من معالم الوسطية: ترسيخ المعاني والقيم الربانية التي هي أساس الدين، من الإيمان بالله تعالى وتوحيده، واليقين بالدار الآخرة وما فيها من حساب وجزاء وجنة ونار، واستحضار خشية الله تعالى وتقواه، التي هي من عمل القلوب، والتركيز على عبادة الله تعالى بوصفها الغاية التي خُلق لها الإنسان، وتوجيه هذه العبادة لله وحده.
وهي تتجلى في الشعائر الأربع الكبرى: الصلاة والزكاة والصيام والحج، وهي العبادات المفروضة، وبجوارها عبادات أخرى مندوبة مثل: تلاوة القرآن وذكر الله تعالى والدعاء والاستغفار.
هذا بالإضافة إلى العبادات الباطنية: من صدق النية والإخلاص لله، والمحبة له والرضا عنه، والرجاء في رحمته، والخوف من عذابه، والشكر لنعمائه، والصبر على بلائه، والزهد في الدنيا، والإقبال على الآخرة.
وهي أساس التصوف الحقيقي الذي يقوم على "الصدق مع الحق والخُلُق مع الخَلق"، ومن الواجب: غرس هذه المعاني الربانية عن طريق الدعوة والتربية والثقافة والإعلام.
ونرفض موقف الذين ينكرون التصوف كله ويعرضون عنه، والذين يأخذونه كله بما فيه من شركيات في العقيدة ومبتدعات في العبادة وسلبيات في التربية، دون مراجعة ولا تمحيص.
الإمام يوسف القرضاوي