إذا كانت أمريكا تحاول إرضاء ملايين الصهاينة فلماذا لا تحاول إرضاء مئات الملايين من العرب .. وألف مليون من المسلمين

مقدمة

حضر القرضاوي المؤتمر الشعبي الذي نظمته لجنة الإغاثة باتحاد الأطباء العرب مساء السبت الماضي بالقاهرة لنصرة الشعب الفلسطيني، والذي أكد فيه أن أمريكا هي إسرائيل الثانية منتقداً من يعتبرونها راعية للسلام ومحايدة وأنه بغير الدعم والسلاح والفيتو الأمريكي ما أمكن لإسرائيل أن تعربد وتقتل وتدمر الفلسطينيين، مشيراً للضوء الأخضر الذي تعطيه أمريكا لإسرائيل ورفضها طلب الفلسطينيين نشر مراقبين دوليين ولجنة للتحقيق في المجازر التي ارتكبتها إسرائيل في رام الله وجنين، مؤكداً أن العمليات الاستشهادية هي أعظم أنواع الجهاد في سبيل الله وأن العرب يملكون قنابل بشرية لا يملكها العدو .. وقال: كيف نقول على أمريكا راعية سلام؟ .. نقول لها إذا كانت تحاول إرضاء ملايين الصهاينة فلماذا لا تحاول إرضاء مئات الملايين من العرب .. وألف مليون من المسلمين مؤكداً استطاعة المسلمين والعرب التأثير على أمريكا إذا وقفوا وقفة قوية .. وأضاف: للأسف لم نرسل لأمريكا أي رسالة تفيد قوتنا ومقدرتنا على فعل أي شيء .. ولم نقاطع البضائع الأمريكية التي تباع في كل مكان في الوطن العربي والإسلامي متسائلاً: لماذا لا نقاطع بضائعهم رداً على ما يفعلونه بالعرب والمسلمين مشيراً للمليارات التي تدفع لشراء السجائر الأمريكية والمشروبات الغازية والمنتجات الأمريكية التي يستهلكها العرب. مؤكداً أن المقاطعة للمنتجات الأمريكية يمكن أن تؤدي إلى أضرار فادحة بالاقتصاد الأمريكي وبالشركات الأمريكية التي يمكنها التأثير على صناع القرار .. وأنه تجب إعادة تربية الأمة على مقاطعة السلع الأمريكية وضرب أمريكا في اقتصادها .. وتعلم الصغار المحافظة على هويتهم ومعرفة عدوهم، مؤكداً أن العرب والمسلمين لديهم ثروة عظيمة ويملكون أعظم رسالة في العالم ولديهم مقومات الريادة والقوة والكثرة العددية والموقع الاستراتيجي والعمق الحضاري وفي أرضهم نبتت الرسالات والحضارات .. وجاء وعد الله عز وجل الذي ينصر المؤمنين.

وطالب بالصبر على الانتفاضة وتدعيمها باصطحاب نية الجهاد الذي يعتبر فرض عين على كل مسلم ومسلمة كل بما يقدر عليه .. وعلى الجميع المقاومة والدفاع .. والجهاد فرض عين على أهل البلد وإذا لم يستطيعوا المقاومة فهو فرض على جيرانهم وعلى الأمة جمعاء أن تقدم بكل ما تقدر عليه .. وأن من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه مطالباً بالجهاد بالمال كل قدر استطاعته وقال: البعض يسميها تبرعات وهي ليست كذلك .. فالتبرع كلمة لا تليق فهي توحي بالإحسان .. ونحن لا نحسن إلى إخواننا ولكنها فريضة على كل شخص.

إلى أعلى

شارون لا يخشى خالقاً ولا يرحم مخلوقاً
وقال: لم أر في حياتي أشر من شارون فهو لا يخشى خالقاً ولا يرحم مخلوقاً ويريد إبادة الشعب


الانتفاضة أعمق من أن تكون مجرد انتعاشة ولكنها حركة جهادية باسلة بدأت بالغضب حينما دنس شارون وجنوده المسجد الأقصى واستمرت حتى اليوم على الرغم من أن شارون وعد بالقضاء عليهم في مائة يوم

الفلسطيني وكل مقاومة أو حركة فيه مؤكداً أن الله سيخيب أمله ولن يستطيع مهما بلغ من قوة وعتاد أن يطفئ نور الله .. وأن الشعب الفلسطيني برجاله ونسائه سيقضون على شارون .. وعلى الكيان الصهيوني الغاضب الذي لن يستمر لأنه كيان مصنوع .. وأضاف: هي فترة من الزمن قدر لنا أن نعيشها ونراها .. ونرى إسرائيل تقوم وذلك لضعفنا وليس لقوة إسرائيل، مؤكداً أن إسرائيل ليست هي القوة التي لا تقهر مشيراً لانتصار العرب عليها أكثر من مرة وإبطال الصورة التي لا تقهر عندما كان شعارهم (الله أكبر) .. وفرار الصهاينة أمام حزب الله في جنوب لبنان مؤكداً أن الانتفاضة أثبتت أن إسرائيل ليست القوة التي لا تقهر، مشيراً لما قاله قائد المقاومة في جنين أن إسرائيل هي جيش من ورق .. لا يقاتلون إلا من وراء قرى محصنة أو من وراء جدران كما قال الله عز وجل .. وأضاف: الفلسطينيون أثبتوا أن هذا الشعب قادر على إبطال الأسطورة التي لا تقهر، مشيراً للأسطورة التي وصفها الناس للتتار قديماً وبقيام المظفر قطز بالانتصار عليهم في عين جالوت ولم تقم لهم قائمة بعد ذلك.

إلى أعلى

ضرورة تسليح الفلسطينيين والسماح للمجاهدين بالوصول للأراضي المحتلة
وطالب بضرورة تسليح الفلسطينيين والسماح للمجاهدين بالوصول إلى إخوانهم في الأراضي المحتلة .. وقال: بيننا وبينهم معركة آتية لا ريب فيها حدثنا بها رسولنا الكريم حتى ينطق الحجر والشجر ويقول يا عبدالله .. يا مسلم .. هذا يهودي ورائي فاقتله مؤكداً أن المعركة ستأتي عندما يدخلها المسلم الذي ينطق الحجر له .. وعندما ندخلها تحت شعار الإسلام سيكون لنا النصر.

وأكد أن الانتفاضة أعمق من أن تكون مجرد انتعاشة ولكنها حركة جهادية ومقاومة باسلة بدأت بالغضب حينما دنس شارون وجنوده المسجد الأقصى واستمرت حتى اليوم على الرغم من أن شارون وعد بالقضاء عليهم في مائة يوم .. ومرت مئات الأيام وازدادت الانتفاضة قوة .. ودلت على أن في الأمة رجالاً وأن في فلسطين أبطالاً قالوا فيهم بني إسرائيل قديماً (إنهم قوم جبارون) وهم كذلك مشيراً لما يقوم به الشعب الفلسطيني من مقاومة للجبروت وللترسانة العسكرية الإسرائيلية بما يملك من عتاد بسيط مشيراً للمقاومة الفلسطينية في جنين ضد الدبابات والمروحيات الإسرائيلية، وأن أحد جنرالات إسرائيل قال لقد حاربنا أهل جنين كالأسود .. وأن الشخص منهم يحيط نفسه بالديناميت ويقف أمام الدبابة .. وأضاف: لم يكن لديهم حتى أبسط الأسلحة الموجودة في كل مكان .. وظلوا يقاتلون حتى نفذت ذخيرتهم .. وما أكثر الذخائر في المخازن العربية التي تترك حتى تصدأ .. ويذبح أبناء فلسطين لأنهم لا يجدون رصاصة يدافعون بها عن أنفسهم مؤكداً أن الانتفاضة أثبتت أن الإيمان يصنع الأبطال العظام الذين أعادوا سيرة خالد بن الوليد وصلاح الدين .. وأن الانتفاضة وحدت الشعب الفلسطيني كله سلطة ومعارضة، ووحدت فصائل المقاومة حماس والجهاد وفتح والحركة الشعبية جنباً إلى جنب .. الجميع يقف صفاً واحداً كالبنيان المرصوص.

إلى أعلى

أمريكا وشارون
وأضاف: أمريكا وشارون يريدان أن يصطدم الشعب ببعضه البعض ويقتل بعضهم بعضاً ويريدون من عرفات الوقوف أمام المجاهدين وقتالهم .. والانتفاضة أحيت الأمة من سباتها وأيقظت المسلمين في جميع أنحاء العالم ولذلك من حقها علينا أن نشد من أزرها ونقوي ظهرها ونمدها بكل ما نقدر


وصلنا إلى أسوأ الحالات في هذه القضية المهمة والخطيرة وهي قضية فلسطين أرض الإسراء والمعراج والمسجد الأقصى التي أرادوا أن يمحوا اسمها ويسمونها قضية الشرق الأوسط ويريدون ضياع اسم فلسطين من الوجود وضياع القضية وسط الأحداث في قاموس الأمريكان الجديد.

عليه، مشيراً لحديث بوش ووصفه للانتفاضة ورجالها بالإرهاب لأنها تدافع عن وطنها وتدفع الغزاة .. مؤكداً أن منطق أمريكا أن شارون رجل سلام .. وأمريكا تتفهم حاجة إسرائيل للدفاع عن نفسها .. وأن إسرائيل هي الضحية أمام العرب المفترسين.

وقال: نحن في فترة من أشد فترات التاريخ سواداً .. لكنها ليست المرة الأولى التي يضام فيها الإسلام والمسلمين، مشيراً لما أصاب الإسلام من قبل من هجمات تتارية وصليبية واستعمارية .. وأن هذه سنة الله في الكون بدفع الناس بعضهم لبعض مؤكداً أن الباطل ساعة وأن الحق إلى قيام الساعة وأن أشد أوقات اليوم ظلمة هي الساعات التي تسبق الفجر .. وأضاف: وصلنا إلى أسوأ الحالات في هذه القضية المهمة والخطيرة وهي قضية فلسطين أرض الإسراء والمعراج والمسجد الأقصى التي أرادوا أن يمحوا اسمها ويسمونها قضية الشرق الأوسط ويريدون ضياع اسم فلسطين من الوجود وضياع القضية وسط الأحداث في قاموس الأمريكان الجديد.

وأضاف: نحن 300 مليون عربي و 1000 مليون مسلم في أنحاء العالم .. وهذا العدد الهائل له أهميته إذا استطعنا توظيفه في خدمة القضية .. وكلما رأيت تحمس الجماهير والأعداد الهائلة في المسيرات بكل مكان والتي تنادي بالغضب والنقمة على إسرائيل وأمريكا .. أدركت حجم تجاوب الأمة مع الانتفاضة .. ورأينا أيضاً المسيرات المليونية في الخرطوم والرباط مؤكداً أن التظاهرات لها أهميتها في تبليغ رسالة إلى الفلسطينيين أنهم ليسوا وحدهم والجميع معهم .. وتبلغ رسالة إلى إسرائيل أنهم بأن الشعوب لها بالمرصاد .. وإلى الأمريكان بأنهم يعادون الأمة العربية في مشارق الأرض ومغاربها، وكذلك هي رسالة للأمم المتحدة والمنظمات الدولية، مطالباً بإظهار القوة أمام الأعداء والمسيرات هي رسالة غضب تقوم بها الأمة وهي دليل على حيوية الأمة مطالباً الحكام بفتح الحدود أمام راغبي الشهادة من الشباب للقيام بما لا تستطيعه الجيوش منتقداً من يعتبر القضية هي قضية الفلسطينيين مؤكداً أن المسجد الأقصى هو مسجد الأمة كلها .. وأن إسرائيل ليست خطراً على الفلسطينيين وحدهم بل هي خطر سياسي وديني واجتماعي على الأمة الإسلامية كلها مطالباً بإعادة القضية إلى جذورها.

إلى أعلى

الخيار الاستراتيجي (السلام)
وانتقد أيضاً من يعتبر السلام هو الخيار الاستراتيجي الوحيد والذي ليس للعرب بديل غيره مؤكداً أن هذا أمر غريب أن تقول لعدوك الذي يضربك ويهتك عرضك أنني أرغب في السلام رغم كل ما تفعله مؤكداً ضرورة فتح كل الخيارات وألا يكون الإنسان مسالماً مع من يحاربه حتى لا يطمع العدو فينا.

وأضاف: نقول لأمريكا نحن اليوم ضعافاً ولكن غداً سنقوى .. والقرآن أكد سنة التداول بين الناس، مشيراً إلى انهيار الاتحاد السوفييتي بعد أن كان قوة عظمى .. وليس ببعيد أن تنهار أمريكا ولا يمكن أن يظل الطغيان أبد الدهر.

وطالب الأمة بأن تعيش على مستوى الحياة الراهنة حياة الجد والخصومة وليس حياة النعومة والرفاهية وأن تشعر بالمعركة التي تفرض عليها حياة معينة منتقداً من يلهو ويرقص وإخوانه يذبحون في الأراضي المحتلة مطالباً بمشاركة الفلسطينيين فهي محنة المسلمين جميعاً ودعوة رجال الإعلام لإشعار الناس بهذه الفاجعة حتى تحيا الأمة جميعاً.

وطالب باستخدام نوع من الأسلحة لا يملكها الآخرون وهو سلاح الدعاء في الصلاة والخلوات أن يأخذ الله اليهود وشارون والأمريكان وأن ينزل عليهم بأسه ويرد كيدهم في نحورهم .. ويهدم دولهم، مؤكداً أن الأدعية تطرق أبواب الله .. وقال ما يدريك ما يصنع الدعاء مطالباً الأئمة في المساجد بأداء صلاة الغائب على أرواح الشهداء .. وكلها تعبئة للأمة.

فالجهاد بالمال والروح واصطحاب نية الجهاد العسكري ومناداة الحكام بفتح الحدود وتسليح الأخوة ونصرتهم كلها واجبات علينا مؤكداً أن النصر قادم وأن ما يحدث هو اختيار تستحقه الأمة نظراً لتخلفها وتنازعها وفشلها وأنه لا وقت للتنازع .. ويجب الوقوف صفاً واحداً في المعركة. ونضع يدنا في يد الله عز وجل. مطالباً العلماء بتعبئة الشعوب والوقوف رجلاً واحداً وإعادة القضية إلى مسارها إسلامية – إسلامية فاليهود تجمعوا باسم التوراة وعلينا أن نحاربهم بالسلاح الذي يحاربوننا به .. فسلاحنا أقوى ولدينا من المقومات ما يجعلنا الأقوى تحت راية الإسلام.

إلى أعلى