د. يوسف القرضاوي

(2) حول كلمة عزل الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي 3/7/2013

لقد كان خطابك للشعب المصري، بعد كلمة السيسي الانقلابية، مؤيدة لجرمه، معضدة لفعلته، داعمة لسعيه، ممهدة للقبول الشعبي لها، حين قلت:

( إن مصر اليوم بين أمرين أحلاهما مر، وأشد الأمرين مرارة هو صدام الشعب المصري وسيلان دمه الزكي.

ثم قررت: ولذلك.. وعملا بقانون الشرع الإسلامي القائل بأن ارتكاب أخف الضررين واجب شرعي، وخروجا من هذا المأزق السياسي الذي وقع فيه شعب مصر بين مؤيد للنظام ومعارض لاستمرارره، وكل متمسك برأيه لا يتزحزح عنه، لذلك كله أيدت الرأي الذي انتهى إليه المجتمعون، وهو إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، يحتكم فيها الشعب إلى صندوق انتخاب يضمن نزاهته قضاء مصر العظيم، ورجال القوات المسلحة الأبطال، وقوات الشرطة البواسل.

ثم أغربت فقلت: وأسأل الله سبحانه أن يصلح بهذا الخيار وهذا الرأي بين فئتين متخاصمتين، يعيشان على أرض واجدة، ويشربان من نيل واحد).

التعقيب:

هل ما قمتم به من الموافقة على عزل الرئيس محمد مرسي: عزل شرعي يا شيخ الأزهر؟ وأنت تعلم أن الدكتور مرسي رئيس شرعي منتخب انتخابا حرا، وأن طاعته لا تزال واجبة عليك، وعلى السيسي، وعلى كل من تطاول عليه. وأن هذا ما فرضه الله ورسوله، وما أوجبته قواعد الشرع وأحكامه، وما توجبه المصالح الوطنية العامة.

وأن القرآن والسنة أمرا الناس جميعا بطاعة الرئيس، فيما أحبوا وكرهوا، ما لم يأمر بمعصية، فإن أمر بمعصية، فلا سمع ولا طاعة. أي لا يسمع ولا يطاع في هذه المعصية. ولكن السمع العام لازم، والطاعة العامة لازمة، ما لم يظهر من الرئيس كفر بواح، عندنا فيه من الله برهان.

ولكن الواقع يقول: إن الرئيس مرسي ، لم يأمر الناس بمعصية، ولا ظهر منه كفر بواح عندنا من الله فيه برهان!

وأنت تعلم يا شيخ الأزهر ما قامت به أجهزة الدولة ومؤسساتها العميقة، من محاولة تعويق مسيرة الإصلاح، وإيقاف سعي المخلصين والشرفاء من أعضاء حكومة الدكتور هشام قنديل، بافتعال الأزمات، وتعطيل عجلة الإنتاج بالوقفات الاحتجاجية، والمطالب الفئوية، وقطع الطرق، بتمويل من رجال الأعمال الفاسدين والمفسدين، وكذلك التراخي الأمني المتعمد، الذي أظهر الداخلية في صورة المريض الذي أشرف على الموت، واصطناع أزمتي الكهرباء والسولار، إلى غير ذلك.

فلما تم للمفسدين ما ارادوا، إذا بالكهرباء لا تعرف طريق الانقطاع، ومحطات الوقود لا تجد من يبحث عن السولار والبنزين لكثرتهما، وإذا بجهاز الشرطة الذي يدعي الوهن ينتفض، مكشرا عن أنيابه، يضرب بمخالبه ذات اليمين وذات الشمال، في حركة مارد لا يهدأ، وجبار لا يرعوي!

أليس ذلك هو الواقع المرير، الذي يدل على وضوح المؤامرة، وجلاء الخيانة، وإحكام الخطة؟!

هل الإسلام يدعو المسلمين إلى التخاذل البغيض، والاستسلام اليائس، أم يدعو المسلمين إلى مناصرة الحق، ودعم المصلحين؟!

وأما من الناحية الشرعية، فإن الشرع الإسلامي الذي يريده أهل مصر مرجعا لهم في دولة مدنية، لا دولة دينية ثيوقراطية، يوجب على كل من آمن به ورجع إليه؛ طاعة الرئيس المنتخب شرعا، وتنفيذ أوامره، والاستجابة لتوجيهاته، في كل ما يأمر به، وذلك بشرطين:

الشرط الأول: ألا يأمر الشعب بمعصية ظاهرة لله، بينة للمسلمين. وهذا ما صحت به الأحاديث النبوية المستفيضة التي رواها البخاري ومسلم وغيرهما:

"اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة" عن أنس بن مالك.

"من رأى من أميره شيئا يكرهه، فليصبر، فإنه ليس أحد يفارق الجماعة شبرا، فيموت، إلا مات ميتة جاهلية" عن ابن عباس.

"السمع والطاعة حق على المرء المسلم، فيما أحب وكره، مالم يؤمر بمعصية، فإذا أمر بمعصية، فلا سمع ولا طاعة" عن ابن عمر.

"إنما الطاعة في المعروف" عن عليّ.

وهو تأكيد لما أشار إليه القرآن حين قال عن بيعة النساء للنبي: { وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ } [الممتحنة:12].

ولم يثبت في واقعة واحدة : أن الرئيس محمد مرسي أمر مواطنا واحدا بمعصية ظاهرة لله تعالى. بل ما كنا نراه من مظاهرات وتفاعلات في ميدان التحرير هو من حسنات محمد مرسي. وهذه المظاهرات التي أتاحها محمد مرسي للفئات كلها، ولم يحجر على فئة واحدة منها، هي التي صنعت ما سموه: 30 يونيو!

والشرط الثاني: ألا يأمر الشعب بأمر يخرجهم به عن دينهم، ويدخلهم في الكفر البواح، ويعنى به: الكفر الصريح، الذي لا يحتمل الشك والجدال، وهو ما جاء في حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه: "بايعنا رسول الله على السمع والطاعة وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا، وألا ننازع الأمر أهله" قال: "إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم فيه من الله برهان" متفق عليه.

ومن هنا نتبين بيقين: أن الرئيس الشرعي مرسي لم يأمر بمعصية، ولم يرتكب كفراً بواحاً، بل هو رجل صوامٌ قوامٌ، حريص جِدّ الحرص على طاعة الله تعالى.

فالواجب أن يظل رئيساً، ولا يجوز لأحد أن يدعي على الشعب أن له الحق في خلعه.

إن دعم الدكتور محمد مرسي رئيس مصر المنتخب، في أول تجربة ديمقراطية عرفها المصريون واجب شرعي، والخروج عليه معصية ظاهرة، لله تعالى، الذي يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}  [النساء:59 ].

والنبي صلى الله عليه وسلم يقول، كما في حديث ابن عمر، عند مسلم: " من خلع يدا من طاعة، لقي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة، مات ميتة جاهلية"

وفي حديث عبد الله بن عمرو، عند مسلم أيضا: " ومن بايع إماما فأعطاه صفقة يده، وثمرة قلبه، فليطعه إن استطاع، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر".

هذه هي الحجة في الكتاب والسنة، يا شيخ الأزهر، ليس مصلحة مظنونة، ولا أخف الضررين، كما ظننت!

وهل ما قام به السيسي من الانحياز لفئة دون فئة، ووصفهم لهم بالشرفاء، في حين يضع بقية شعبه في قائمة الخارجين عن القانون، أصحاب الفكر الظلامي، ورعاة الإرهاب الأسود،  أن يقسم شعبه إلى موالين شرفاء، ومعارضين إرهابيين ظلاميين؟! هل هذا أخف الضررين؟! وأي قانون هذا الذي خالفوه، وقد أسقط هذا الطاغية الدستور، وحل مجلس الشورى، فلم يعد يشرع إلا من شاء له أن يشرع، بما لا يخالف هواه!!

هل قضاء مصر الشامخ المُسَيَّس الذي افتتح مهرجان البراءة للجميع بحق رجال مبارك، والمتهمين بقتل ثوار25يناير، ثم أخذ يلفق التهم لأنصار الرئيس المختطف؟! بل للرئيس نفسه!!

ورجال القوات المسلحة الأبطال، الذين قتلوا وأصابوا الساجدين عند (الحرس الجمهوري)، وقتلوا وأصابوا القانتين الصادقين عند ( المنصة)، وقتلوا واصابوا الألوف من المرابطين في ميادين رابعة والنهضة، بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله!!

وقوات الشرطة البواسل، الذين قاموا باعتقالات واسعة في حق المظلومين من الشرفاء، واستعانوا بالبلطجية وأعانوهم، على قتل وجرح الآلاف من المصريين؟!

هؤلاء هم الذين سيشرفون على انتخابات نزيهة، تذكرنا بنزاهة انتخابات عصر مبارك، الذي لا يغيب عن مثلك، ما كانت تديره لجنة السياسات في حزبه،  وأنت تعلم كيف كان  أحمد عز ورجاله  يديرون هذه الانتخابات بالطريقة البائدة؟!

وهل بهذا الظلم البيِّن، والاغتصاب للحقوق، والانقضاض على العملية الديمقراطية واقتلاعها من جذورها، سيستسلم الفريق المظلوم، وسيتمكن الفريق المعتدي، ثم تقول بعد ذلك : يصلح الله به بين فئتين متخاصمتين؟!

هل غاب عنك يا شيخ الأزهر، منهج الإسلام في الصلح بين المختلفين، بل المتقاتلين من المسلمين، عندما قال سبحانه: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ  } [الحجرات:9-10 ] وقوله سبحانه { فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا } [ النساء:59]

ألم يكن الأحرى بك، وأنت إمام الأزهر، الذي تتطلع القلوب لفتواك، وتبحث العقول عن حججك وأدلتك، أن تتدخل للإصلاح بين الرئيس محمد مرسي ومعارضيه، وأن يكون للأزهر من المبادرات الشرعية ما يجفف منابع الخلاف، ويقتلع جذور الاحتراب؟!

ألم يكن أجدى بمشيخة الأزهر، وأنتم على رأسها، وقد آتاكم الله سعة الصدر، والانفتاح على كل التيارات، أن تأخذوا بزمام المبادرة، وتدعو الأطراف كلها لحوار جاد، يدعمه الأزهر، وتعلن نتائجه على المصريين، ويرفع الغطاء عمن لا يستجيب إلى هذا الحوار المجتمعي، الذي يرعاه الأزهر، بدلا من أن ترتضي لمؤسسة الأزهر العريقة أن تكون تابعة للمؤسسة العسكرية، التي لم يخف طمعها في الحكم، ورغبتها في السيطرة على مقدرات الدولة، وإن أعلنوا غير ذلك؟!  وقد جربنا حكم العسكر - الصريح والمؤول – ستين سنة، فلم نجد من ورائه إلا خراب الدنيا، وضياع الدين.

ليت الدكتور الطيب تعامل مع الدكتور مرسي، كما تعامل من قبل مع حسني مبارك، الذي أوجب على الناس تأييده، وحرم عليهم الخروج عليه!

فلماذا يكيل بمكيالين ؟ فهذا تخريب لدور الأزهر، الذي يجب أن يقف دائماً مع الشعب، لا مع الحاكم المستبد.

(3) بيان شيخ الأزهر بعد مجزرة الإسكندرية 6/7/2013

تحدث فضيلة شيخ الأزهر عما حدث في الأسكندرية فقال:

(أحذركم من فتنة مهلكة، تذهب بوحدتكم.. فتنة تصرف قواتنا المسلحة الباسلة عن مهمتها الوطنية الأصلية.

ونؤكد لكم أن الدين أو الوطنية براء من أى دم يُسفك، وبراء من كل من يشارك في كل قطرة دم تسفك.
واعلموا أن الدنيا لا تساوي قطرة دم واحدة تسيل ظلمًا من مقتول مظلوم، وأذكركم بقوله صلى الله عليه وسلم: (لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق، ولو أن أهل سماواته وأهل أرضه اشتركوا في دم مؤمن لأدخلهم الله النار).

وأذكركم أيضًا بقوله صلى الله عليه وسلم (يؤتى بالمقتول يوم القيامة متعلقًا بالقاتل تشخب أوداجه دمًا، حتى ينتهي به إلى العرش، فيقول (ربِّ، سَلْ هذا فيم قتلني؟!).

هذا وأرجو أن يجد الشعب المصري مخرجًا سريعًا من هذه الفتنة القبيحة التي تحاول أن تطل برأسها على البلاد والعباد، وفقكم الله لما يحبه ويرضاه، وحفظ الله مصر ووقاها من كل شر، ومن كل سوء، ومن كل مكروه، وحفظ دماءها، وحفظ دماء شبابها وأهلها جميعا).

التعقيب:

حذر فضيلته من فتنة مهلكة تذهب بوحدة المصريين، تصرف قواتنا المسلحة عن مهمتها الأصلية، ويتجاهل فضيلته ان ما حدث في الأسكندرية وغيرها إنما هو اعتداء ظاهر، وتعدٍ بيِّن من قوات الشرطة المصرية المدعومة بعدد غفير من البلطجية، الذين يحملون الأسلحة النارية، والأسلحة البيضاء، ويصوبونها شطر إخوانهم المصريين، لا لشيء إلا أنهم أبوا أن ينزلوا على رأي الانقلابيين، ودافعوا عن حقوقهم وأصواتهم في الاستحقاقات الانتخابية كلها!

وهل ما حدث في الإسكندرية لم يكن تحت سمع الجنرال السيسي وبصره، ولم يكن وليد كيده وتدبيره ليستدعي حضور الجيش في المشهد؟!

وهل صورة ما حدث في الإسكندرية فتنة تطل برأسها، أم مجموعة من المأجورين، الذين تحركهم الداخلية، وتحمي ظهرهم، يعتدون على المصليين في المساجد، ثم تقول لنا يا شيخ الأزهر: إنها فتنة!

بدلا من أن تنادي بالقصاص لهؤلاء المظلومين العُزْل المحاصرين في مسجد القائد إبراهيم، والذين يستغيثون بالشرطة، فتكون لهم كالمستغيث من الرمضاء بالنار، ثم يستنجدون بسيارات الإسعاف لتنقل الجرحى النازفين، قبل أن يفارقوا الحياة، فتمنعهم الشرطة وعصاباتها من البلطجية، بدلا من أن تنتصر لهؤلاء المستضعفين السلميين تقول: إنها فتنة تطل برأسها؟!

لو أن ما حدث يا شيخ الأزهر، قد حدث في كنيسة أترى أساقفتها سيقولون: فتنة تطل برأسها، أم سينتفضون دفاعا عن دور عبادتهم، ودماء المتعبدين فيها، المعتدى عليهم؟!

ثم شرعت تذكر المسلمين بأحاديث حرمة الدماء، وإثم من ولغ فيها، والجزاء الذي ينتظر من أراق دمًا بغير حق، ووقوف المقتول أمام الله يوم القيامة مطالبا بالقصاص، إلى غير ذلك، فهلا وجهت الكلمة لمن يحرك هذه الأيدي، وهلا صدعت بالحق مطالبا من أقض مضاجع المصريين، وحرك الفتنة بينهم، أن يكف عن ذلك العمل الخبيث، وهذا المكر السيء.

هلا ذكَّرت هؤلاء الناكثين عهودهم بقوله تعالى: {فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ }[الفتح:10 ]

هلا تلوت لهؤلاء الماكرين المخادعين قول الله سبحانه وتعالى: { وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} [فاطر:43 ] ؟! هلا حذرت البغاة المعتدين ، الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون بتحذير الله لهم: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُم} [ يونس:23]؟!

ثم رجوت أن يجد الشعب المصري مخرجا سريعا من هذه الفتنة، ووالله إني لأتساءل: من الذي يستطيع أن يوجد المخرج من هذه الفتنة؟! أم أن فضيلة الإمام يلقي هذه الكلمة هكذا حتى يريح ضميره الذي آلمه، ويهدئ نفسه التي ثارت عليه، وعمامته التي أبت عليه الصمت أمام هذه الفاجعة؟!

ووالله لا تبرأ ذمتك بمثل هذه التصريحات الشاحبة، وهذه العبارات التائهة، وإن جاز هذا للضعفاء فلا يجوز لشيخ الأزهر، وإن قُبل هذا من الصغار، فلا يقبل من الكبار، أمثال الإمام الأكبر!

كان ينبغي أن تخاطب من بذر بذور الشر، وغرس غراس الانقلاب، كان ينبغي أن تخاطب من اعتدى ليكف عن عدوانه، ومن روع المسلمين ليكف عن ترويعهم، ومن ترصد المدافعين عن حقوقهم أن يكف عن ترصدهم، لا أن تضيع القضية، وتخاطب من لا يملك مفاتيح إنهاء الصراع، تاركا من بيده كل مجامع اللعبة! (يتبع)