هل يجوز للمسلم أن يتبرع بعضو أو جزء من بدنه لغيره في حياته لزرعه في بدن شخص آخر؟ وإذا كان الجواب بالإيجاب، فهل هو جواز مطلق، أو مقيد بشروط؟ وما هي تلك الشروط؟ وإذا جاز التبرع فلمن يتبرع؟ أللقريب فقط، أم للمسلم فحسب. أم لأي إنسان؟ قريبا كان أو أجنبيا، مسلما أو غير مسلم..
في بحثه المعنون "زراعة الأعضاء في الشريعة الإسلامية" الذي قدمه إلى مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف في مؤتمره الأخير(ربيع الأول 1430هـ/مارس2009م) يحاول فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي - رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين - الإجابة على هذه التساؤلات، وغيرها، مثل: إذا جاز التبرع فهل يجوز البيع؟ وإذا لم يجز البيع فهل يجوز إعطاء هبة أو مكافأة؟
وهل يجوز التبرع بعضو بعد الموت؟ أو يتنافى ذلك مع حرمة الميت؟ ومتى يعتبر الشخص ميتا؟ أبتوقف قلبه أم بموت دماغه؟ ومن الذي يفصل في ذلك؟
وهل ذلك من حق الإنسان وحده؟ أو يحق لأهله التبرع بعد وفاته بعضو من بدنه؟ وهل يجوز للدولة أن تأخذ بعض الأعضاء من المصابين في الحوادث مثلا لإنقاذ غيرهم؟
وهل يجوز زرع جزء من غير مسلم في جسد إنسان مسلم؟ وهل يجوز زرع عضو أو جزء من حيوان – ولو كان محكوما بنجاسته كالخنزير مثلا – في جسم شخص مسلم؟
وهل يجوز نقل الأعضاء التناسلية مثل الخصية للرجل، والمبيض للمرأة؟ تساؤلات جمة أصبحت تفرض نفسها على الفقه الإسلامي ورجاله ومجامعه في الوقت الحاضر.