أشاد الكاتب السعودي خالد الغنامي بالعلامة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي، واعتبره من كبار علماء المسلمين، وأشاد بفقه الشيخ وعصرانيته ودعوته للاجتهاد وفتاواه ومواقفه، مشيراً إلى أن الشيخ القرضاوي كسب ثقة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها..

جاء ذلك في المقال الموسع الذي نشره الغنامي في صحيفة (الوطن) السعودية في العدد (262) في صفحة (الثقافة دين ودنيا) يوم الاثنين الموافق 18 يونيو 2001م.

وقال الغنامي في مقدمة مقاله إن "الإمام الكبير يوسف بن عبدالله القرضاوي لا يقل في رأيي عن أئمة الإسلام الكبار أمثال الأئمة الأربعة وأبي بكر بن العربي والنووي وابن تيمية، لكن المعاصرة تحول دائماً دون إنزال الناس منازلهم، فلا نكاد نعرف لأحد قدره حتى يموت .."

وذكر الغنامي أنه قرأ كل كتب الشيخ القرضاوي أو جلها فوجد فيها مدرسة متكاملة ونظرة ثاقبة وعقلاً حراً متجرداً من المذهبية والعصبية، وأشار إلى أن الداعية القرضاوي يميل منذ البداية للسؤال والاستشكال فنتج له في النهاية حصيلة جيدة من الأجوبة كونت له منهجاً علمياً رصيناً وجعلته منهلاً عذباً للباحثين عن الحقيقة.

وأشار الغنامي في المقال الذي حاول فيه تقريب علوم الشيخ القرضاوي وتبيين منهجه إلى عقيدة الشيخ القرضاوي وهي عقيدة السلف الصالح وميله إلى مدرسة الإمام ابن تيمية، كما أشار إلى فقهه وكسبه لثقة المسلمين ومنهجه في التيسير الذي لم يمنعه من تأليف كتاب "فوائد البنوك في الربا والمحرم" كما لم يمنعه من تحريم التدخين ورده على من أباح استلحاق اللقطاء.

وأوضح الغنامي عصرانية الشيخ القرضاوي وتأثير العوامل والمتغيرات الاجتماعية والسياسية ومعارف العصر وعلومه في ترجيح الفقيه مع عدم مخالفة الإجماع المتيقن، موضحاً دعوة الشيخ إلى الاجتهاد والحاجة الدائمة للاجتهاد ما دامت شريعة الإسلام صالحة لكل زمان ومكان.

كما بين الغنامي في مقاله خدمة الشيخ القرضاوي للقرآن والسنة، مشيراً إلى كتبه المتعددة في هذا المجال، وأوضح رأي القرضاوي في الصحوة التي رأى أنها ليست في الالتزام المظهري، ولا في التعامل الظاهري الجامد مع النصوص، مشيراً إلى إنكار القرضاوي لظاهرة الغلو في التكفير.

وأشار الغنامي إلى بعض المجالس التي يكفر فيها الشيخ القرضاوي ويحذر منه، موضحاً أن من يتصيد زلات الشيخ ويريد أن يكون ميزاناً للقرضاوي ينسى أن الميزان يجب أن يكون أثقل من الموزون وإلا انكسر الميزان، مشيراً إلى القضايا التي يدور فيها الكلام حول آراء الشيخ ومواقفه مثل موقفه من الكفار وموقفه من أهل البدع، وإنكار البعض على الشيخ رأيه في الموسيقى والفن وقضايا تتعلق بالمرأة، ورأى الغنامي أن هذه كلها مسائل فقهية سيجد الباحث المنصف أن العلماء من الصحابة إلى من بعدهم ما زالوا مختلفين فيها ولكل أدلته وحججه فوجب احترام جميع الأقوال.

وفي نهاية مقاله أشار الغنامي إلى أنه ينبغي لنا ألا نحرم أنفسنا من هذا العقل الكبير وهذه النظرية الشمولية للدين والحياة التي أرسى