مقاتلون صوماليون يشتبكون مع القوات الإثيوبية |
أعلن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عن استعداده للوساطة بين الأطراف الصومالية المتنازعة من أجل حقن دماء المسلمين في هذا البلد وتفويت الفرصة على القوى الساعية للهيمنة عليه، كما دعا الدول العربية والإسلامية إلى التحرك من أجل إخراج القوات الإثيوبية المحتلة ونشر قوة عربية أو إسلامية أو إفريقية محايدة محلها.
وأعرب الاتحاد في بيان أصدره أمس الثلاثاء حول الأحداث الدامية في الصومال عن "استعداده للقيام بالوساطة، وإرسال وفود لكلا الطرفين (الصوماليين المتقاتلين) من أجل حقن دماء المسلمين، والتوصل إلى مصالحة بين أبناء الصومال جميعا، وتفويت الفرصة على قوى الهيمنة التي تطمع في بسط سيطرتها على هذا البلد الذي يتمتع بموقع إستراتيجي مهم في القارة الإفريقية".
وذكر بيان الاتحاد الموقع عليه من قبل رئيس الاتحاد العالمي الدكتور يوسف القرضاوي وأمينه العام د.محمد سليم العوا، أن قوات المحاكم "بسطت نفوذها على أغلب الأراضي الصومالية (في 2006) بيسر وسهولة ومعاونة من أبناء الشعب، وحققت للعاصمة وأغلب المدن الأمن والاستقرار وسلاما لم تعرف البلاد مثله منذ اندلاع الحرب الأهلية في أواخر سنة 1991م".
خطبة الجمعة
وسبق أن نقل العديد من المواقع الإلكترونية والإذاعات المحلية الصومالية على نطاق واسع خطبة الشيخ القرضاوي يوم الجمعة الماضي من الدوحة التي وصف فيها ما يحدث في الصومال بأنه "حرب بالوكالة" تخوضها إثيوبيا نيابة عن الولايات المتحدة، ودعا الدول العربية والإسلامية للخروج من "دائرة الصمت" إزاء أوضاع الصومال والتحرك لوقف نزيف الدم ومعاناة المسلمين هناك.
وحمل الاتحاد "المسئولية الكاملة أمام الله تعالى، ثم أمام التاريخ لكل من لم يستجب لنداء المصالحة الشاملة، ودرء هذه الفتن وما وراءها من شر مستطير".
ولفت إلى أن "16 سنة من الحرب الأهلية الطاحنة التي عاشها الشعب الصومالي المسلم ولا يزال يعيشها دون أن تحسم أي جهة هذا الصراع لصالحها، لتدعو الجميع إلى وقف فوري لهذه الحرب الضروس، والعمل على تحقيق مصالحة شاملة للأطراف الصومالية كافة، حتى ترفع كل المبررات الواهية للتدخل الأجنبي في شئون بلادهم".
دعوة لتحرك إسلامي
كما وجه الاتحاد دعوة إلى جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وكل قادة البلدان العربية والإسلامية من أجل "إعطاء هذه الحرب الدائرة في الصومال مزيدا من الاهتمام، وممارسة الضغوط الإقليمية والدولية من أجل خروج القوات الإثيوبية منها، وإحلال قوة عربية أو إسلامية أو إفريقية محايدة محلها لنشر الأمن والسلام وليس للاحتلال".
وناشد الاتحاد العالمي أيضا كل المنظمات الإسلامية العاملة في مجال الإغاثة "أن تهب لمد يد العون لإخوانهم من الجرحى والمشردين، وإبراز معاني التكافل والتآزر، مع إخوانهم في هذا البلد المسلم الذي يمر بمرحلة عصيبة جدا، وعدم ترك المجال للمنظمات والهيئات الغربية ذات الأهواء والأغراض".
عمل لا يقره الإسلام
ووصف الاتحاد العالمي في بيانه استعانة الحكومة الصومالية بالقوات الإثيوبية لإسقاط نظام المحاكم الإسلامية نهاية العام الماضي، وما تلاها من "استباحة القوات الإثيوبية لأرض الصومال وشعبه قتلا واعتقالا وتشريدا"، بأنه "عمل غير مشروع لا يقره الإسلام، وتترتب عليه مخاطر على مستقبل الصومال والأمة الإسلامية".
وأعرب الاتحاد في هذا السياق عن شعوره بـ"القلق والأسى" لما يجري في الصومال عامة وفي العاصمة مقديشو خاصة، من "قصف وقتل للمدنيين العزل واضطرارهم إلى الخروج من بيوتهم بغير حق، هربا من جحيم الاشتباكات التي شاهدتها العاصمة منذ بداية هذا الشهر حتى قدر عدد المهجرين بنحو نصف سكان العاصمة، فيما غصت بقايا المستشفيات "التي ما زالت تعمل في العاصمة بمئات الجرحى دون أن يتوافر فيها أبسط أنواع الأدوية".
ولفت إلى أن ازدياد عدد القتلى من جراء هذه الأوضاع يوما بعد يوم يدل على " شراسة القوة الإثيوبية التي صبت جام غضبها وحقدها التاريخي على الشعب الصومالي الأعزل منذ أن بسطت سيطرتها على العاصمة في أواخر شهر ديسمبر من السنة الماضية، ما دفع بالمنظمات الحقوقية والدولية للمطالبة بتحقيق دولي في الجرائم التي ارتكبتها في مقديشو خلال القتال الذي عاشته العاصمة منذ بداية هذا الشهر".
وشدد الاتحاد على أن "المسئول عما يجري في الصومال عامة، والعاصمة مقديشو خاصة، هو قوات الاحتلال ومن ورائها الإدارة الأمريكية التي أعطت الضوء الأخضر لإثيوبيا لتتدخل في الصومال تحت ذريعة ما يسمى (مقاومة الإرهاب) ممثلة هذه المرة في المحاكم الإسلامية".
اقرأ أيضاً: