قال الدكتور يوسف القرضاوي: إن الأمة الإسلامية كلها مطالبة ببذل كل جهودها لتحرير الأقصى من أيدي اليهود، وطالب جميع المسلمين بمساندة إخوانهم في فلسطين بكل السبل الممكنة؛ جاء ذلك خلال الكلمة التي وجهها إلى المسلمين في يوم القدس العالمي على الإنترنت الذي أقيم يوم الخميس 17 رمضان 1426هـ وللعام الثالث على التوالي.
وكان عدد من مواقع الإنترنت قد خصصت صفحات عن هذه المناسبة بهدف تذكير زوار الإنترنت بأهمية وقيمة القدس للمسلمين، وضرورة السعي لنصرة المسجد الأقصى الأسير.
وفى هذا الإطار، قال الدكتور القرضاوي: "إنه من واجب المسلمين أن يهتموا بالقدس ويجعلوها قضيتهم المحورية، فالله -عز وجل- ربط في القرآن الكريم بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى في إشارة تؤكد على أن من يفرط في المسجد الأقصى يمكنه أن يفرط في المسجد الحرام، فالمسجد هو رمز المدينة والمدينة رمز للقضية؛ فيوم القدس هو في الحقيقة يوم للقضية الفلسطينية، وهي قضية المسلمين جميعا؛ لأن القدس تدبر لها المؤامرات ليلا ونهارا، وما كان يتم سرا أصبح علنا، فالتهويد يتم جهارا نهارا وربما نجده قد سقط فجأة. والمشكلة أن الأمة الإسلامية غافلة ولاهية وتستغل الصهيونية هذا التشرذم في تهويد القدس والقضاء عليها، لهذا يجب ألا نعتمد على الآخرين في الحفاظ على القدس؛ بل علينا أن نثبت للعالم أن القدس ليست قضية يتيمة بل لها من يدافعون عنها، وإذا كان اليهود المشهور عنهم بالشح يقومون بإنفاق الملايين من أجل قضاياهم الباطلة، فعلينا نحن أمة الإنفاق والجهاد أن نبذل المزيد من أجل الحفاظ على المدينة".
وأضاف القرضاوي: أنه من الواجب أن يساند المسلمون إخوانهم الفلسطينيين بكل الوسائل الممكنة، ومنها وقف الدعوات بنزع سلاح المقاومة؛ بل يجب أن تظل المقاومة قائمة طالما كان هناك احتلال لأي شبر من أرض المسلمين، ولا بد أن يقوم المسلمون بتحرير الأقصى من أيدي اليهود الذين يُدخلون من يشاءون ويسمحون بالصلاة لمن يشاءون، وهو واجب على المسلمين في كل بقاع الأرض.
واستمر عرض فعاليات هذا اليوم على الشبكة العنكبوتية لمدة أسبوع كامل، وتضمن بشكل خاص كلمات الضيوف من كافة دول العالم حول كيفية نصرة القدس والتصدي لتهويدها.
وقال محمد السيد مشرف موقع "حماسنا" الذي يشرف على تدشين هذا اليوم مع مواقع أخرى: إن اليوم العالمي الثالث شارك فيه هذا العام كل من: الجماعة الإسلامية في لبنان، وجبهة العمل الإسلامي بالأردن، وحركة التوحيد والإصلاح بالمغرب، إضافة إلى لجنة المقاطعة بالإسكندرية، وإسلام أون لاين (ساحة الحوار)، وكتائب عز الدين القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) ممثلة للشعب الفلسطيني.
كما ألقى عدد من الضيوف كلمات عبر الإنترنت في هذا اليوم، منهم: الداعية الموريتاني البارز الشيخ "محمد الحسن ولد الددو"، والشيخ "محمد بن بيا" عضو الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين (من موريتانيا)، بالإضافة إلى نشطاء من ماليزيا ومصر وفلسطين والجزائر والمغرب على الإنترنت، ومراكز إسلامية من أوكرانيا ومقدونيا وبلجيكا وفرنسا.
وقال محمد السيد مشرف الموقع: بعد نجاح هذه الفكرة والإقبال الكبير على زيارة الموقع، فإنه يجرى حاليا الإعداد ليوم الشيخ أحمد ياسين على الإنترنت (يوم 22 مارس المقبل) الذي يوافق ذكرى استشهاده، مؤكدا أن اليوم سيتضمن فعاليات لإحياء ذكرى الشهيد، والتعريف به، ونشر دعوته لكل المسلمين وغيرهم من زوار الإنترنت.