يلقي فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين خطبة الجمعة 16-3-2007 في مسجد عمر ابن الخطاب بالعاصمة القطرية الدوحة، كما يواصل فضيلته درسه الأسبوعي لتفسير القرآن الكريم بعد صلاة المغرب من يوم الجمعة بالجامع الكبير.
ويستأنف العلامة القرضاوي في خطبة الجمعة لهذا الأسبوع الحديث عن صحابة رسول صلى الله عليه وسلم ، حيث توقف في الجمعة الماضية مع الصحابي الجليل سعد بن معاذ الأنصاري الأوسي، رضي الله عنه وأرضاه، الرجل الذي اهتز لوفاته عرش الرحمن وحملت الملائكة نعشه، و"لم يكن رجلٌ أيمن ولا أبرك على قومه من سعد بن معاذ".
وأشاد فضيلته بمناقب سعد بن معاذ ، لافتا إلى أنه " نذر أن يكون رجلَ وجندي الإسلام، يجند نفسه لهذا الدين، ولذلك كان له مواقفه في الغزوات التي شهدها، ولم يشهد إلا ثلاث غزوات ثم استشهد، شهد بدرا وأحدا والخندق، وفي الخندق وافته الشهادة.. شهد غزوة بدر، وكان له فيها مواقف مشهودة ".
مشاهد وعظات
يتعلق بدروس التفسير ، يواصل العلامة القرضاوي في درس هذا الأسبوع تناول سورة إبراهيم وما تتضمنه من مشاهد وعظات ، حيث توقف في درس الجمعة قبل الماضية مع الآيات التي تتحدث عن خليل الرحمن وأبي الأنبياء وأبي المسلمين إبراهيم عليه السلام ، باعتباره يمثل النموذج الشاكر لله تعالي من بني الإنسان ، حيث يشكر نعم الله ويعرفها حتى في البلايا التي تنزل به .
ولفت فضيلته إلى أن القرآن الكريم يحتفي بأقوال وأدعية الأنبياء لله عز وجل ، لأنها تمثل ضراعات وابتهالات من قلوب مخلصة وألسنة صادقة وبعبارات قوية مؤثرة ، فهناك من دعا الله حين مسه الضر كأيوب عليه السلام ، ومنهم من دعا الله في بطن الحوت وفي الظلمات كيونس عليه السلام .
وأوضح العلامة القرضاوي أن إبراهيم عليه السلام دعا الله عز وجل بسبع دعوات في هذه الآيات ، ففي الأولى طلب الأمن لهذا البلد ، أي مكة البلد الحرام ، لأن الأمن من أعظم نعم الله على الإنسان . أما الدعوة الثانية لخليل الرحمن عليه السلام ، فقد طلب فيها التوحيد لنفسه ولبنيه ، فالتوحيد من أعظم نعم الله على عباده .
وتساءل القرضاوي : هل يخاف نبي الله على نفسه من عبادة الإنسان ؟ ، ثم مضى مجيبا : إن دعاء إبراهيم فيه تضرع لله عز وجل وهضم للنفس ، لأن حقيقة العبادة وروحها ليست في الطقوس والحركات ، ولكنها في الشعور بالافتقار لله والتوبة إليه بقلب خالص شاعر بأنه لا يستغني عن الله تعالي .