سيدة صومالية تحمل أمتعتها هربا من الحرب

تناول فضيلة الشيخ القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في الخطبة الثانية من خطبة الجمعة 27 – 4- 2007 الأحداث المأساوية التي تجري الآن في الصومال الشقيق، قائلا: "نتابع بكل قلق وأسى ما يجري في الصومال الشقيق، هذا البلد الذي مر له نحو 16 عاما وهو يعاني حروبا بعد حروب؟ فأمراء الحرب وتجار الموت ما زالوا يعملون عملهم في هذا الشعب الذي لا يكاد يفيق من صدمة إلا ويقع في صدمة أخرى، ولا ينفض من حرب إلا ويقع في حرب أخرى".

وأكد القرضاوي في خطبته التي ألقاها بجامع عمر بن الخطاب على أن هزيمة أمريكا بالعراق جعلتها تهرول وتتجه صوب الصومال، معتبرا أن التدخل الإثيوبي الحادث هناك يأتي مدعوما من أمريكا، بل إن الحقيقة أن إثيوبيا تحارب في الصومال نيابة عنها.

وكشف فضيلة الشيخ النقاب عن أن الموقف يؤكد على أن أمريكا لم تنس الصومال التي ألحقت بها هزيمة نكراء لم يستطع الأمريكان نسيانها حتى الآن.

وعلق فضيلته على تصريح زيناوي حاكم إثيوبيا بأن جيشه إنما دخل الصومال ليطهرها من الإرهابيين حاملي السلاح، واعدا أن يتم ذلك في عدة أيام فقط بقوله: من هم حاملو السلاح، أليسوا هم من يريدون استقلال بلادهم وصلاح أمر شعوبهم؟

وشدد القرضاوي على أنه منذ فترة ليست بعيدة قامت المحاكم الإسلامية على رأس طوائف الشعب الصومالي ذاته بالدخول من مدينة إلى مدينة دون حرب أو قتال، يسلم لها الشعب الصومالي نفسه طواعية ودون حرب، إلا أن أعداء الإسلام أبوا أن ترفع راية الإسلام، فكيف لجهة إسلامية أن تحكم هذا الشعب، وتسيطر على هذه المنطقة الجغرافية شديدة الأهمية، فكادوا مكايدهم وفعلوا مفاعيلهم، فكان التدخل الإثيوبي.

وتساءل القرضاوي عن موقف الدول العربية والإسلامية، وموقف كل من منظمة العالم الإسلامي، وكذلك الجامعة العربية مما يحدث بالصومال من مآس وحروب، مستنكرا ما يحدث في العالم الآن من تباعد وانشقاقات بفعل الحروب ومن يقف وراءها قائلا: أين العالم الحر؟ أين العالم الحديث؟ ومؤكدا على أنه بالرغم من ثورة الاتصالات ما زالت تفصل دول العالم مسافات بعيدة، وصراعات وحروب تغذيها أمريكا وغير أمريكا. ثم ختم خطبته بقوله: "إننا نشد على أيدي إخواننا في الصومال، وندعوهم إلى الصبر، والتمسك بحبل الله، وسيكون لهم النصر بإذن الله".