كشف فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عن وجود توجه لدى الاتحاد لإرسال وفد إلى إيران خلال الفترة القريبة المقبلة لإجراء محادثات مع كبار المسئولين هناك حول ما يجري في العراق وما يثار عن وجود عمليات قتل طائفية تستهدف أهل السنة.
وقال القرضاوي، في تصريحات للصحفيين على هامش مشاركته في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الدوحة لحوار المذهب الإسلامية الذي انطلقت أعماله السبت 20-1-2007: إن الوفد سوف يؤكد للمسئولين الإيرانيين أن ما يحدث في العراق من قتل طائفي ليس في مصلحة الإسلام ولا من مصلحة العراق، وإنما المستفيد منه أعداء الأمة، وإنه لن يكون في أي حرب قادمة غالب ومغلوب، حيث سنكون كلنا مغلوبين، في حين سيكون المستفيد الأول والوحيد هو الصهاينة والأمريكان.
وأضاف: "إن هناك أسبابا ومصالح سياسية تقف وراء الخلاف والاقتتال في العراق، لذلك يجب أن نفصل بين ما هو ديني وسياسي، هناك بعض الفئات يدفعها التعصب الديني وهذه تقف وراءها مصالح سياسية وأهداف تسعى إلى تحقيقها".
ترحيب واسع
وكانت الكلمة التي ألقاها العلامة القرضاوي أمام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر قد أثارت ردود فعل عديدة ولقيت ترحيبا واسعا من المشاركين في المؤتمر، حيث دعا فضيلته عقلاء الأمة إلى التكاتف من أجل "درء الفتنة الكبرى بين السنة والشيعة في العراق"، محذرا من "أنه إذا تركناها دون محاولة لإخمادها ستقضي على الأخضر واليابس".
وحمّل القرضاوي الشيعة في العراق المسئولية الكبرى عما يجري لأن بيدهم الحكومة والجيش والسلطة والمال، وحمل إيران أيضا المسئولية في ذلك، وقال إنه كان قد دعا المراجع العليا في العراق وفي إيران لا سيما المرجع الأعلى للثورة الإسلامية في إيران ليقول كلمته، معتبرا أن "إيران تستطيع بما في يدها من مفاتيح أن توقف هذه الفتنة" وإلا فإنها لن تبقي ولن تذر.
كما انتقد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين تجارب شيعية لاختراق "المجتمعات السنية الخالصة" وقال: "لا يجوز أن يحاول مذهب نشر مذهبه في بلاد خالصة للمذهب الآخر". وإن ذلك يؤدي إلى الفتنة.
لكن هذا الموقف الصريح لم يمنع القرضاوي من التأكيد على حق إيران في امتلاك برنامج نووي سلمي ورفضه لأي اعتداء أمريكي على إيران ، قائلا: "نحن لا نرضى أن تُضرب إيران من قبل أمريكا، ولا نرضى ألا تملك إيران برنامجا نوويا سلميا، ويُترك المجال لإسرائيل في نفس الوقت لكي تمتلك كل شيء وتمتلك ما تشاء".
مكاشفة مطلوبة
وتعليقا على القضايا الشائكة التي أثارها القرضاوي في كلمته، أكد المفكر الفلسطيني منير شفيق الأمين العام للمؤتمر القومي الإسلامي أن ما دعا إليه القرضاوي من مكاشفة مطلوب من حيث المبدأ في هذا الوقت، وأن المسئولية على تقع على الطرفين وهو ما تحدث عنه الشيخ، ولكنه -أي القرضاوي- أكثر من الأمثلة عن الطرف الشيعي دون السني وربما ذلك لضيق الوقت.
وأضاف شفيق لموقع " الجزيرة نت" إن المكاشفة يجب أن تكون ضمن ثوابت الأمة، وإنه إذا تمادى طرف "يُواجه ضمن ثوابت الأمة وقواعد الوحدة واللقاء لا بتحويله إلى عدو"، مؤكدا أن "العدو هي إسرائيل وأمريكا".
وأوضح شفيق أن المكاشفة بين الخصوم تكون بتراشق التهم، أما بين الأصدقاء فتكون بذكر الحقائق وحل المشاكل، ولا ضير من أن نحدد نقاط الخلاف وأن نضعها جانبا، وختم حديثه بذكره لرأي للزعيم البلشفي لينين "كي نتفق جيدا لنختلف جيدا".