زهرة صالح
لعلي ممن يختلفون مع رؤية فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي أطال الله عمره على الطاعة وكنت -غفر الله لي- مشاكسة ومشاغبة ومتعبة في حدود الأدب اللائق بعلم من أعلام الإسلام وأصررت على إيصال صوتي المحتج والمعترض إليه في أكثر من مناسبة أذكر منها رأيه ومشاركته ومباركته لمؤتمرات التقريب بصفة عامة ورده على فتوى سماحة الشيخ الوالد عبدالله بن جبرين متعه الله بالصحة حول مساندة حزب الله وموقفه من احتمالية ضرب إيران ووجوب وقوف عموم المسلمين معها وأحقيتها في امتلاك التقنية النووية وكان رد الشيخ لي والآلاف من المشاكسين من أمثالي رداً حليماً ومنطقياً يليق بحَبر من أحبار الأمة يغرس في نفوسنا أن الاختلاف لايعني الخلاف وأن له رؤية يؤيدها بأدلة راجحة من وجهة نظره يختلف معه فيها إخوانه من العلماء الذين لايدعي أحد منهم العصمة ونملك حقوق مناقشتهم والرد عليهم بالهاتف والبريد الإلكتروني وعبر وسائل الإعلام المختلفة دون أن نخشى أن نكون من الرادين على الله.
كل هذه المواقف المتسامحة من فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي النابعة من حرصه الدائم على الوحدة الإسلامية لم تشفع له عند أصحاب الرؤية الأحادية الذين إما أن تكون معهم أو ضدهم فما كاد الشيخ يبدي وجهة نظره في أمر جلي كالشمس في رابعة النهار لم ينكره أصحاب الشأن حتى انتقل هكذا وبكل بساطة من شخص يرمز إلى الاعتدال - بزعمهم- إلى عميل للصهيونية والماسونية.
ولعل الجدير بالإهتمام أن أقسى الردود غير المنطقية على الشيخ جاءت ممن يدعون الاعتدال والوسطية ممن عرفوه وخبروه دهراً لتثبت لنا للمرة المليون أن وجود الوسطية والاعتدال عند القوم يشبه تماماً وجود العنقاء والغول والخل الوفي وأنها كذبة استمرأنا تصديقها وتسويقها فالاختلاف مرحلي فقط ولا اختلاف على الأهدف.
المسألة ليست مسألة (شين) أو (سين) والنظر إليها بمذهبية مجردة تخرجها عن إطارها وتحرفها عن سياقها إنها مسألة أطماع سياسية وعسكرية وثقافية واجتماعية توسعية تريد رصّ أحجار الشطرنج السياسي وفق رؤية تاريخية عرقية فتحت شهيتها بإسقاط بغداد وبيروت ودمشق ووصلت لحد دعم رئيس موالٍ في جزر القمر وباكستان.
دفاعنا عن الشيخ القرضاوي ليس دفاعاً عن علم من أعلام الإسلام شاب شعره وانحنى ظهره وهو يعطي ويصل المسلمين في كل مكان نختلف ونتفق معه بل هو دفاع عن وجهة نظر رفعت رأسها وصوتها من وراء مهرجانات (تقريب المذاهب) ومجاملاتها التي تنتهي بصور إعلامية تتعانق فيه العمامة والشماغ ولا بأس بصورة لصلاة جماعية وإفطار جماعي وتبادل الألفاظ الفضفاضة من قبيل الوحدة الإسلامية وغيرها .. الحقيقة التي حاول البعض كتم صوتها تقول : نعم للتعايش على أساس المواطنة والمصير المشترك مع الجميع دون النظر إلى مذهبه ودينه وانتمائه ولا كبيرة للتقريب الذي يعني السكوت على الاختراق والغزو وصفقات البيع المذهبي التي يديرها (التوماريون) في الخفاء والعلن لا لتحويل مجتمعاتنا الفقيرة والمعدمة إلى بيئة خصبة لنخاسي المذاهب باختلاف توجهاتهم وميادينهم من الذين يساومون الجوعى والضعفاء على جوعهم وقلة حيلتهم ويساومون الشباب على أحلامهم وغرائزهم إذا كان الأمر هو للدعوة للدين فالعالم يكتظ بمئات الملايين من البشر فليدعوا هؤلاء إن كانوا صادقين.؟
محطات:
كان من حديثه صلى الله عليه وسلم ''رغم أنف امرئٍ أدرك رمضان.. فلم يغفر له''.الجابروأغلبية، ومسلمين ومسيحيين.. أمة العقيدة.. وأمم الناس.. كل عيد وأنتم بخير.. أيها الناس.
......
- نقلا عن موقع الوطن.