القرضاوي والرئيس سوسيلو وعدد من كبار المسئولين الإندونيسيين |
دعا فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إندونيسيا للقيام بدور محوري في إيجاد حل للمشكلتين الفلسطينية والعراقية، باعتبارها أكبر دولة مسلمة وتربطها علاقات قوية بأطراف المشكلتين.
جاءت دعوة الشيخ القرضاوي خلال الجولة التي يقوم بها في إندونيسيا وتنتهي الجمعة.
وقال القرضاوي للرئيس الإندونيسي سوسيلو بامبانج يوديونو الذي استقبله في العاصمة جاكرتا الثلاثاء 9- 1- 2007: "يمكن لإندونيسيا بصفتها أكبر دولة مسلمة، وتتمتع بعلاقات جيدة مع جميع أطراف المشكلتين العراقية والفلسطينية أن تقوم بدور هام في حل المشكلتين".
من جهة أخرى دعا رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الحكومة الإندونيسية للحذر من انتشار مذاهب غير سنية في بلد أكثر أهله من السنة الخالصين.
كما أشاد بالتعددية السياسية والعرقية والدينية السائدة في إندونيسيا، وأكد على أهمية تمسكها بالأصول والثوابت الإسلامية التي تحفظ لها هويتها كأكبر بلد مسلم.
وفي ختام لقائه بالرئيس الإندونيسي تبادل الدكتور القرضاوي معه الهدايا، حيث أهدى الرئيس سوسيلو مجموعة من مؤلفاته، فيما أهداه الرئيس سوسيلو طبعة فاخرة من تفسير القرآن الكريم باللغة الإندونيسية.
زيارة للبرلمان
ومن المؤسسات التي حرص العلامة القرضاوي على زيارتها في العاصمة جاكرتا البرلمان الإندونيسي، حيث اجتمع مع رئيسه أكونجلاكسونو وعدد من أعضائه، وأجرى حوارا معهم حول عدة قضايا أبرزها قضية اتهام الإسلام بالعنف والإرهاب، واتهام المسلمين بالدموية والتعطش للقتل.
القرضاوي يتحدث إلى أعضاء البرلمان الإندونيسي |
وقال في حديثه أمام أعضاء البرلمان الإندونيسي: إن الإسلام دين سلام وتسامح، ولا يكره أحدا على الدخول فيه دون اقتناع، وضرب مثلا على ذلك بدخول الإسلام لإندونيسيا سلما دون معركة واحدة على أيدي التجار المسلمين الذين جذبوا شعب إندونيسيا للإسلام بالقدوة الطيبة وحسن المعاملة.
وأشار إلى أن الإسلام لا يقر الحرب إلا إذا فرضتها أطراف أخرى على المسلمين، وذكر أن مجرد كلمة "حرب" غير مستحبة في الإسلام بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى الصحابة أن يسموا أولادهم "حرب".
كما قام الدكتور القرضاوي بزيارة مماثلة لمجلس الشورى الإندونيسي، والتقى رئيسه د.محمد هداية نور وحيد وعددا من أعضاء المجلس الذين رحبوا بفضيلته ضيفا على بلادهم، وأشادوا بجهوده في خدمة الإسلام والمسلمين.
المدرسة الطاهرية
وتفقد الشيخ القرضاوي المدرسة الطاهرية في جاكرتا، وهي مدرسة عصرية تجمع بين تدريس اللغة العربية والعلوم الشرعية والعلوم المعاصرة ولها فروع في معظم الجزر الإندونيسية، وأشاد بالدور العلمي والتربوي الذي تقوم به، ودعا باقي المدارس الإندونيسية لأن تحذو حذوها.
وأكد على ضرورة الاهتمام بتدريس اللغة العربية ومبادئ الشريعة الإسلامية لكونهما الوعاء الحافظ للهوية الإسلامية.
ويواصل الدكتور القرضاوي جولته الدعوية في العاصمة الإندونيسية حتى الجمعة 12- 1- 2007، ومن المقرر أن يلقي خطبة الجمعة بمسجد "الاستقلال أمبر" أشهر مساجد جاكرتا.
وقدم الدكتور القرضاوي العزاء للشعب الإندونيسي في الكوارث التي تحل بهم، وآخرها كارثة غرق سفينة محملة بالركاب، وفقدان طائرة في الأجواء الإندونيسية، ودعا الإندونيسيين للصبر والاحتساب والرضا بالقضاء والقدر في مواجهة مثل هذه الكوارث.