د. يوسف القرضاوي
إن المتجول في رياض القرآن يري بوضوح : أنه يريد أن يغرس في عقل كل مؤمن و قلبه الشعور بالجمال المبثوث في أجزاء الكون من فوقه و من تحته و من حوله: في السماء، والأرض، والنبات، والحيوان، والإنسان.
في جمال السماء يقرأ قوله تعالي: ( أَفَلَمُ يَنظرواُ إِلَى السَمَاءِ فَوُقَهمُ كَيُفَ بَنَيُنَهَا وَ مَا لَهَا مِن فروِجِ) سورة ق (6).
(وَلَقَدُ جَعَلُنَا فِي السَمَاءِ بروجَاَ وَزَيَنَهَا لِلنَاظِرِينَ) سورة (16).
وفي جمال الأرض و نباتها يقرأ: (وَالُأَرُضَ مَدَدُنَهَا وَأَلُقَيُنَا فِيهَا رَوَسِيَ وَأَنبَتُنَا فِيهَا مِن كلِ زَوُجِ بَهِيِجِ) سورة ق (7).
(وَأَنزَلَ لَكم مِنَ السَمَاءِ مَاءَ فَأَنبَتُنَا بِه حَدَائِقَ ذَاتَ بَهُجَةِ) سورة النمل(60).
وفي جمال الحيوان يقرأ ما ذكر ناه قبل عن الأنعام: (وَلَكمُ فِيهَا جَمَال حِينَ ترِيحونَ وَ حِينَ تَسرَحونَ) سورة النحل (6) .
وفي جمال الإنسان يقرأ: (وَ صَوَرَكمُ فَأَحُسَنَ صوَرَكمُ) سورة التغابن(3)، (الَذِي خَلَقَكَ فَسَوَك فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِ صوَرَةِ مَا شَاءَ رَكَبَكَ (8) ) سورة الانفطار.
إن المؤمن يري يد الله المبدعة في كل ما يشاهده في هذا الكون البديع، و يبصر جمال الله في جمال ما خلق و صور، يري فيه (صنُعَ اللَهِ الَذِي أَتُقَنَ كلَ شَيُءٍ) سورة النمل(33)، (الَذِي أَحُسَنَ كلَ شَيُءٍ خَلَقَه) سورة السجدة(7).
وبهذا يحب المؤمن الجمال في كل مظاهر الوجود من حوله؛ لأنه أثر جمال الله جل و علا.
وهو يحب الجمال كذلك؛ لأن «الجميل» اسم من أسمائه تعالي الحسنى و صفة من صفاته العلا.
وهو يحب الجمال أيضاً، لأن ربه فهو جميل يحب الجمال.
ــــــــ
- عن كتاب "الإسلام والفن" لفضيلة الشيخ.