اعتبر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن الاقتتال الداخلي بين الفلسطينيين كان سببًا جوهريًّا في إقدام إسرائيل نحو هدم المسجد الأقصى، وأوضح أن "الانشغال" داخليًّا وخارجيًّا بتلك الفتنة سهَّل على إسرائيل القيام بهذا الاعتداء الذي وصفه بأنه كفيل بإشعال نار الغضب في العالم الإسلامي كله.
وقال الاتحاد في بيان صدر مساء الثلاثاء 6-2-2007 وحمل توقيع فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد وفضيلة الدكتور محمد سليم العوا الأمين العام ، إن "إقدام اليهود على هذه الخطوة الخطيرة نحو هدم المسجد الأقصى ما كان ليتم بهذه السهولة لو لم يكن هناك انشغال فلسطيني دولي بفتنة داخلية"، في إشارة إلى حوادث الاقتتال الداخلي بين حركتي فتح وحماس.
ووصف البيان ما يحدث في أرض فلسطين بأنه "أكبر جريمة بحق القدس الشريف، وبحق الأراضي المباركة، وبحق الشعب الفلسطيني"، وأضاف "أنها فتنة تؤججها إسرائيل، ومن ورائها أمريكا وغيرها، كما تشارك فيها بعض الدول التي تسوق للمشروع الصهيوني بتأجيج نار الفتنة بالمال والسلاح بين أبناء الشعب الواحد".
وشدد الاتحاد على إدانة الاقتتال الداخلي بين الفلسطينيين واعتبرها "بعيدة كل البعد عن الإسلام، وعن الوطنية"، وأهاب بالفلسطينيين "أن يهبوا صفًّا واحدًا لنجدة القدس الشريف، وإنقاذ الأقصى".
وشرعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي صباح الثلاثاء 6-2-2007 في أعمال حفر وهدم قرب حائط البراق بالمسجد الأقصى؛ لإقامة جسر يربط باحة المسجد بالأحياء الاستيطانية في البلدة القديمة، مما يهدد بانهيار جزء من الأقصى، ويجعله عرضة لاعتداءات من قبل جيش الاحتلال والمستوطنين.
شرارة النار
وحذر اتحاد العلماء من "أن المساس بالمسجد الأقصى سيكون هو الشرارة التي تشعل النار في العالم الإسلامي كله غضبًا لأولى القبلتين، وثالث المسجدين المعظمين"، ودعا جميع المسلمين لبذل النفس والنفيس فداء للمسجد الأقصى ودفاعًا عنه، واعتبر ذلك فرض عين على كل مسلم.
وفيما يتعلق السبل التي يمكن أن يساهم بها المسلمون لوقف العدوان على المسجد الأقصى ناشد اتحاد العلماء المسلمين بضرورة الوقوف صفًّا واحدًا لمنع هذا العدوان على المسجد الأقصى، وبذل كل ما يستطيعون في سبيل إنقاذ المسجد الأقصى والمساس به، من خلال الاعتصام السلمي والمظاهرات السلمية. كما دعا بإلحاح الفلسطينيين إلى توحيد صفوفهم وتوجيه أسلحتهم نحو عدو واحد هو العدو الصهيوني المحتل.
تنبيه الأمة
كما ناشد علماء المسلمين ومفكريها ومثقفيها "أن يقوموا بواجبهم في تنبيه الأمة إلى هذا الخطر المحدق بالمسجد الأقصى، وهذه المحاولات الدءوبة للعدوان عليه، وأن يعملوا على تعبئة قوى الأمة لتقف صفًّا واحدًا كالبنيان المرصوص في مواجهة المؤامرة الصهيونية ضد المسجد الأقصى".
كما دعا الاتحاد لنصرة الأقصى والوقوف بجانب الحق العربي الإسلامي في القدس الشريف والمسجد الأقصى، والحيلولة دون وقوع هذا الانتهاك الخطير لحرمته وقدسيته، لعدد من المنظمات العربية والدولية كما في جامعة الدول العربية، ومجلس التعاون الخليجي، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، والاتحاد الأوروبي، وهيئة الأمم المتحدة.