|
د.يوسف القرضاوي
سر الاهتمام بالعشر الأواخر لسببين:
السبب الأول: أن العشر الأواخر ختام رمضان، والأعمال بالخواتيم، فقد يعمل أحد الأشخاص أعمالا صالحة، ثم يختم له بشر والعياذ بالله، فيضيع عمله، ويهدم ما مضى. وبالعكس أيضا قد يكون إنسانًا مسرفًا على نفسه بالمعاصي، ضائعًا مضيِّعًا، ثم يهتدي في المدة الأخيرة من حياته، ويشرح الله صدره للإيمان والإستقامة، فيستقيم على أمر الله، ويعمل بعمل أهل الجنة، ويكون من أهلها، فالعبرة بالخواتيم، ولذلك كان يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم اجعل خير عمري آخره، وخير عملي خواتمه، وخير أيامي يوم ألقاك".
والسبب الثاني: أنها مظنة التماس ليلة القدر، فليلة القدر أرجى ما تكون في العشر الأواخر، وهي في رمضان قطعا؛ لكنها أرجى ما تكون في العشر الأواخر، وأرجى ما تكون في ليالي الأوتار، وهي الليالي الفردية، وغالبا ما يختلف المسلمون في الليالي الفردية، فمثلا صامت ليبيا والبحرين وغيرهما هذه السنة قبلنا.. فالأولى أن يهتم الإنسان في هذه الليالي جميعها، ويزيد من الطاعات، ولذلك بعض الناس يصلي التراويح، ويصلي القيام، وهم ذوي الهمم.
على كل حال أيها الإخوة أوشك رمضان أن ينتهي، وما أسرع أن ينتهي رمضان، فرمضان شهر خفيف جدًا، وإن كان بعض الناس يستثقلونه ويقولون: رمضان فراقه عيد. والحقيقة أن رمضان شهر خفيف المحمل، لطيف المعشر، ويمر مرَّ السحاب، ويبارك الله فيه. فلنحسن ختامه.