أعربت جمعية الإصلاح كبرى الجمعيات الإسلامية في البحرين، عن امتعاضها واستيائها من تصريحات المرجع الشيعي الكويتي محمد باقر المهري، التي هاجم فيها فضيلة الشيخ العلامة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، معتبرة "أنها تخرج عن حدود الأدب ونطاق المقبول عند الاختلاف في الرأي".
وكان المهري الأمين العام لتجمع العلماء الشيعة بالكويت قد هاجم العلامة القرضاوي إثر إدانة فضيلته لإعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين يوم عيد الأضحى باعتباره أمر منكر ولا يقبله أي مسلم، خاصة ما شهدته عملية الإعدام من عبارات طائفية، ما يشعل النزعة الطائفية والحقد الأسود الذي يهدد مستقبل العراق. لكن المهري زعم أن الشيخ "شريك لصدام في جرائمه، وأنه سيُحشر معه يوم القيامة أعمى".
وأدانت جمعية الإصلاح -في بيان تلقى "القرضاوي.نت" نسخة منه الأحد 14-1-2007- بشدة تصريحات المهري، واعتبرت " أن الشيخ يوسف القرضاوي أكبر من أن يحتاج إلى شهادة أحد، فمواقفه المشرفة تشهد له، وجرأته في الحق ودوره في نصرة قضايا الإسلام والمسلمين لا تخفى إلا على جاهل، ولا ينكرها إلا مكابر".
واعتبرت الجمعية "أن موقف الشيخ القرضاوي من قضية إعدام صدام حسين لا تحتمل المزايدات ولا التأويلات، حيث أكد على أن الطريقة التي أعدم بها صدام حسين ليست إلا وسيلة لصب الزيت على نار الفتنة الطائفية في العراق".
وتساءل البيان: "ما الذي أغضب المهري من كلام العلامة القرضاوي؟ أهي صرخاته ونداءاته للحكومة العراقية أن توقف مسلسل القتل على الهوية الذي تمارسه الميليشيات الطائفية كل يوم؟ أم هي مطالبته للمرجعيات الدينية في العراق وإيران أن تتحمل مسئوليتها وألا تقف موقف المتفرج من الجرائم التي تحصد أرواح أهل السنة والجماعة في العراق؟".
وأضاف "إن من المضحك المبكي، ومن سخف الرأي، أن يظن إنسان –ناهيك أن يكون ممن يدعي العلم– أن الشيخ القرضاوي يناصر الظلمة والمستبدين، وهو الذي تشهد حياته كلها، وتشهد معها مواقفه ومؤلفاته ورواياته ومحاضراته –بل حتى خطبته هذه– على وقفاته البطولية وبغضه للطغيان والطواغيت".
وأشادت جمعية الإصلاح بمواقف القرضاوي وجهاده من أجل وحدة الأمة الإسلامية والتقريب بين مذاهبها وما عاناه في سبيل ذلك إذ "تناوشته سهام المتشددين واعتراضات الذين يرفضون التقارب بين المذاهب الإسلامية".
واستهجنت الجمعية ما أسمتها " أقنعة النفاق، تلك التي كانت تحتفي بالشيخ حين كان يشارك في مؤتمرات التقريب بين المذاهب في إيران، من أجل المصلحة العليا للأمة، وهي اليوم تهاجمه بل وتكفره عندما مارس فضيلته وسطيته الفكرية نفسها، وطبق ميزان عدله على حادثة إعدام صدام حسين في وقت صلاة عيد الأضحى المبارك، وأبدى امتعاضه من المظاهر المتزايدة للتصفية الطائفية في العراق".