أكد فضيلة الشيخ القرضاويرئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين- على أهمية رعاية الأيتام أو مَن في حكمهم؛ من أجل خلق جيل نافع لمجتمعه ووطنه وأمته، محذرا من أن إهمالهم يتيح الفرصة لخلق جيل حاقد على مجتمعه، معرض للانحراف والضياع والانزلاق نحو الهاوية.

ودعا فضيلته لرعايتهم والاهتمام بشؤونهم والعطف عليهم؛ التزاما بما أمرنا به الدين الإسلامي والسنة النبوية.

جاء ذلك في أثناء افتتاح أول مجمع لرعاية الأيتام "دريمة" في قطر الأربعاء 3-5-2007.

وأشار د. القرضاوي إلى أن الدين الإسلامي حضّ على رعاية الطفل منذ أن يكون جنينا في بطن أمه.

كما استشهد فضيلته بعدد من الآيات والأحاديث النبوية الشريفة التي تؤكد منزلة كافل اليتيم، وأشهرها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين"، وأشار بالسبابة والوسطى، وفرق بينهما قليلا؛ للدلالة على علو وعظمة رعاية الأيتام عند الله عز وجل.

كما أشاد د. القرضاوي بالدور الذي تبذله الحكومة القطرية في إنشاء مؤسسة تعنى بشئون الأيتام ومن في حكمهم، مشيرا إلى أن الدوحة كانت قبل أحداث 11 سبتمبر تلعب دورا كبيرا في هذا الصدد على المستوى العالمي؛ حيث كانت تكفل 24 ألف يتيم في عدد من الدول المستضعفة؛ إيمانًا منها بأهمية رعاية الأيتام من منطلق ديني واجتماعي، قائلاً: "ليس عجيبا على دولة قطر أن تقيم هذه المؤسسة لرعاية أبناء قطر الذين هم أولى بالرعاية والاهتمام".

ولفت القرضاوي الانتباه إلى أن تأسيس مجمع "دريمة" لرعاية الأيتام لم يأت بمحض الصدفة، بل جاء بعد إدراك لأهمية إيجاد مؤسسة رسمية تعنى بشئون الأيتام أو من في حكمهم؛ لتحقيق الأمن والاستقرار لفئة أمرنا القرآن والسنة برعايتها واحتضانها، مبينا عظمة منزلة كافل اليتيم في الدار الآخرة.

وأضاف أن هذه المؤسسة الاجتماعية هي الإسلام، وأن اعتناء الإسلام بالطفولة هو جزء من عنايته بالإنسان خليفة الله في الأرض.

وأكد أن المجتمع الإسلامي يمتاز بالتراحم والتكافل، كما نصت على ذلك الأحاديث الشريفة، قائلاً: "إن الإسلام عني بالضعفاء، ومنهم اليتامى الذين جعل لهم الإسلام نصيبًا من الزكاة والصدقة التطوعية ومن غنائم الحرب كذلك".

واستعرض فضيلته الجهود التي بذلها المسلمون في مجال الأعمال الخيرية، مشيرا في هذا السياق إلى نظام الوقف الذي كان أروع ما سجله تاريخ الحضارة الإسلامية، حيث كان لليتامى نصيب من هذه الأوقاف.

خدمات متعددة

ويهدف مجمع "دريمة" إلى تقديم خدمات متميزة لكافة فئات الأيتام بأعمارهم المختلفة سواء بالإيواء الداخلي، أو المتابعة ضمن برامج الأسرة الحاضنة؛ من خلال تبني برامج وأنشطة إرشادية وحملات توعوية منظمة، بالتعاون مع المؤسسات الداخلية والعربية والعالمية.

وتستقبل دار الأيتام القطرية الجديدة البنين والبنات من عمر الست سنوات حتى الثامنة عشرة، وتضم دارا للحضانة، ومكتبة، وناديا، ودارا للبنين، وأخرى منفصلة للبنات.

ويحظى الأطفال الأيتام برعاية تامة من قِبل فريق متخصص من حاضنات ومشرفات وعاملات وممرضات مقيمات في المجمع.

وتوفر الدار نوعين من الخدمات؛ حيث يتم إيواء الطفل في الدار، مع تأمين كافة احتياجاته المادية والصحية والنفسية وجميع الخدمات المعيشية، وكذلك تأمين الحد الممكن من الأجواء العائلية التي تعوض للطفل فقدان الجو الأسري، فضلا عن خدمات خارجية لرعاية الطفل في ظل كنف أسرة قطرية تقوم بحضانته وتربيته كفرد من أفرادها.

وللمؤسسة موقع على الإنترنت يتضمن معلومات كاملة عن أهداف ورسالة ورؤية "دريمة" وهو الموقع الإلكتروني: www.q-orphans.org