القرضاوي أثناء خطبة الجمعة

يلقي فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين خطبة الجمعة 9-3-2007 في مسجد عمر ابن الخطاب بالعاصمة القطرية الدوحة، كما يواصل فضيلته درسه الأسبوعي لتفسير القرآن الكريم بعد صلاة المغرب من يوم الجمعة بالجامع الكبير.

ويستأنف العلامة القرضاوي في خطبة الجمعة لهذا الأسبوع الحديث عن صحابة رسول صلى الله عليه وسلم ، حيث توقف في الجمعة الماضية مع الصحابي الجليل سعد ابن أبي وقاص أحد العشرة المبشرين بالجنة ومن الستة أصحاب الشورى الذين رشحوا للخلافة ومن السابقين الأولين من المهاجرين الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه ، ومن الذين شهدوا بدرا ، وهو من الثابتين الذين شهدوا معركة أحد ولم يفروا منها ودافعوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو من الذين شهدوا معركة الخندق، غزوة الأحزاب وفتح مكة .

كما يواصل العلامة القرضاوي في درس التفسير لهذا الأسبوع تناول سورة إبراهيم وما تتضمنه من مشاهد وعظات ، حيث توقف في الدرس الأخير مع الآيات التي تتحدث عن خليل الرحمن وأبي الأنبياء وأبي المسلمين إبراهيم عليه السلام ، باعتباره يمثل النموذج الشاكر لله تعالي من بني الإنسان ، حيث يشكر نعم الله ويعرفها حتى في البلايا التي تنزل به .

ولفت فضيلته إلى أن القرآن الكريم يحتفي بأقوال وأدعية الأنبياء لله عز وجل ، لأنها تمثل ضراعات وابتهالات من قلوب مخلصة وألسنة صادقة وبعبارات قوية مؤثرة ، فهناك من دعا الله حين مسه الضر كأيوب عليه السلام ، ومنهم من دعا الله في بطن الحوت وفي الظلمات كيونس عليه السلام .

وأوضح العلامة القرضاوي أن إبراهيم عليه السلام دعا الله عز وجل بسبع دعوات في هذه الآيات ، ففي الأولى طلب الأمن لهذا البلد ، أي مكة البلد الحرام ، لأن الأمن من أعظم نعم الله على الإنسان . أما الدعوة الثانية لخليل الرحمن عليه السلام ، فقد طلب فيها التوحيد لنفسه ولبنيه ، فالتوحيد من أعظم نعم الله على عباده .

وتساءل القرضاوي : هل يخاف نبي الله على نفسه من عبادة الإنسان ؟ ، ثم مضى مجيبا : إن دعاء إبراهيم فيه تضرع لله عز وجل وهضم للنفس ، لأن حقيقة العبادة وروحها ليست في الطقوس والحركات ، ولكنها في الشعور بالافتقار لله والتوبة إليه بقلب خالص شاعر بأنه لا يستغني عن الله تعالي .