من معالم الوسطية: تطوير مناهج الدعوة إلى الإسلام للمسلمين تفقيها للتعاليم, وتصحيحا للمفاهيم, وتثبيتا وتذكيرا للمؤمنين, وبيانا لحقائق الإسلام, وردا على أباطيل خصومه.. ولغير المسلمين, باعتبار دعوة الإسلام دعوة عالمية خالدة موجهة للناس كافة، مع ضرورة استخدام آليات العصر من الفضائيات والأنترنت وغيرها, في تبليغها إلى العالمين, بلغاتهم المختلفة مع وجوب رعاية الأصول, بجانب رعاية روح العصر, أسلوب العصر.

ودعوة المسلمين تكون كما رسمها القرآن ـ بالحكمة والموعظة الحسنة ـ ودعوة المخالفين عن طريق الحوار بالتي هي أحسن, سواء كانوا مختلفين في أصل الدين, أم مخالفين في المذهب داخل الدين أم مخالفين في غير ذلك.

وتبني منهج التبشير في الدعوة, إلى جوار منهج التيسير في الفتوى؛ وبذلك يتكامل المنهج النبوي الذي أمرنا به.

والتبشير في الدعوة: أن نذكّر بالرجاء مع الخوف أو قبل الخوف, وبالوعد مع الوعيد أو قبل الوعيد, ونؤكد بواعث الأمل بدل المثبطات والمحبطات, ونعرف بالإسلام: أنه دين التفاؤل لا التشاؤم, دين الأمل لا القنوط, دين الحب لا البغض, دين التعارف لا التناكر, دين الحوار لا الصدام, دين الرفق لا العنف, دين الرحمة لا القسوة، دين السلام لا الحرب, دين البناء لا الهدم, دين الجمع لا التفريق.

ومن هنا تتكامل العناية بالعبادة والثقافة والرياضة والفن, فالعبادة تغذي الروح, والثقافة تغذي العقل, والرياضة تغذي الجسم, والفن يغذي الوجدان.

د.يوسف القرضاوي