حرق العلم الأمريكي والإسرائيلي

انطلق الغضب القطري في مسيرة شعبية حاشدة عصر يوم الأربعاء في مدينة الدوحة لأكثر من 20 ألف شخص من أبناء قطر والجاليات العربية والإسلامية للتعبير عن الرفض الكامل لعدوانية شارون والتأييد المطلق للشعب الفلسطيني وقيادته المحاصرة منذ أيام.. وقد تصدر المسيرة الشيخ القرضاوي ورئيس مجلس الشورى  وأعضاء المجلس ورئيس المجلس البلدي وأعضاؤه وشخصيات قطرية من مختلف الشرائح من بينهم وزراء سابقون ومجموعة من علماء الدين والدعاة وسعادة السفير الفلسطيني بالدوحة ياسين الشريف وممثلون لمختلف الجاليات العربية والإسلامية.

إن الشارع القطري خرج ليؤكد للكيان الصهيوني الظالم وقيادته الدموية أنه يرفض هذا الظلم .. ويرفض هذا التجاوز ويرفض أي نوع من العلاقات معه.

صور وأعلام لفلسطين

وخرج الشارع القطري ليفجر غضبه ضد القهر الصهيوني وضد الصمت العربي والتواطؤ الأميركي والعجز الدولي، و صرخ الشارع مطالباً برد السفراء الصهاينة من عواصم العرب وتشديد المقاطعة الاقتصادية للكيان الغاصب ومقاطعة المنتجات والشركات الأميركية .. وفتح باب الجهاد.

وحملت مسيرة الأمس العديد من الهتافات ذات المعنى وكلها تصب في تفعيل المواجهة مع العدو الصهيوني الذي لا يجيد إلا لغة القوة.

كانت النداءات تصرخ: أين الإسلام، أين الإيمان، أين المعتصم، أين صلاح الدين .. ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.

كانت الشعارات تنطلق من حناجر الشباب والفتيات والرجال والنساء وحتى الأطفال تندد بشارون الجبان الخنزير وبالتواطؤ الأميركي..

كان العلم الفلسطيني محمولاً فوق الأعناق وكانت صور الأقصى وصور مدن فلسطين تتألق فوق أكف الشباب والفتيات

استغرقت المسيرة نحو ساعتين وهي مسافة بطول 10 كيلو مترات.

وقد أغلقت قوات الأمن الطريق المؤدي إلى مقر السفارة الأميركية بالدوحة للحيلولة دون وصول المسيرة إلى مقر السفارة وفرضت قوات الأمن إجراءات مشددة حول المسيرة التي التزمت بالمسار المحدد لها. ولم تقع أي مصادمات بين قوات الأمن والمشاركين في المسيرة.

إلى أعلى

بنود البيان الذي صدر بعد انتهاء المسيرة
وصدر بيان في أعقاب انتهاء المسيرة طالب المتظاهرون فيه بإعادة قضية فلسطين إلى وضعها الطبيعي باعتبارها قضية الأمة العربية والإسلامية من المحيط إلى الخليج ومن جاكرتا إلى الرباط مستنكرين بشدة الأعمال والممارسات الوحشية التي يقوم بها شارون وعصابته ضد الشعب الفلسطيني والاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية واستنكرت المسيرة حصار الرئيس عرفات والتحكم في حركته وتعمد إذلاله واعتبار ذلك إهانة للعرب والمسلمين جميعاً.

وأرسلت المسيرة تحية تأييد له في صبره ومثابرته حتى ينصره الله على عدوه. واستنكر المشاركون في المسيرة الموقف الأميركي المتحيز الظالم المؤيد للعدوان الصهيوني ورفض اعتباره المقاومة الفلسطينية المشروعة من أعمال الإرهاب بل هي من أعظم مراتب الجهاد في سبيل الله وطالبت المسيرة بتقديم المساندة والتأييد المادي والمعنوي لانتفاضة الأقصى والوقوف بكل قوة إلى جانب المقاومة الفلسطينية الباسلة.

ودعا المتظاهرون القادة العرب إلى قمة طارئة تسمى قمة الغضب والكرامة تتجاوب مع نبض الشارع العربي وتتحمل فيها مسؤولياتها القومية والدينية والتاريخية ونسيان كل خلاف في سبيل الدفاع عن القضية العربية الأولى والمركزية قضية فلسطين.

كما دعت المسيرة الحكومات العربية والإسلامية لإتاحة الفرصة للشباب المتحرق  للشهادة للتدريب على السلاح والقتال استعداداً لجهاد طويل ووجوب إمداد المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها بالسلاح الممكن لتثبيت صمودها أمام الجبروت الصهيوني.

وطالبت المسيرة الحكومات العربية أن تنذر الولايات المتحدة بتغيير سياستها المؤيدة تأييداً مطلقاً لإسرائيل المغتصبة وشارون الإرهابي السفاح والتي تدين للمقاومة الفلسطينية بالباطل كما طالبت دول النفط العربية والإسلامية بدراسة سبل استخدام سلاح النفط ولو بتخفيض الإنتاج وذلك للضغط على الولايات المتحدة خاصة وعلى الدول المستوردة للنفط عامة لتقف مع عدالة القضية الفلسطينية وكذلك دراسة التحول من الدولار إلى اليورو.

القرضاوي يتوسط الجموع لحرق العلم الأمريكي

وقد أحرق المتظاهرون جملة من الأعلام الأميركية والإسرائيلية.

إن الجماهير المحتشدة من أهل قطر والجاليات العربية والإسلامية فيها، في مسيرتها المعبرة عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني، وعن سخطها على استخلاء الحكومات العربية، لتتبنى بقوة القرارات التالية:

1. إعادة قضية فلسطين إلى وضعها الطبيعي باعتبارها قضية الأمة العربية والإسلامية من المحيط إلى المحيط، من جاكرتا إلى الرباط، واعتبار التخلي عن هذه القضية وتركها للفلسطينيين وحدهم: خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين، فالمسلمون أمة واحدة، يسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم.
2. استنكار الأعمال الوحشية التي يقوم بها شارون وعصابته ضد الشعب الفلسطيني، والاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية، واعتبار ذلك إعلان حرب على أمة العرب والإسلام جميعاً.
3. استنكار حصار الرئيس عرفات، والتحكم في حركته، وتعمد إذلاله، واعتبار ذلك إهانة للعرب والمسلمين جميعاً، وإرسال تحية تأييد له في صبره ومصابرته حتى ينصره الله على عدوه.
4. استنكار الموقف الأميركي المتحيز الظالم المؤيد للعدوان الصهيوني الشاروني، ورفض اعتباره المقاومة الفلسطينية المشروعة من أعمال الإرهاب، بل هي من أعظم مراتب الجهاد في سبيل الله.
5. الإشادة بموقف الأحرار والشرفاء من الغربيين ومن الأميركان أنفسهم أفراداً وجماعات، من الذين ساندوا قضيتنا العادلة، وقالوا كلمة الحق في محيط بمالئ الباطل، ومنهم المعتصمون في رام الله للدفاع عن حقوق الفلسطينيين، بعد فشل الأمم المتحدة في توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني.
6. المساندة والتأييد المادي والمعنوي لانتفاضة الأقصى المباركة، والوقوف بكل قوة مع المقاومة الفلسطينية الباسلة، وإزجاء التحية للشعب الفلسطيني البطل، الذي أثبت من خلال صموده وثباته وعملياته الاستشهادية الرائعة: أنه يستحق الحياة الحرة، ويستحق النصر، وتحية خاصة إلى كتائب القسام، وسرايا القدس، وكتائب شهداء الأقصى، وكل الفصائل الفلسطينية المشاركة في الدفاع عن الأرض والعرض والمقدسات.
7. الإشادة بمستوى الوعي والنصح والروح العالية، التي أبداها أبناء الأمة العربية والإسلامية، خصوصاً أبناء الجامعات والنقابات الذين أظهروا استعدادهم لبذل النفس والنفيس في سبيل فلسطين، مما يدل على أن الأمة ما زالت حية ولا يمكن أن تموت.
8. الضغط على دول الطوق لفتح الحدود أمام زحف المتطوعين من أبناء العروبة والإسلام، التواقين للجهاد والاستشهاد، لتحرير الأقصى والدفاع عن القدس وفلسطين.
9. دعوة القادة العرب إلى قمة طارئة (قمة الغضب للكرامة) تتجاوب مع نبض الشارع العربي، وتتحمل فيها مسؤولياتها القومية والدينية والتاريخية، وننسى كل خلاف قديم في سبيل الدفاع عن القضية العربية الأولى والمركزية قضية فلسطين.
10. شجب سياسة اللهث وراء سراب السلام بأي ثمن، كذلك سياسة التنازلات التي اتبعها العرب، والتمسك بحقوق الشعب الفلسطيني كلها، وعلى رأسها: حقه في تحرير أرضه، ودحر الاحتلال عنها، وإقامة دولته المستقلة عليها.
11. دعوة الحكومات العربية والإسلامية لإتاحة الفرصة للشباب المتحرق للكفاح، المتشوق للشهادة، للتدريب على السلاح والقتال، استعداداً لجهاد طويل لإنقاذ أرض الإسراء والمعراج.
12. وجوب إمداد المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها بالسلاح الممكن، لتثبيت صمودها أمام الجبروت الصهيوني الذي يستخدم أسلحة البر والبحر والجو، فإذا لم نقاتل بأنفسنا فلا أقل من أن نمد المقاتلين بالسلاح اللازم. وذلك أضعف الإيمان.
13. التنديد الشديد بأي تهاون في حق اللاجئين في العودة إلى وطنهم ومنازلهم، فهو حق ثابت ومقدس، لا يجوز التنازل عنه، ولا قبول التعويض عنه بأي ثمن، لأن الوطن لا يباع ولا يعوض، وهو ملك الأمة كلها، وملك الأجيال جميعاً، فلا يجوز لفئة أو جيل التفريط في شبر منه، وأي تنازل عنه باطل شرعاً. وهو من الموبقات وكبائر الإثم.
14. تنظيم حملات الإغاثة وجمع المال باعتباره لوناً من الجهاد بالأموال، مثل الجهاد بالأنفس، وذلك لكفالة أسر الشهداء، والمعتقلين، وإسعاف الجرحى، ومداواة المرضى، وإطعام الجائعين، وتشغيل العاطلين، وترميم البيوت المهدمة، وإعادة غرس الأشجار المحروقة.
15. تعميم الفتوى بتحريم التعامل الاقتصادي مع البضائع الصهيونية والأميركية، من زجاجة البيبسي إلى السيارات إلى (البوينج)، فإن كل ريال أو فلس يذهب لهؤلاء يتحول إلى رصاص يقتل أخوتنا وأبناءنا وبناتنا في فسلطين ويجب إنشاء اللجان لتنظيم هذه المقاطعة وتفعيلها.
16. مطالبة الحكومات التي لها علاقات سياسية واقتصادية بالكيان الصهيوني أن تبادر بقطع علاقاتها فوراً، وتطرد السفير الإسرائيلي من أرضها، وتسحب سفيرها من هناك وتغلق المكاتب التجارية ونحوها فوراً.
17. مطالبة الحكومات العربية أن تنذر الولايات المتحدة الأميركية بتغيير سياستها المؤيدة تأييداً مطلقاً لإسرائيل المغتصبة، وشارون الإرهابي السفاح، والدائنة بإطلاق للمقاومة الفلسطينية التي تدافع عن أرضها ومقدساتها، وعددها من المنظمات الإرهابية،  وإلا فإن سياسة العرب ستتغير مع أميركا، حتى تصل إلى قطع العلاقات، وسيعاديها مليار وثلث من المسلمين في العالم.
18. مطالبة دول النفط العربية والإسلامية بدراسة سبل استخدام سلاح النفط، ولو بتخفيض الإنتاج، حتى لو أدى ذلك إلى حياة غير مرفهة مدة من الزمن، فهذا من أول واجبات الأمة المجاهدة في سبيل الله. وذلك للضغط على أميركا خاصة وعلى الدول المستوردة للنفط عامة، لتقف مع عدالة قضيتنا، وكذلك دراسة التحول من الدولار إلى اليورو.
19. تقوية الروح المعنوية للأمة وإشاعة روح الجهاد لا التقاعس، روح الجد لا  الهزل والصلابة لا الميوعة، والتقليل من تيار الأغاني العاطفية، والأفلام والمسلسلات وغيرها في وسائل الإعلام، حتى تشعر الأمة بأنها في حالة أصبح الجهاد فيها فرض عين على جميع أبنائها، كل على قدر استطاعته.
20. تذكير الناس بالصلة بالله تعالى واستخدام السلاح الذي لا يفل ولا ينفد: الدعاء لله تعالى، في الصلوات والخلوات، والمداومة على قنوت النوازل في الصلوات الجهرية، ولا سيما صلاة الجمعة، وصلاة الغائب على أرواح الشهداء، وذلك لتعبئة مشاعر الأمة في معركتها مع العدو، وهذا واجب الأئمة في المساجد.

وإنا لنؤمن كل الإيمان أننا أصحاب حق، وأن الحق لابد أن ينتصر، وأن الباطل لابد أن يزول، (وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا).

وعندنا من المبشرات الدينية والتاريخية والواقعية، ما يملؤنا ثقة بأننا منتصرون، وأن الله معنا، وأن العاقبة لنا (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز). (وكان حقاً علينا نصر المؤمنين).

إلى أعلى

كلمة القرضاوي في نهاية المسيرة

خطاب القرضاوي بالمسيرة

دعا العلامة القرضاوي في كلمة له في نهاية المسيرة إلى دعم مادي مستمر لمؤازرة الصامدين من أهلنا في فلسطين حيث قال أن إخواننا يبذلون دماءهم وبإمكاناتهم البسيطة استطاعوا تدمير الدبابات فماذا يفعلون لو أمددناهم بما نستطيع؟ مناشداً الجموع ألا تتوقف في عروقها دماء الغضب، ومنادياً بتفعيل تحريم شراء البضائع الأميركية – فمقاطعة البضائع الإسرائيلية أمر مفروغ منه (من البيبسي إلى البوينج) على حد تعبيره، ومطالباً الحكام المتخذين بالقوة والعمل على تخفيض إنتاج البترول والعمل الجاد بصورة عامة من أجل مناصرة الفلسطينيين.

إلى أعلى

المصدر: جريدة الراية القطرية - بتصرف