أحد الفائزين يتسلم جائزته في مسابقة حفظ القرآن

شدّد فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين على أن القرآن الكريم يجب أن يكون منهاج حياة للمسلمين، لافتًا إلى أن إقامة مسابقات لحفظ القرآن الكريم في شتى الدول العربية والإسلامية يُعَدّ من الأسباب التي يسرها الله تعالى لحفظ كتابه الكريم.

وأوضح العلامة القرضاوي، في الكلمة التي ألقاها خلال الحفل الذي أقامته وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية القطرية الثلاثاء 20-3-2007؛ لتكريم الفائزين في مسابقة الشيخ قاسم بن محمد آل ثاني لحفظ القرآن الكريم، أن إقامة مسابقات لحفظ القرآن الكريم يُعَدّ من دلائل شكر النعمة التي أنعم الله بها علينا، داعيًا إلى أن يكون القرآن الكريم منهاج حياة المسلمين وألا يكون حظه إقامة حروفه وإضاعة حدوده.

وشدّد على أهمية العناية بحفاظ القرآن المجيد والعزيز والكريم، حيث سُمِّي بأسماء الله تعالى، وهو آخر كلمات الله الهادية للبشر والتي اختص بها الأمة الإسلامية، وقد امتنّ سبحانه وتعالى على البشرية بتعليم القرآن، حيث قال تعالى: "الرحمن * علم القرآن".

وتابع قائلاً: "لقد كانت هذه المسابقات -وما زالت- حافزًا للفتية على حفظ القرآن الكريم، وقد نلت جائزة أصغر حافظ على مستوى مديرية الغربية، وكانت جائزتي جنيهًا وربع الجنيه المصري، وها نحن نرى الجوائز التي تصل إلى مئات الآلاف للجائزة الواحدة".

إحياء القراءات

واعتبر العلامة القرضاوي أن للقرآن الكريم الفضل الأول على كافة المسلمين، لافتًا إلى أنه أصدر سيرته الذاتية باسم "ابن القرية والكُتَّاب"، حيث كان السابقون يحرصون على حفظ القرآن وتحفيظه لأولادهم، حتى إن بعض الأقباط في مصر حفظوا القرآن وحفَّظوه لأبنائهم.

وأشار القرضاوي إلى أن مسابقات حفظ القرآن تلعب دورًا مهمًّا في إحياء قراءات القرآن المختلفة، فهناك متسابقين شاركوا بعدد من القراءات وهذا أمر جيد، فكل القضايا نستدل عليها بالقرآن فهو مصدر المصادر.

وأوضح أن من أسباب الحفظ للقرآن أن الله تعالى يسَّر حفظه وفهمه على الجميع، فالمعنى العام للقرآن يفهمه البدوي والقروي والأمي، فهو نور مبين، فالنور طبيعته الإبانة، وهو نور ومبين خالد ما بقي الدهر.

وبيّن العلامة القرضاوي أن من الحفظ أيضًا أننا نقرأ القرآن كما أنزله ربنا سبحانه وتعالى وكما قرأه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو كتاب معجز تحدى الله العرب أن يأتوا بمثله، فعجزوا، ولن يستطيع الإتيان بمثله كائن من كان.

ورأى أن من روائع القرآن أن يحفظه كما أنزل عدد كبير من غير العرب الذين لا يعرفون حرفًا من العربية، وقد حاول العلمانيون والملحدون والمستشرقون أن يسلخوا هذه الأمة عن دينها فلم يستطيعوا بفضل القرآن.

وأكد أن القرآن أول دعائم المجتمع المسلم؛ ولهذا اعتبر بعض المنصرين أن جميع الحملات التنصيرية ستبوء بالفشل ما دامت هناك أربع دعائم هي القرآن والأزهر والجمعة والحج.

وفاز في مسابقة الشيخ قاسم بن محمد آل ثاني الرابعة عشرة لحفظ القرآن الكريم 425 متسابقًا ومتسابقة منهم 388 مواطنًا ومواطنة و37 مقيمًا ومقيمة، وبلغ عمر أصغر المتسابقين في الحفظ الكامل 7 سنوات وكذلك في الفئات، وبلغ عمر أكبر المتسابقين في الحفظ الكامل 57 عامًا، فيما بلغ عمر أكبر متسابق في الفئات 45 عامًا.

وعلى مستوى المتسابقات فقد بلغ عمر أصغر متسابقة في الحفظ الكامل 7 سنوات وفي الفئات بلغ عمر أصغر متسابقة 6 سنوات، وفي الحفظ الكامل بلغ عمر أكبر متسابقة 55 عامًا فيما بلغ عمر أكبر متسابقة في الفئات 65 عامًا.

وقد ارتفع عدد المسجلين في الحفظ الكامل من القطريين هذا العام بنسبة 75%، بينما ارتفع عدد القطريات المسجلات في الحفظ الكامل هذا العام بنسبة 9% فقط.