فرق الانقاذ تجلي جرحى التفجيرات |
أرسل فضيلة الشيخ القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ببرقيتي عزاء إلى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ورئيس الوزراء عبد العزيز بلخادم، يستنكر فيهما "أن يتم قتل الناس بالجملة باسم الإسلام، وتحت عنوان الجهاد". مؤكدا على أن الإسلام أحرص ما يكون على حقن الدماء، واحترام حق الحياة لكل إنسان، بل للحيوان أيضا.
وندد القرضاوي بالتفجيرات التي وقعت الأسبوع الماضي في العاصمة الجزائرية وأسفرت عن مقتل وإصابة العشرات، واصفا إياها بـ "العدوان الغاشم على المدنيين الأبرياء الذين لم يرتكبوا ما يوجب إهدار دمائهم، وقد اعتبرهم شهداء عند الله، لأنهم قتلوا مظلومين".
وقال فضيلة الشيخ: إن الأصل في الدماء هو العصمة والحرمة، إلا في جرائم معينة تهدر دم صاحبها إذا حكم القضاء العادل بذلك. وما عدا ذلك فالقتل من أكبر الجرائم التي توجب القصاص في الدنيا، والعذاب العظيم في الآخرة. وكما جاء في القرآن: {أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً} [المائدة:32]، وفي الحديث: "لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل امرئ مسلم بغير حق".
وأضاف القرضاوي : "كيف يستبيح هؤلاء قتل المسلمين المسالمين الآمنين بلا موجب ولا جريرة؟ ويسمون عدوانهم هذا للأسف (غزوة بدر)؟!" متسائلا: "هل كانت غزوة بدر حربا على المصلين إلى القبلة والناطقين بالشهادتين؟!".
ووصف رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين منفذي التفجيرات ومن يقفون وراءهم بـ "الشباب المفتونين" . وناشدهم القرضاوي بالتخلي عن الغلو في الدين، مطالبا إياهم بأن يهلكوه قبل أن يهلكهم، كما أهلك من قبلهم.
ودعا القرضاوي هؤلاء الشباب أن يثوبوا إلى رشدهم، ويراجعوا فقههم، ويتقوا الله في أنفسهم وفي أهليهم ووطنهم. كما طالبهم بعدم الانغلاق، وأنه من الواجب عليهم معايشة الناس ومناقشة العلماء والفقراء داعيا إياهم "أن يخرجوا من تحت الأرض، أو ينزلوا من قمم الجبال، ليعايشوا الناس، ويناقشوا العلماء، ويتحروا ما يحل لهم وما يحرم عليهم. وأن يتحرروا من فكر الخوارج الذي سيطر عليهم، وجعلهم يستبيحون دماء كل من عداهم من المسلمين".
وفي ختام برقيته للرئيس بوتفليقة طالب المسلمين على اختلاف طوائفهم وفصائلهم ودرجاتهم أن يوحدوا جهودهم وقواهم وفتح باب للحوار بالحجة والبرهان، مؤيدا موقف الحكومة الجزائرية من فكرة المصالحة الوطنية، قائلا: "يا سيادة الرئيس، إني أدعو في هذه المرحلة الخطيرة إلى توحيد قوى المسلمين في كل مكان، عربهم وعجمهم، حكامهم ومحكوميهم، مطيعهم وعاصيهم، مؤيديهم ومعارضيهم، أدعو الجميع أن يتحاوروا بالحجج والبينات، لا بالرشاشات والمفخخات، ومن قال: لا إله إلا الله. فقد عصم دمه وماله، وحسابه على الله. وأؤيد بكل قوة فكرة (المصالحة الوطنية العامة)، وأدعو إلى توسيعها وتعميقها، والاستمرار فيها".
طالع