جاءت دعوة فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي أمام حشد من المصلين أمس بمسجد عمر بن الخطاب لحركة فتح ومختلف الفصائل للمشاركة في حكومة وحدة وطنية لتضيف إلي رصيد الدعوات المخلصة بهذا الاتجاه وهي عديدة وباتت الاستجابة لها فريضة واجبة لأن المسألة لا تتعلق بمصير حماس أو غيرها من الفصائل لكنها تتعلق بمصير وطن ومقدرات شعب ومن ثم فان المطلوب بإلحاح الآن هو انضواء جميع القوي الآن تحت عباءة حكومة الوحدة الوطنية.
ولا أحسب أن دعوة القرضاوي وغيره تصب في خانة مصلحة حماس فحسب - وان كان ذلك لا يمثل أمرا معيبا- إنما هو في مصلحة القضية الفلسطينية خاصة في ظل الضغوط التي لم تتوقف منذ فوز حماس المدوي بالأغلبية في الانتخابات التشريعية التي جرت في السادس والعشرين من شهر يناير الماضي وهو أمر سيتحمل كلفته كل الشعب الفلسطيني بكل قواه وفصائله.
والميزة النسبية التي يوفرها تشكيل حكومة وحدة وطنية في ظل هذا الظرف العصيب الذي تواجهه الأمة علي وجه العموم والشعب الفلسطيني علي نحو خاص تكمن في تمكين السلطة الوطنية الجديدة من امتلاك القدرة علي امتصاص الآثار والتداعيات السلبية التي يمكن ان تنتج عن سطوة الضغوط التي بدأت تمارسها بالفعل الدولة العبرية والإدارة الأمريكية خاصة علي الصعيد المالي والسياسي في محاولة لتجفيف المنابع كنوع من العقاب للشعب الفلسطيني الذي اختار في انتخابات حرة حركة حماس.
والمرء يتطلع إلى تجاوز الإشكالية الدستورية التي نتجت عن إلغاء المجلس التشريعي- الذي تشكل حماس أغلبيته- لجملة من القوانين التي اقرها المجلس التشريعي السابق لتهيئة المناخ أمام حكومة الوحدة الوطنية وشخصيا لم أكن أود أن تبادر حماس إلي الدخول في هذه ه الإشكالية التي لم يكن ثمة مبرر موضوعي لها الآن.
- المصدر: جريدة الراية القطرية 11/ 3/ 2006