أيها الأخوة المسلمون من حقنا أن نعتز ونفخر بالشعب الفلسطيني البطل الذي قدم الأنفس والنفائس وضحى بكل شيء من أجل كرامته وكرامة هذه الأمة، الشعب الذي قال فيهم بنو إسرائيل (إن فيها قوما جبارين)، الشعب الذي أعاد لنا أسماء خالد وطارق وصلاح الدين ، الشعب الذي أثبت أن الأمة لا تزال حية ولا يمكن أن تموت وأن الدم لا يزال يجري في عروقنا .


أيها الأخوة نتألم وتحترق قلوبنا لما يحدث كل يوم على أرض فلسطين من أحداث تقشعر لها الأبدان من قتل ودمار وسفك دماء وانتهاك أعراض من قبل العدو الصهيوني، وفي المقابل لا نملك أن نقف بجوار إخواننا في فلسطين ولا أن نؤدي لهم واجب الإسلام في النصرة كما قال رسول الله صلى الله وعليه وسلم ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى ). الإسلام هو صاحب قضية فلسطين، وعلى كل مسلم واجب الدفاع عن أرض الإسلام حتى الموت وإن قتل في سبيل ذلك فهو شهيد فكيف إذا كانت هذه الأرض هي أرض الإسراء والمعراج وأرض النبوات أرض المسجد الأقصى، هذا واجب كل مسلم أن يدافع عن المسجد الأقصى، ومن فرط في المسجد الأقصى أوشك أن يفرط في المسجد الحرام والكعبة، وليس عبثا أن ربط الله بين المسجدين في قصة الإسراء والمعراج، كان يمكن أن يعرج النبي عليه الصلاة والسلام إلى سدرة المنتهى وإلى السموات العلا من المسجد الحرام مباشرة ولكن الله أراد أن يمر على المسجد الأقصى ليربط بين مبتدأ الإسراء ومنتهاه (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى)، والله لم يصف المسجد الحرام إلا بهذه الكلمات (المسجد الحرام)، ولكنه زاد وصف السجد الأقصى بهذا الوصف( الذي باركنا حوله) ليربط قلوب الأمة بهذا المسجد، الله يعلم ماذا سيجري لهذا المسجد فوصفه بهذا الوصف، حتى تستقر قدسيتهما في وجدان كل مسلم وفي أعماق كل مؤمن.


ومن خلال هذا الملف الذي يضم مواقف القرضاوي وأقواله وأفعاله للوقوف مع فلسطين وشعبها والمسجد الأقصى، نسعى لإيصال صوت فلسطين إلى كل العالم، ونسعى لتحريك مشاعر الجماهير للوقوف جنبا إلى جنب مع الشعب الفلسطيني حتى يشعر العدو الصهيوني بأنها أمة واحدة لا تتخلى عن إخواننا في فلسطين، وليشعر إخواننا في الأرض المقدسة أنهم ليسو وحدهم في المعركة وأنهم جزء من هذه الأمة.