منعت السلطات الأمنية لمطار أبو ظبي الدولي القرضاوي من دخول أبو ظبي، وقد أبدى الشيخ القرضاوي استغرابه الشديد فور منع السلطات الأمنية لمطار أبو ظبي الدولي لفضيلته من دخول أبو ظبي، ويقول القرضاوي عن الأسباب وراء منعه: ربما تكون هذه إشارات أو توجيهات من واشنطن، ولكن هل أصبحت دولنا العربية تطيع الإشارات وتعتبرها أوامر واجبة التنفيذ في الحال.

كما أبدى القرضاوي استغرابه الشديد أن يأتي منعه من دولة عربية مسلمة، وهذه هي الأولى من نوعها بالنسبة له، فلم يسبق للقرضاوي أن منع من دخول أي دولة سواء كانت إسلامية أم عربية، والغريب كما يقول القرضاوي، أن يمنع خليجي مشيرا بذلك إلى جنسيته القطرية، من دخول دولة خليجية، وهذا لا يكون إلا بفعل شيء شنيع أو فظيع يستوجب العقوبة بالمنع من دخول هذه الدولة، وبخاصة أني أحمل الجواز القطري الخاص.

وقد أتى منع السلطات الظبيانية للقرضاوي عندما كان متوجها إلى أبو ظبي لحضور اجتماع الرقابة الشرعية لمصرف أبو ظبي الإسلامي، والذي كان قد تقرر عقده في يوم الخميس ثم تأجل قبل سفر القرضاوي، ثم قرر القرضاوي أن يبيت ليلة الجمعة في أبي ظبي، ثم يستقل الطائرة المصرية المتجهة إلى القاهرة في يوم الجمعة، وذلك بغرض حضور المؤتمر الإسلامي المسيحي في مصر،

ويحكي الشيخ القرضاوي عن الساعات الخمس التي قضاها في مطار أبي ظبي فيقول: فوجئت بعد نزولي من الطائرة وقد اتجهت إلى الموظفة المسؤولة عن الجوازات، ثم نظرت في الكمبيوتر، وأطالت النظر وأنا أنتظر أن تعطيني بطاقتي، ثم سمحت لي بالمرور لولا انتظاري لحقيبتي الذي أخرني عدة دقائق لأفاجأ بنقيب في المطار يأتيني ويطلبني، وأخذني إلى مكتبه، فظل يتصل كثيرا بالمسؤولين، ثم مللت من الانتظار فسألته: هل أنا ممنوع من دخول أبي ظبي؟ قال: لا ولكن إجراءات الجوازات، وظللت ثلث ساعة أو يزيد قليلا، ثم فوجئت بأني ممنوع من دخول أبو ظبي. وكانت المفاجأة أن تذكرتي تذكرة ذهاب ولا عودة لها، ووجدت في المطار قنصل السفارة القطرية في صنعاء (اليمن) وطلب منهم أن يقلوني الطائرة الخليجية المتجهة إلى الدوحة، ولكن باءت محاولته بالفشل، وباءت محاولتي الأولى لأركب الطائرة القطرية التي أتيت عليها، ثم بعد محاولات استطعت أن أركب الطائرة المتجهة من أبي ظبي إلى قطر على متن الطائرة القطرية، بعد خمس ساعات في مطار أبي ظبي.

واستغرب القرضاوي هذا الفعل من السلطات في أبي ظبي وبخاصة أن علاقته بالشيخ زايد حاكم الإمارات قوية، وبكل حكام الإمارات المختلفة، كما أبدى استياءه الشديد أن تفعل هذه الفعلة معه دولة عربية مسلمة، مقارنا بذلك بما فعلته أمريكا عندما أخبروه أن تأشيرته التي كانت بعشر سنوات قد ألغيت، وأنه إذا رغب في السفر إلى أمريكا عليه استخراج تأشيرة جديدة، وأرسلوا إليه في مكتبه بالدوحة السفيرة الأمريكية لتبلغه بذلك مخافة أن يذهب إلى المطار في أمريكا ويرجع، يقول القرضاوي: فكان الأولى بأبي ظبي أن تبلغ السفير القطري في الإمارات بذلك، أو تبلغ سفيرها في قطر بإبلاغي بأني ممنوع من دخول أبو ظبي.