المدينة التعليمية بقطر

أعلن فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي في مؤتمر صحفي عقد أمس السبت 14 إبريل 2007 عن إطلاق مشروع خاص بإنشاء كلية للدراسات الإسلامية في المدينة التعليمية بقطر.

وقال القرضاوي -رئيس اللجنة الاستشارية العليا للمشروع: "إن المشروع الذي تتبناه مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع يأتي بمثابة القلب النابض للفكر والحوار، حيث يجمع الريادة في البحث والنقاش حول ما يتعلق بواقع المسلمين وتراثهم، كما يعنى بثقافة الأمة وحضارتها الإسلامية".

وأضاف فضيلته أن المشروع يهدف إلى تخريج أجيال من الدارسين المتمكنين من أصول عقيدة الإسلام وحضارته والمنفتحين على كل نتاج حضارتهم وعلى كل حكمة وعلم قدمته الحضارات الأخرى.

وحضر المؤتمر أعضاء اللجنة العليا للمشروع، وهم: الدكتور محمد فتحي سعود مستشار التعليم في مؤسسة قطر، والدكتورة عائشة المناعي عميدة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر، والدكتور حاتم القرنشاوي عميد الكلية، وعدد من أعضاء اللجنة.

وقد أكد فضيلة الشيخ القرضاوي على أهمية إنشاء هذه الكلية في المدينة التعليمية، مقدما الشكر لصاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند حرم سمو الأمير المفدى رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع على جهودها الكبيرة التي تقوم بها من أجل دعم مستقبل التعليم في قطر.

وكان العلامة الشيخ القرضاوي قد عرض على صاحبة السمو فكرة إنشاء الكلية في إطار مشروع أكبر يحمل شعار "الأمة الوسط" وتمثل الكلية فيه الأساس الذى ينطلق منه.

وأضاف فضيلته أن المشروع ينطلق من رسالة المؤسسة ورغبتها في الارتقاء بدولة قطر إلى مصاف قيادية في مجالات التعليم والإبداع والبحوث، وإيمانا بضرورة تأهيل طلاب متميزين في الدراسات الإسلامية من دولة قطر.

مشيرا إلى أن قطر من الدول دائمة التغير والارتقاء، وهو ما يتولد عنه تحديات كثيرة تحتاج إلى من يتصدى لها عن طريق التسليح بالعلم والمنطق السليم. مؤكدا على أن المشروع ينضوي تحت لواء فلسفة راصدة ترى أن الإنسان هو أهم ثروات الوطن، وأن الإسلام دين حضارة وتقدم، ورسالة سلام وعطاء للبشرية جمعاء. وقد أوضح القرضاوي أن جانبا رئيسيا من التحديات التي تواجه المسلمين في عالم اليوم تنبع من غموض الرؤية وعدم وضوح المنطلقات.

وبحسب صحيفة الشرق القطرية في عددها الصادر صباح اليوم 15 إبريل 2007، يسير المشروع على درب المؤسسة في إنشاء الكليات العلمية والتعليمية التي تواكب العصر وترتبط في الوقت ذاته بثقافة الأمة وحضارتها، حيث وجهت صاحبة السمو رئيس مجلس إدارة المؤسسة لتشكيل لجنة استشارية لاستحداث كلية للدراسات الإسلامية في المدينة التعليمية برئاسة وعضوية كل من الدكتور محمد فتحي سعود، والدكتور عز الدين إبراهيم، والدكتور عبد الحافظ حلمي، والدكتور محمد هيثم الخياط، والدكتور عبد الحكيم جاكسون، والدكتورة عائشة المناعي، والدكتور عبدالحكيم وينتر.

وفى حديثه، أشار القرضاوي إلى أن اللجنة واصلت اجتماعاتها ومشاوراتها لوضع تصور متكامل للكلية على مدى ثلاثة أعوام، بحيث ينطلق مما انتهت إليه الكليات والمراكز العلمية الأخرى، بما يمثل إضافة، ولضمان أن تقدم الكلية نتاجا تشتد إليه الحاجة لمواجهة التطورات المتسارعة والمتلاحقة في عالم اليوم.

ومن المقرر أن تستقبل الكلية طلاب الدبلوم العالي مايو المقبل، حيث تتلقى الإدارة طلبات الالتحاق والقبول، على أن تبدأ الدراسة في سبتمبر 2007 بالدبلوم العام في الدراسات الإسلامية لتلبية حاجة الراغبين من غير المتخصصين من خريجي الجامعات.

وسيشهد الفصل الدراسي الثاني من العام الجامعي 2007 - 2008 بدء الدراسة في ماجستير الفقه المعاصر والذي سيقبل المتخصصين من خريجي كليات الشريعة والدراسات الإسلامية المستوفين للشروط والذي يقدم نواة للفقيه المتمكن من علمه بعصره، فضلا عن ماجستير السياسات العامة في الإسلام والذي سيكون أول درجة علمية في هذا المجال تؤهل صانعي السياسة وقادة المستقبل انطلاقا من المفاهيم الإسلامية وارتباطا بآخر المستجدات العلمية في مجال تحليل وصياغة وتطبيق السياسات العامة.

وفي الوقت ذاته ستبدأ الكلية تفعيل مركز البحوث والدراسات بسلسلة من الندوات المتخصصة. ويخطط لنشر خلاصة دراساتها وبحوثها في دورية علمية محكمة تصدر بصورة دورية لتحتل مكانها كمصدر للمعرفة الإسلامية المعاصرة، وتقدم الرؤية الموضوعية لواقع المسلمين وآمالهم وتسهم في تأصيل الدور الحضاري المعطاء لهم.

وذكر فضيلته أن الكلية بدأت مرحلة الإعداد لتعاون علمي وثيق مع عديد من الجامعات والمراكز العلمية المتميزة في مجالاتها. مضيفا أنها ستعتمد أسلوب الحوار والمناقشة والبحث أساسا للمعرفة، مستخدمة في ذلك المستجدات التكنولوجية وآليات التواصل. وموضحا أنها تعتزم دعوة الأساتذة المتميزين علميا للمشاركة كزائرين ومتحدثين في كل مادة تدرس، حيث يكون دور أستاذ المادة الرئيسي دور منسق الحوار ومحفز النقاش وتقديم المنهج الذي يمكن الدارس من الوصول للمعرفة بدلا من إلقاء المحاضرة وتلقين المعارف.

ويؤكد القرضاوي على أن مبنى الكلية سيكون علامة مميزة بالمدينة التعليمية، بحيث يعكس اعتزاز قطر بحضارتها ومضيها نحو الريادة العلمية والتكنولوجية لتكون نموذجا لا للتعايش مع العصر فحسب بل للإسهام في تطوره وإثرائه سيرا على درب الحضارة الإسلامية في عصورها الزاهرة.