من معالم الوسطية: تبني منهج التيسير والتخفيف في الفقه والفتوى، اتباعا للمنهج القرآني، ومن ذلك التضييق في الإيجاب، والتحريم والإفتاء بالرخص،  ولا سيما عند الحاجة إليها، وبقاعدة " الضرورات تبيح المحظورات"، وقاعدة "الحاجة تنزل منزلة الضرورة"، والتوسع في مصادر التشريع فيما لا نص فيه من الأخذ بالاستصلاح والاستحسان ورعاية العرف وسد الذريعة.. وإن كان ولا بد من التشديد، فليكن في الأصول لا في الفروع.

وقد حذر الرسول الكريم من الغلو والتنطع والتشديد والتعسير. وإذا كان التيسير مطلوبا في كل زمان، فهو أشد ما يكون طلبا في هذا العصر، الذي غلبت فيه الماديات على المعنويات، وتعقدت فيه حياة الناس، وكثرت العوائق عن الخير، والمغريات بالشر .

والتيسير المطلوب هنا: لا يعني تبرير الواقع، أو مجاراة الغرب، أو إرضاء الحكام، بلىّ أعناق النصوص حتى تفيد التيسير قسرا، فيحلُّوا الحرام، ويبدّلوا الأحكام، فهذا موقف مرفوض كموقف الذين يعسرون ما يسر الله، ويعرضون عن كل قول فيه تخفيف على عباد الله .

د.يوسف القرضاوي