أبدى الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عدم ارتياحه إزاء
جانب من الاجتماع |
نتائج المؤتمرات الهادفة للتقريب بين المذاهب الفقهية، خاصة تلك التي تعقد بين السنة والشيعة، واصفا إياها بأنها "مؤتمرات للمجاملات". لكنه شدد في الوقت نفسه على أهمية تواصل الحوار لحماية الأمة من المخاطر.
وفي اجتماع المجلس التنفيذي للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي عقد في العاصمة اللبنانية بيروت الخميس 5-4-2007 قدّم الشيخ القرضاوي مطالعة حول مؤتمرات التقريب بين المذاهب التي تعقد بين الفترة والأخرى.
وأبدى عدم ارتياحه للنتائج التي تخلص إليها مثل تلك المؤتمرات، واعتبرها "مؤتمرات للمجاملات وليس لوضع الإصبع على الجرح"، بحد قوله.
كما تطرق لمساعي اتحاد علماء المسلمين في تخفيف الاحتقان بين السنة والشيعة، وقال الشيخ القرضاوي: "بناءً على طلب من إخواننا في العراق أرسل الاتحاد وفدًا مؤلفًا من الدكتور محمد سليم العوا (الأمين العام للاتحاد) والأستاذ فهمي هويدي (المفكر الإسلامي)، حيث جرت عدة حوارات من أجل وقف تدهور الأحوال في العراق، ووضع حد لما يُزعم من تدخل إيراني في الشأن العراقي".
وأضاف: "وتم الاتفاق على أرضية للحوار مؤلفة من ثماني نقاط، وأن يتوّج هذا المسعى بلقاء إعلامي يجمعني مع الشيخ هاشمي رفسنجاني (رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران) كدليل على التقارب، لكنني فوجئت بالشيخ رفسنجاني في اللقاء على قناة الجزيرة، وكأنه ينسحب من النقاط الثماني التي جرى الاتفاق عليها، كسبّ الصحابة والتبشير بالمذهب... إلخ".
أهمية الحوار
واعتبر الشيخ القرضاوي أن "مهمة الوفد قد فشلت في إيران"، لكنه شدد على أهمية عدم غلق باب الحوار"، وقال: "لا بد وأن يكون للحوار شروطه وقواعده"، حتى نضمن نجاحه في التوصل لأهدافه.
كما طالب بإعادة إحياء النقاط الثماني التي تم الاتفاق عليها في إيران، وأن يستمر الحوار في إطار هذه النقاط.
وحول أهمية تواصل الحوار للتقريب بين السنة والشيعة، قال القرضاوي: "في هذه المسألة أمامنا مهمتان: تحصين وحماية مجتمعاتنا الإسلامية من الاختراقات، والحفاظ على وحدة المسلمين".
وأضاف: "ليس من مصلحة السنة ولا الشيعة أن تقع حرب، وعلينا جميعًا تفويت الفرصة على أعداء الأمة من خلال وأد الفتنة المذهبية، أيّ حرب تعلن ضد إيران فأنا مع إيران، هذا موقف مبدئي. لكن هذا لا يعني أن نفرط بحقوق مجتمعاتنا الإسلامية".
ونظمت قناة الجزيرة لقاء القرضاوي ورفسنجاني في فبراير الماضي استجابة لطلب الاتحاد العالمي على أمل أن يشكل "هذا اللقاء بداية لإنهاء الأزمة القائمة بين السنة والشيعة والمحنة الدائرة رحاها في العراق"، بحد قول الأمين العام للاتحاد الدكتور محمد سليم العوا .
كما جاء اللقاء بعد أقل من شهر على الدعوة التي أطلقها العلامة القرضاوي خلال مشاركته في حوار المذاهب الإسلامية بالدوحة؛ لإجراء حوار مكاشفة ومصارحة بين المذهبين السني والشيعي؛ لسد فجوة الخلافات التي من شأنها إشعال الفتنة الطائفية بين أتباع المذهبين.