دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين زعماء حركتي حماس وفتح الفلسطينيتين إلى استغلال لقاءات المصالحة المنعقدة بينهما حاليا بوساطة سعودية في مكة المكرمة باعتبارها "فرصتهم الأخيرة، فلا يضيعوها".

وشدد الاتحاد على ضرورة نسيان "الصفحات السوداء الدامية، بما حملت من مآسٍ، وما ارتكب فيها من أخطاء أو خطايا"، وذلك في إشارة إلى الاشتباكات التي اندلعت بين الطرفين في الأشهر الأخيرة وراح ضحيتها عشرات القتلى والمصابين.

وناشد الاتحاد، في بيان صدر مساء الأربعاء 7 -2-20008، القادة الفلسطينيين في مكة "أن يستلهموا حرمة المكان وبركاته، وأن يستحضروا عظمة الله، الذي يجتمعون في حرمه، ومسئوليتهم تجاه الشعب الفلسطيني، ووحدة عدوهم الصهيوني، الذي يستفيد أعظم الاستفادة من فرقتهم".

وحث البيان قادة الحركتين على ضرورة التوصل إلى اتفاق مصالحة "وأن ينتصروا على أهواء أنفسهم، ولا يستجيبوا لكيد الكائدين الذين يمكرون بهم، ويريدون أن يضربوا بعضهم ببعض، وأن يقفوا في معركة تحرير الوطن المحتل صفا واحدا".

واستعرض بيان اتحاد العلماء عذابات الشعب الفلسطيني لتكون واضحة أمام الفرقاء المجتمعين في مكة، مذكرا إياهم بـ: "دماء الشهداء الذين بذلوا أرواحهم، ومعاناة الأسرى والسجناء الذين فقدوا حريتهم، وحقوق اليتامى والأرامل والثكالى الذين فقدوا عائليهم، وآلام الجرحى والمصابين والمعوقين الذين ابتلوا في أنفسهم، وملايين المشردين في الأرض التائقين للعودة إلى وطنهم".

وكان زعماء فتح وحماس قد تعهدوا خلال الجلسة الافتتاحية لحوار مكة المكرمة الأربعاء 7-2-2007 بعدم مغادرة البلد الحرام إلا بعد الاتفاق على حكومة وحدة وطنية، ووقف الاقتتال الداخلي بين الحركتين.

وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس زعيم حركة فتح "لن نخرج من هذا المكان المقدس إلا ونحن متفقين". فيما شدد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس على أنه: "لن نبرح هذا المكان إلا متفقين، تقديرا لحرمة المكان وحرمة الزمان وحرمة الدم الفلسطيني".

من جهته، قال رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية: "نحن أحوج ما نكون إلى ميثاق شرف يؤكد أن أموالنا وأعراضنا ودماءنا علينا حرام.. نريد اتفاقا شاملا ينهي حالات الاحتقان وكل القضايا العالقة بيننا".

الأقصى يدفع الثمن

وهذا البيان هو الثاني الذي يصدره الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يترأسه العلامة الدكتور يوسف القرضاوي حول الشأن الفلسطيني في أقل من يومين، حيث اعتبر الاتحاد في بيان صدر الثلاثاء 6-2-2007 أن الاقتتال الداخلي بين الفلسطينيين كان سببًا جوهريًّا في إقدام إسرائيل نحو هدم المسجد الأقصى، وذلك في إشارة لعمليات الهدم المتواصلة التي تنفذها قوات الاحتلال بالقرب من باب المغاربة بالحرم القدسي الشريف.

ورأى اتحاد العلماء أن "إقدام اليهود على هذه الخطوة الخطيرة نحو هدم المسجد الأقصى ما كان ليتم بهذه السهولة لو لم يكن هناك انشغال فلسطيني دولي بفتنة داخلية".

وأكد الاتحاد أن ما يحدث بين الفلسطينيين من اقتتال إنما هو "فتنة تؤججها إسرائيل، ومن ورائها أمريكا وغيرها، كما تشارك فيها بعض الدول التي تسوق للمشروع الصهيوني بتأجيج نار الفتنة بالمال والسلاح بين أبناء الشعب الواحد".