كثيرة هي المؤامرات التي حاول أعداء الإسلام إدخالها عليه ليصرفوا الناس عن المحجة البيضاء التي ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس عليها، والأسرة من أهم الأهداف التي اتخذها أعداء الإسلام غرضا لهم ينفذوا من خلالها إلى جسد الإسلام كي يضربوه من الصميم، وقد نجحوا إلى حد ما في مؤتمرات عالمية سابقة للمرأة وللأسرة وللسكان في دس بعض معتقداتهم ومفاهيمهم التي ترفضها سائر الأديان، ولكن جاء مؤتمر الدوحة العالمي للأسرة نصيرا للأسرة ومدافعا عن القيم التي يقبلها كل عقل وعرف وشرع.
من هذا المنطلق يكون حوارنا مع رجل حضر وقائع المؤتمر وتابعه عن قرب وحلل أحداثه، حوارنا مع الداعية الطبيب الدكتور عصام عبده الذي حضر وقائع المؤتمر وتابعه عن قرب:
مفهوم الجندر
ما هو مفهوم الجندر؟
الجندر مفهوم أريد به أن تتحول البشرية من التقسيم المعتاد الذي خلق الله الناس عليه كذكور وإناث إلى مفهوم آخر جديد يخالف قول الله تبارك وتعالى: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي) إلى مفهوم ينبني على طبيعة العلاقة الجنسية التزاوجية، فالديانات السماوية كلها لا تعترف إلا بعلاقة تزاوجية واحدة وهي التي تكون بين الذكر والأنثى في إطار الزواج المؤسس على عقد شرعي أما في مفهوم الجندر فالناس طوائف على حسب علاقاتهم الجنسية التزاوجية مع بعضهم البعض فهناك التزاوج بين الذكر والأنثى وهناك المثليون وهؤلاء المثليون منهم الذكور الذين يقترنون جنسيا بذكور أمثالهم ومنهم الإناث اللاتي تقترن فيهن الواحدة بأنثى مثلها، ثم هناك وحيدو العلاقة بمعني أن رجلا واحدا يتزوج رجلا واحدا فقط أو أنثى واحدة تقترن جنسيا بأنثي واحدة وهناك عديدو العلاقات بمعني اشتراك القرناء في المعاشرة الجنسية وكل هذه الأنواع ظلمات بعضها فوق بعض. وللإسلام رؤية وهي العلاقة بين الذكر والأنثي في إطار الزواج الشرعي الآمن المستقر المبني علي عقد شرعي صحيح معلن.
فارس الميدان
ذكرت أن الدكتور القرضاوي أرسى الكثير من الثوابت والقواعد في المؤتمر.. كيف تري ذلك؟
نعم لقد كان العلامة القرضاوي فارس الميدان في ذلك المؤتمر فقد أمتع السامعين في كلمته التي لم تتجاوز عشرين دقيقة ولكنها كانت جامعة وشاملة فقد تحدث عن ثوابت الإسلام في الأسرة فيما يخص حق المرأة والطفل وحق الزوج والزوجة وتحدث عن الأسرة المستقرة وعوامل استقرارها وكيف أن الإسلام أعطى الحلول في حالة تعذر استمرار الحياة الزوجية وكيف أن الإسلام يرفض أي مفهوم من مفاهيم الاقتران الجنسي الشاذ مثل الزنا او اللواط أو السحاق أو تعدد العشيقات أو تعدد الخلان كل هذا أكد علامة العصر أنه من الأمور المرفوضة في الإسلام وفي سائر الشرائع السماوية دوما ولا يجوز لأي أحد كائنا من كان أن يغير أو يبدل في تلك الثوابت تحت أي مسمى أو ضمن مظلة أي دعوى من الدعاوي المعاصرة، ولهذا عندما انتهت كلمة الدكتور القرضاوي توجهت إليه وقبلت يده وقلت له حق لهذه اليد أن تقبل.
موقف الأديان الأخرى
وماذا عن الآخرين من ممثلي الديانات الأخرى؟
دعوا إلى قيم مثل التي دعا إليها الدكتور القرضاوي لكن شتان بين الثري والثريا فقد عرض الدكتور القرضاوي رؤية الإسلام وقواعده الشاملة للأسرة بمنتهي الدقة مدعما كل قاعدة بدليلها مضيفا إلى ذلك قصصا من حياة السلف الصالح تزيد الأمر وضوحا، كل ذلك في وقت موجز، أما الآخرون فمن أين يأتون بمثل هذا الثراء في السرد والاستدلال، إنها عظمة الإسلام وعظمة من يحسن عرضه، فكل من حضر وسمع وشاهد أدرك هذا الفرق بين الإسلام وغيره.
كلمة الختام
كانت كلمة العلامة القرضاوي في منتهى الأهمية لأنه ركز فيها على ضرورة احترام الفروق الموجودة بين كل دين وآخر فمثلا: مهما كانت الدعوة إلى التقارب في الرؤي والتصورات والمفاهيم فإنه لابد أن يعي الناس جميعا أن الإسلام لن يخضع لأي ضغوط تحاول النيل من ثوابته التي يتميز بها عن غيره كقضية القوامة وتعدد الزوجات ومبدأ الطلاق إذا احتيج إليه فهذه علي سبيل المثال أمور اختص بها ديننا لا تقبل تحت أي ظرف من الظروف أو تحت أي دعوى من الدعاوي نوعا من التغيير أو التبديل أو التحريف.
- المصدر: جريدة الراية القطرية