انتقد العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، عرض الفنادق الإندونيسية للخمور علنًا في مطاعمها، معتبرًا أن ذلك لا يليق بأكبر دولة إسلامية في العالم. كما دعا النواب الإندونيسيين إلى العمل على إزالة المنكرات "السياسية والاجتماعية"، وفي مقدمتها "الأمية باعتبارها من أشد المنكرات" بجانب "تزوير الانتخابات واضطهاد المعارضين والاختلاس والتخلف والأمية".
وطلب القرضاوي من نائب الرئيس الإندونيسي "محمد يوسف كلا"، خلال استضافته على العشاء في ختام زيارة حافلة لإندونيسيا مساء السبت 13-1-2007 "السعي لتغيير هذا المنكر"، مبينًا أنه "لا يليق بأكبر دولة إسلامية". كما دعا على الأقل "لإخفاء الخمور بعيدًا عن طاولات الطعام، وعدم إظهارها إلا لمن يطلبها من السياح".
وانتقد القرضاوي أيضًا عدم وجود علامات بارزة توضح لنزلاء الفنادق اتجاه القبلة؛ حتى يتمكنوا من أداء الصلاة بصورة صحيحة.
واختتم القرضاوي السبت 13-1-2007 زيارة لإندونيسيا استمرت 4 أيام استقبله خلالها الرئيس سوسيلو بامبانغ يوديونو ونائبه، كما التقى خلالها رئيسي مجلسي النواب والشورى وعددًا من زعماء الأحزاب والبرلمانيين والوزراء.
وصايا لنواب الشعب
وطلب القرضاوي من البرلمانيين الإندونيسيين، في لقاء جمعهم به في مطار سوهارتو بجاكرتا، أن يكونوا جديرين بالوكالة عن الجماهير التي انتخبتهم، وأن يناقشوا القضايا المعروضة عليهم فيما بينهم ويدرسوها جيدًا قبل أن يدلوا برأيهم بشأنها في البرلمان.
كما دعا النواب إلى استشارة المختصين في كل قضية قبل أن يخوضوا فيها عملاً بقوله تعالى: "فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنْتُم لاَ تَعْلَمُونَ"، وأشار إلى أن الاستئناس برأي أصحاب الخبرة في كل تخصص يقوي موقف عضو البرلمان.
الأمية أشد المنكرات
وتعقيبًا على سؤال لبرلماني إندونيسي حول أولويات البرلماني المسلم قال الشيخ القرضاوي: "إن لكل عضو في البرلمان أولوياته بحسب البلد الذي ينتمي إليه، وبحسب الناس الذين ينوب عنهم في البرلمان".
واعتبر الشيخ "محاربة المنكرات والدعوة للقضاء عليها من أوجب واجبات البرلماني المسلم في أي دولة".
ولفت إلى أن "المنكرات لا تقتصر على شرب الخمر والزنى والسرقة، وإنما تتسع لتشمل منكرات سياسية واجتماعية كتزوير الانتخابات واضطهاد المعارضين والاختلاس والتخلف والأمية".
وأكد العلامة القرضاوي كذلك على "ضرورة تكاتف السياسيين والشعبيين للقضاء على الأمية في أي بلد مسلم"، معتبرًا أنها "من أشد المنكرات التي تحول دون تقدم ورقي الشعوب الإسلامية".
وتوّج الشيخ القرضاوي جولته الدعوية في آخر أيام زيارته لإندونيسيا بكلمة مطوّلة ألقاها في جامع الاستقلال بجاكرتا، أكبر مساجد إندونيسيا، بحضور عشرات الآلاف، تحدث فيها عن نعمة الإسلام باعتبارها أعظم نعم الله على المسلمين.
وفي كلمته التي تفاعلت معها الجموع الحاشدة من المصلين والمصليات، وتمت ترجمتها مباشرة للغة الإندونيسية، أشار القرضاوي إلى أن "نعم الله علينا لا تُعَدّ ولا تحصى، منها نعمة الخلق من العدم، ومنها نعمة جعلنا بشرًا، وتسخير كل ما في الكون لخدمتنا".
الوثيقة الإلهية المحفوظة
كما تحدث الشيخ عن نعمة الهداية للإسلام، فأوضح أنها أعظم النعم، وأشار إلى قول الله عز وجل: "يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لاَّ تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلاَمَكُمْ بَلِ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ". وبيَّن أن شكر الله تعالى على هذه النعمة العظمى يكون بعدة أمور، أهمها أن نعتز بالإسلام ونباهي ونفاخر ونغالي بأننا مسلمون عملاً بقوله تعالى: "وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ".
وأكد في ختام خطبته على أنه "لا كتاب بعد القرآن، ولا نبي بعد محمد، ولا شريعة بعد شريعة الإسلام".
وأشار إلى أن "المسلمين وحدهم هم الذين يملكون الوثيقة الإلهية المحفوظة التي تتضمن آخر كلام الله للبشر، حيث يقرءون القرآن في مكة كما في إندونيسيا كما في مصر والمغرب وباكستان، كما كان يقرؤه الرسول وأصحابه بأحكامه، فالمصاحف هي المصاحف في كل مكان".
وحذر القرضاوي مجددًا من الفتنة الطائفية في العراق، ودعا مرة أخرى "آيات الله في العراق والمراجع الشيعية في إيران للتدخل لإطفاء الفتنة، وأن ينادوا أتباعهم بأن يكفوا عن هذه الفتنة".