في لقاء يعد الأول من نوعه على هذا المستوى بين مرجعيات شيعية وسنية، يجري العلامة يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والشيخ هاشمي رفسنجاني رئيس مجمع مصلحة تشخيص النظام في إيران لقاء على الهواء مباشرة عبر فضائية "الجزيرة" الأربعاء المقبل في السابعة والنصف بتوقيت مكة المكرمة؛ وذلك للبحث في سبل لإطفاء نار الفتنة بين السنة والشيعة.

وفيما يعد العلامة القرضاوي أبرز المرجعيات الفقهية السنية في الوقت الحاضر، فإنه ينظر لرفسنجاني باعتباره الرجل الثاني في إيران بعد المرشد الأعلى السيد علي خامنئي، كما يرشحه المحللون بقوة لخلافة خامنئي.

وقال الدكتور محمد سليم العوا الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إن اللقاء يعقد تحت رعاية الاتحاد وبالتعاون مع قناة الجزيرة، متمنيا أن يشكل "هذا اللقاء بداية لإنهاء الأزمة القائمة بين السنة والشيعة والمحنة الدائرة رحاها في العراق".

وأضاف العوا، في بيان تلقى "القرضاوي نت" نسخة منه، "إن موضوع اللقاء مناقشة مظاهر الفتنة بين الفرقتين الإسلاميتين الكبيرتين: السنة والشيعة، ولاسيما في ضوء ما يجري في العراق منذ احتلاله عام 2003 حتى الآن".

باكورة الخطوات

ويعد اللقاء باكورة "الخطوات البناءة"، التي أعلن وفد لـ "اتحاد العلماء" زار طهران قبل نحو أسبوعين أنها توصل إليها خلال مباحثاته مع المسئولين الإيرانيين من أجل "إطفاء نار الفتنة" و "رد الجمهور السني والشيعي إلى أصل الأخوة الإسلامية".

وأوضح الدكتور العوا – في حينها – أن "أول هذه الخطوات سوف يظهر إلى النور في مدى أسبوعين".

كما يأتي هذا اللقاء قبل أقل من شهر على الدعوة التي أطلقها العلامة القرضاوي، خلال مشاركته في حوار المذاهب الإسلامية بالدوحة لإجراء حوار مكاشفة ومصارحة بين المذهبين السني والشيعي لسد فجوة الخلافات التي من شأنها إشعال الفتنة الطائفية بين أتباع المذهبين.

كما اعتبر القرضاوي، في كلمته خلال افتتاح المؤتمر أن إيران "تمتلك مفاتيح إطفاء نيران الفتنة" بين سنة وشيعة العراق بما لديها من نفوذ ووجود قوي على الساحة السياسية هناك.

محاور اللقاء

من جانبه، كشف أكرم كساب السكرتير العلمي والخاص للعلامة القرضاوي، في تصريحات خاصة لـ "القرضاوي نت" أن لقاء القرضاوي ورفسنجاني سوف يحاول "التأكيد على أن الإسلام جامع بين السنة والشيعة وجميع أهل القبلة، وأن دليله هما الشهادتان؛ وهما تعصمان قائلهما: دمه وماله وعرضه، وحسابه على الله".

وأضاف إنهما سوف يشددان أيضا على "أن التفرق السياسي لا يجوز أن تستغل له أو تستخدم فيه الاختلافات العقدية أو التاريخية أو الفقهية".

وأوضح كساب أن لقاء الشيخين سوف يتطرق كذلك إلى "وجوب احترام كل من الطرفين للآخر، وعدم التعرض لعقائده أو شعائره أو فقهه، علانية في وسائل الإعلام أو الخطب العامة. وترك البحث في ذلك للعلماء والأكاديميين في بحوثهم المتخصصة".

وفيما يعد بمثابة "ميثاق شرف" للتعامل بين السنة والشيعة، أشار كساب إلى أن الرسالة الأساسية التي يهدف اللقاء إلى إيصالها إلى الجمهور السني والشيعي على حد سواء هي "عدم جواز توجيه ما يعدّ إهانة أو انتقاصا إلى ما يحترمه أي من الطرفين من الأشخاص والمقدسات".

وشدد على أنها هذا "يشمل بوجه خاص عدم جواز انتقاص الصحابة أو سبهم أو إهانتهم أو انتقاص آل البيت أو الأئمة أو الغض من مكانتهم، أو التعرض لأي شيء من ذلك بأي نوع من أنواع الإساءة اللفظية أو المعنوية أو المادية، بما في ذلك الاعتداء على الأماكن المنسوبة إليهم. وإزالة ما قد يوجد من ذلك بفعل غير المقدرين للمسؤولية حفاظا على وحدة المسلمين".

ومن المتوقع أن يجري اللقاء عبر الأقمار الصناعية ما بين الدوحة، مقر إقامة العلامة القرضاوي، وطهران حيث يتواجد الشيخ رفسنجاني، كما يتوقع أن يدير اللقاء من طهران المذيع أحمد الشيخ مدير قناة الجزيرة.