من معالم الوسطية: الموازنة بين ثوابت الشرع ومتغيرات العصر، فلا يجوز إغفال الثوابت، ولا إهمال المتغيرات، ولا تحويل الثوابت إلى متغيرات، ولا المتغيرات إلى ثوابت، ولكن يجب ملاحظة أثر تغير الزمان والمكان والحال والعرف في تغير الفتوى، وفي أسلوب الدعوة والتعليم.
مع ضرورة مراعاة الثبات في الأهداف والغايات، والمرونة والتطور في الوسائل والآليات، وكذلك الثبات في الأصول والكليات، والمرونة في الفروع والجزئيات.
وبهذا نقول: نعم "للتحديث" ولمواكبة العصر في التقدم العلمي والتكنولوجي والتطور المحمود، الذي يرقى بالحياة والإنسان.
كما نقول: لا "للتغريب" الذي يريد أن يسلخ الأمة من جلدها، ويجعلها تبعا لأمم أخرى، باسم "الحداثة" أو العولمة أو غيرها. ورفض موقف الذين يريدون أن يجمدوا الحياة باسم الشرع، فلا مجال لتطوير ولا تغيير، وموقف الذين يريدون أن يغيروا الدين واللغة والشمس والقمر! كما قال الرافعي رحمه الله .
د. يوسف القرضاوي