أشاد السفير محمد طاهر رباني سفير إيران في قطر بالدور الذي يلعبه فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين من أجل التقريب بين المسلمين بمختلف مذاهبهم، ممتدحا تشديد فضيلته على ضرورة الوقوف بجانب إيران إذا ما تعرضت لأي عدوان أمريكي.
وقال رباني، في حوار مع صحيفة "الشرق" القطرية بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثامنة والعشرين لانتصار الثورة الإسلامية في إيران: "ليس لدينا أدنى شك بأن فضيلة العلامة الدكتور القرضاوي سوف يدافع عن المظلومين إذا ما تعرضت إيران الإسلام أو أي دولة أخرى إلى هجمة أمريكية؛ لأن سيرة ونهج العظماء والمصلحين في العالم كانت هكذا على الدوام ولم نتوقع غير هذا منهـم".
وأضاف: فضيلة العلامة الدكتور القرضاوي يعتبر من الشخصيات البارزة والعلمية والفقهية النادرة في العالم الإسلامي ويتمتع باحترام وتقدير أبناء الشعب ويعد من المصلحين المخلصين والمنادين بوحدة الأمة الإسلامية ويحظى بمكانة خاصة ويعرف بإمام الوسطية؛ إذ إنه يعمل على تبيان مشاكل العالم الإسلامي وإسداء النصح إلى أئمة المسلمين بتعاطف خاص.
وكان العلامة القرضاوي قد أكد في الجلسة الختامية لمؤتمر حوار المذاهب الإسلامية الذي عقد مؤخرا في الدوحة رفضه الكامل لأي اعتداء أمريكي على إيران، مؤكدا على حقها في امتلاك التكنولوجيا النووية.
وقال: "نحن مع إيران وسنقاوم أي عدوان عليها.. من حق إيران امتلاك تكنولوجيا نووية سلمية، ونحن نؤيدها في ذلك".
مبادرات قيمة
وردا على سؤال حول المواقف التي أطلقها القرضاوي في مؤتمر الدوحة وما أعقب ذلك من زيارة وفد من "اتحاد العلماء" إلى طهران، أوضح السفير الإيراني في الدوحة أن توجه نواب أكفاء للعلامة القرضاوي كالدكتور محمد سليم العوا الأمين العام للاتحاد والسيد فهمي هويدي عضو مجلس الأمناء إلى طهران واجتماعهم بكبار المسئولين والجهات المعنية الفاعلة في الجمهورية الإسلامية جرى بفعل المبادرات القيمة لفضيلة الدكتور القرضاوي، والتي رحبت بها إيران، ونحن نتمنى لفضيلته ولكل المصلحين والخيرين على مستوى العالم كل التوفيق والعمر المديد المبارك.
وأشار رباني إلى أن الوفد الإيراني إلى مؤتمر حوار المذاهب الإسلامية، والذي عقد في الدوحة الشهر الماضي، شارك بنشاط في أنشطة المؤتمر وعلى أعلي المستويات بحضور سماحة آية الله التسخيري الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية وزملائه في المؤسسة الدينية والجامعة الملمين بالمسائل الإسلامية كما طرحت مقالات وحوارات قيمة وإيجابية بهذا الخصوص.
واعتبر أنه من "المهم في هذه الظروف الحساسة السائدة التطرق إلى الحوار والآراء التي من شأنها تعزيز نهج التقريب والوحدة الإسلامية والحيلولة دون إثارة القضايا الحساسة المثيرة للفرقة بين الرأي العام الإسلامي؛ لأن مشتركات التقريب والوحدة بين أتباع مختلف المذاهب الإسلامية تبدو أكثر مبدئيةً وتكريسًا من جوانب الخلاف في المسائل الفرعية".
وكان وفد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قد أعلن عقب عودته من إيران الثلاثاء 30-1-2007 عن توصله إلى اتفاق مع المسئولين الإيرانيين على عدة خطوات بناءة لإطفاء نار الفتنة بين السنة والشيعة، لافتا إلى أن أولى هذه الخطوات سوف تظهر إلى النور في مدى أسبوعين من الآن.
وقال الدكتور محمد سليم العوا الأمين العام للاتحاد: إن مباحثات الوفد مع المسئولين الإيرانيين تناولت "مسألة توتر العلاقات بين السنة والشيعة، وأسباب هذا التوتر، والوسائل التي يمكن بها احتواء الفتنة التي بدأت تنشب بأظافرها في الأمة الإسلامية".
وأضاف أن ما طرحه الوفد لقي استجابة إيجابية من المسئولين الإيرانيين؛ حيث تم الاتفاق على عدد من الخطوات البناءة التي تؤدي إلى رد الجمهور السني والشيعي إلى أصل الأخوة الإسلامية.