القرضاوي استهجن توقيت إعدام صدام

استنكر نائب رئيس كتلة المنبر الوطني الإسلامي البحرينية النائب الدكتور عبد اللطيف الشيخ التصريحاتِ التي تناقلتها وسائل الإعلام والواردة على لسان الأمين العام لتجمع العلماء الشيعة في الكويت محمد باقر المهري، والتي اتهم فيها العلامة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بأنه شريكٌ لصدام في جرائمه، وأنه سيُحشر معه يوم القيامة أعمى، مطالبًا إياه بالاعتذار الرسمي لجموع المسلمين سُنَّةً وشيعةً وإعلان رجوعه عن هذه التصريحات.

واعتبر الشيخ أن تصريحات المهري تحمل " إساءةٍ بالغةٍ لكلِّ مسلم مُوحِّد ينطق بالشهادتين وليس لأهل السنة وحدهم، فالقرضاوي هو أحد أعلام الإسلام البارزين في العصر الحاضر في العلم والفكر والدعوة والجهاد، في العالم الإسلامي مشرقه ومغربه ".

وأضاف " لا يوجد مسلم معاصر إلا التقى به – أي القرضاوي - قارئًا لكتابٍ، أو رسالة، أو مقالة، أو فتوى، أو مستمعًا إلى محاضرة، أو خطبة أو درس أو حديث أو جواب، في جامعٍ أو جامعة، أو نادٍ، أو إذاعة، أو تلفاز، أو شريط، أو غير ذلك، ولا يقتصر نشاطه في خدمةِ الإسلام على جانبٍ واحد، أو مجالٍ معين، أو لون خاص بل اتسع نشاطه، وتنوعت جوانبه، وتعددت مجالاته .

واستعرض النائب البحريني مناقب العلامة القرضاوي ، قائلا " إنه يعتبر من أبرزِ الفقهاء المعاصرين الذين يتمتعون بقدرةٍ متميزةٍ على النظرِ الدقيق من خلال كسبه المتعمق للعلومِ الشرعية، وتجربته الميدانية في مجالِ العمل الإسلامي، وله أكثر من 140 مؤلفًا، كما يعتبر من المفكرين الذين يمتازون بالاعتدال، ويجمعون بين محكماتِ الشرع ومقتضيات العصر، وتجمع مؤلفاته بين دقة العالم، وإشراقة الأديب، وحرارة الداعية، وهو رائدٌ للتقارب والائتلاف وله فضلٌ كبيرٌ في ترشيدِ الصحوة الإسلامية وإنقاذ ملايين الشباب من اتجاهاتِ التطرف".

واستغرب الشيخُ ، حسبما ذكر موقع " إخوان أون لاين" على الانترنت ، من هذه التصريحاتِ التي تُعطي لصاحبها صكوك الجنة والنار كي يقوم بتوزيعها كما يشاء على الناس، وهو ما يخالف الشرع الحنيف .

ولفت إلى أن اتهام المهري للعلامة القرضاوي بالكفر سقطة وخطيئة كبرى تتطلب التوبة والرجوع عنها لقول النبي- صلى الله عليه وسلم-: "من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما"، لافتًا إلى أن هذا يُطبَّق على جموع المسلمين، فما بالنا برجلٍ مجاهدٍ عالمٍ مخلصٍ لأمته يسعى للمِّ شملها والتقريب بين مذاهبها، وما الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والذي يضم في تشكيلاته سنة وشيعة إلا ثمرة لمجهودات وإخلاص القرضاوي.

وقال نائب رئيس كتلة المنبر الوطني الإسلامي البحرينية: "لقد نزلت هذه التصريحات علينا كالصاعقة، خاصةً أن الدكتور القرضاوي تربطه بالقياداتِ الشيعية علاقة طيبة، وهو يشترك في عددٍ من اللجان التي تضمُّ رموزًا من الشيعة والسنة للتقريبِ بين المذاهب".

ورأى الشيخ أنَّ تصريحاتِ المهري تنمُّ عن ضيقٍ برأي الآخر وبرفض الحوار، مطالبًا المرجعياتِ الشيعية باتخاذ موقفٍ واضحٍ صريحٍ من هذه الهجمة الوضيعة التي طالت رمزًا من رموز الأمة.