان سينتصر في النهاية".
رأي المرشد
من جهته، قال عاكف خلال مقابلة مع قناة "بى.بى.سى" البريطانية والناطقة باللغة العربية الخميس 22-10-2009 إنه "فوجئ بهذه الأزمة التي تناقلتها الصحافة، وافتعلها الأمن والنظام اللذان حاولا تشويه صورة الجماعة بافتعال هذه الأزمة".
وفى ردِّه على سؤال حول الأزمة قال "هذا شيء طبيعي، فأخ كريم راقٍ كالدكتور عصام العريان جاء دوره في أن يُصعَّد لمكتب الإرشاد في انتخابات حصل فيها على 40%، وهذا كان رأيي، ولكن بعض الإخوان قالوا إن هذا يخالف اللائحة، وإن هناك انتخابات مقبلة بعد أسابيع، وكانت هذه هي وجهة نظرهم".
وشدد على أنه ليس في الإخوان صراع على السلطة، مستشهدا بنفسه الذي يحاول جاهدا ترك سلطته، وقال "إن المسئولية في الإخوان أمر جلل وخطير لا يقوى عليها إلا أولو العزم من الرجال".
وأشار إلى أن "أي خلاف داخل المكتب سوف ينتهي بانتهاء انتخابات أعضاء المكتب الجديد واختيار مرشد جديد للجماعة، وهو الأمر الذي سيسعى لتحقيقه خلال الشهرين المقبلين".